:: ناطق اعتصام المهرة: رحيل الشيخ الزنداني خسارة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية      :: بريطانيا: ملتزمون بدعم الجهود الأممية الرامية لإحراز تقدم تجاه إحلال السلام باليمن      :: مجلس الوزراء يوافق على مشروع خطة الإنفاق للموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024      :: اليمن: غلاء قياسي وتدهور الأمن الغذائي     

كتابات

ماجد الحاج الحميري ....لم يمت الربيع العربي وإنما عُرِجَ به للسماء..!!

       17/02/2017 20:26:01

يواجه شباب الربيع العربي عمل ممنهج من البروبوغاندا الموجَّهه 
 تستهدف النفوس وتعمل على زرع اليأس في قلوبهم ، وبث الإحباط في مخيلاتهم ، وتدحرجهم إلى حالة من جلد الذات ، وتصنع من خروجهم مطالبين بإسقاط النظام نفوس لوامه لإتخاذهم ذلك القرار !

النظال ليس له حدود ، والتضحيات ليس لها سقفٌ محدود ، والأحلام لا تملك نقطة نهاية ؛ تلك الأحلام التي تقيم وزناً للأسباب والسياقات التأريخية ، وبعد النظر ، والإيمان بالتدرج في الخطوات والمرحلية والصبر امام كل عائق ، والنهر لو توقف عند أول صخرة تصادفة لَجَفَّ ماؤه منذُ أول جريان.
        ➖➖➖➖

أشعل (بو عزيزي ) النار في جسده ، فاشتعلت له النيران في أرجاء المعموره ، وصاغ من صرخته أعظم بيان سياسي في التأريخ!


من هنا كانت البداية ، وتحت ذلك العنوان بدأت فصول الرواية ، وخلالها تمَخّْضت مآلات كثيرة ، لكن تلك المآلات ليست النهايات !

لم ينته الربيع العربي ، وإنما هناك من يُحاول إقناعنا بذلك ، وأنى له ما اراد !! ؛فالنظال ليس له حدود ، والتضحيات ليس لها سقفٌ محدود ، والأحلام لا تملك نقطة نهاية ؛ تلك الأحلام التي تقيم وزناً للأسباب والسياقات التأريخية ، وبعد النظر ، والإيمان بالتدرج في الخطوات والمرحلية والصبر امام كل عائق ، والنهر لو توقف عند أول صخرة تصادفة لَجَفَّ ماؤه منذُ أول جريان.

قرر الشباب ثورتهم ، ومع قرارهم لبسوا الكفن ! وانتظروا بأنفسٍ سخية دفع الثمن ،وأي ثمن !! ؛
فالحياة لا معنى لها بدون كرامة ، والتضحية في سبيل الوطن والقضية من أعظم التضحيات..والموت في سبيل الحرية هو الطريق نحو الخلود..


يواجه شباب الربيع العربي عمل ممنهج من البروبوغاندا الموجَّهه التي تستهدف النفوس وتعمل على زرع اليأس في قلوبهم ، وبث الإحباط في مخيلاتهم ، وتدحرجهم إلى حالة من جلد الذات ، وتصنع من خروجهم مطالبين بإسقاط النظام نفوس لوامه لإتخاذهم ذلك القرار !

يُدرك المؤمنون بالثورة ورجالها حساسية المرحلة ، وخطورة المنعطف الذي تمر به المنطقة ، وراجعت كثير من أوراقها ، واكتشفت أمور حساسة ، وقضايا عميقة ، كانت سبب تأخر النصر ، وكبح عجلة التغيير ؛ مستفيدين من هذا الإدراك أن عليهم النظر في جذور القضايا والعمل على إصلاح جوهر المشكلات ، لا التعلق بأهدابها والصراخ فقط !


تعالوا معي:
انتصر الثوار في ليبيا ،وافضى ذلك إلى مجلس وطني وحكومة منتخبه بإرادة شعبية. ثم حصل الشرخ وتأجج الصراع الداخلي !!
تصدرت قوات فجر ليبيا المشهد!!

في اليمن : سقط الرئيس وتمخّْض عن ذلك حكومة وفاق وطني وحوار وطني شامل ، ودستور جديد كان اليمنيون على بعد ثلاثة اشهر فقط حول إستفتاء شعبي حوله ، حال الإنقلاب دون ذلك.

في مصر انتصرت الثورة وعاش المصريون اول تجربة ديموقراطية في التأريخ ، لكن تم القضاء عليها بالإنقلاب الفاشي .



في سوريا التي يمكننا القول انها تمثل "حبة القلب " بالنسبة للربيع العربي ! ، وعليها تدور الرحى وعلى أرضها يتم رسم الشرق الأوسط الجديد ومستقبل المنطقة بأكملها ، كان الثوار والحراك الثوري المسلح في سوريا احكموا سيطرتهم على غالبية التراب السوري ، وكانت الإطاحة بالأسد وعصابته قاب قوسين أو أدنى !


*طُعنت الثورات من الخلف ، وتم التآمر عليها من قبل دول إقليمية وعربية ، وكان هذا التآمر برعاية عالمية ! 
ومولت الثورات المضادة في كلٍ من اليمن وليبيا ومصر ، اما تونس ادرك الثوار ما يجري وعملوا على احتواء الموقف وحلحلة القضايا والإشكالات بهدوء ، حتى رست السفينة على غرار مايقول تشرشل عن الديموقراطية " القبول بالنظام الأقل سوءاً.

تَعامُل القوى الإقليمية المتردد والمفجوع من الثورات بفعل تأثير البروبوغاندا التي عملت على تخويفهم من الإسلاميين الذي تصدروا المشهد بعد الثورة.

عملت هذه القوى على تقويض العملية الديموقراطية في مصر وقتلها ، وغضّْت الطرف عن ما يجري في اليمن من تقدم للحوثيين بإتجاه صنعاءومحاصرتها ؛ نزولاً عند حسابات رخيصة!!

في سوريا تدفق الدعم لعشرات الجماعات المسلحة ،على حساب جماعات أخرى ،
ولم يُركز الدعم على توحيد الصفوف والمساهمة في إيجاد جيش سوري مقاوم تحت راية واحدة.

أضاعت القوى الإقليمية الداعمة للثورة الكثير من الفرص والوقت ، وطول هذا الأمد شكل فراغاً تمددت في هذا الفراغ الجماعات المسلحة وتكونت " داعش "
((دخلت السلفية الجهادية العالمية خط الثورة السورية ، فخلطت الأوراق ،وأفقدت الثورة ، طابعها الوطني ، وجردتها من رسالتها السياسية ، تلك الرسالة الناصعة ، الداعية إلى بناء سوريا حرة ديموقراطية تحقق العدل والحرية لجميع أبنائها..كما يكتب مختار الشنقيطي )).

لم يكن ليحدث ذلك إلا بفعل الفراغ الذي تركته القوى الداعمة الثورة السورية !! 

سرعان ما اكتشفت هذه القوى أنها وقعت بخطأ إستراتيجي فادح جرّاء السياسة المتخذه ، وسلوكها الجنوني حد الهوس الرافض للثورات .
ثم انقلب السحر على الساحر!!

*يمثل هذا الإكتشاف بحد ذاته محل إنتصار للثورات العربية .!! 

* الحقيقة حتى لا نغرق في زمن التيه الذي فيه تتشتت الرؤى والأفكار والحلول والأطروحات..
ّفي ظل المتغيرات العربية والوضع المُخيف والعاصف والمتسارع ؛ ثمت حاجه ماسّه 
للعمل على ترسيخ وعي جمعي وتوظيفه في صناعة إرادة جمعية للشعوب وقياداتها ، يتم بلورتها على مهل ، فالربيع كان فيه وضع البذور ولن تستعجل الثمر قبل أن يكتمل الزرع.

لم يمت الربيع العربي وإنما صعد إلى السماء ! حتى تجري سنة الله في الأرض ، وفق قوانين التدافع ، وتاركاً لسياقات التأريخية أن تأخذ مجراها ، والأخذ بأسباب التحول وسُنن التغيير ، فلم يأتي الربيع ومعه عصى سحرية .


لم يسقط الربيع وإنما سقطت الأقنعة وانكشف الزيف ، وبانت الخبايا ، وانقشعت النوايا ، وبدأت تتطهر الأوطان من هذا الخبث الذي ظل ينخر في تفاصيلها وعمل على القضاء على كل المشاريع الوطنية وسلب الهوية والقضاء على القيم المبدأية التي لطالما تغنت بها الشعوب ، فأبى الربيع أن تتفتح ازهاره حتى يتم تطهير البقاع من ذلك الركام! ثم على أنقاضه تتفتح الزهر ويؤتى الثمر أُكله حتى نحصل على دولة المواطنين كلهم بلا إستثناء الغني والفقير ، البر والفاجر ، المؤمن وغير المؤمن .

.في النهاية الشعوب هي وحدهامن تصنع المصير ، لأنها صاحبة الفكرة ، وعليها ارتسمت المبادئ ..
والفكرة لا تقيدها الأغلال ولا يقتلها التنكيل ، تبقى الأفكار والمبادئ مادام من حملوها أخلصوا في حملها.