:: ناطق اعتصام المهرة: رحيل الشيخ الزنداني خسارة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية      :: بريطانيا: ملتزمون بدعم الجهود الأممية الرامية لإحراز تقدم تجاه إحلال السلام باليمن      :: مجلس الوزراء يوافق على مشروع خطة الإنفاق للموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024      :: اليمن: غلاء قياسي وتدهور الأمن الغذائي     

محليات

لأول مرة... : نبيل الصوفي يروي كيف هرب من صنعاء وماذا قال له العميد أحمد علي؟

       21/09/2018 21:54:22
يمان نيوز -متابعات 
سرد الاعلامي المؤتمري نبيل الصوفي قصة مغادرته العاصمة صنعاء عقب مقال الرئيس السابق علي عبدالله صالح وذلك في مقال مطول . كما كشف الصوفي عن لقاء جمعه مع العميد احمد علي عبدالله في ابوظبي وما دار بينهما وكذا استلامه لرسائل من العميد طارق محمد عبدالله . المشهد اليمني ينشر المقال : لم استطع الامساك بالبندقية.. خرجت من صنعاء بعد استشهاد الزعيم ، بيوم واحد. خرجت غاضبا، محتارا.. خرجت ضد الضرورة التي كانت تتبدى لي لتبحث لي عن تعايش جديد مع هذا الطاعون القبيح الذي كنت من أكثر الاصوات الداعية للتعايش معه منذ الحرب الاولى في 2004م. لم أرتب شيئا للخروج.. وكان قراري هو الاختفاء عن الانظار.. ليس الا. سألت زميلا كان مقربا من الحوثي ، اسأله عن توجهات الحركة التنظيمية، فقال لي: يقول لك الصماد أنت بوجهه ، فقلت في نفسي: اذا وجب الرحيل، هذا الوجه يتحدث باعتقاد أن وجهه صار شيئا يذكر. فاتصلت بصديقي من خارج دائرة الاعلام والسياسة.. وقلت له تعال معي ننزل عدن . لم أفكر في غير عدن .. ففي عدن لو حصل لي شيئ، سأفهم أن ذلك نتيجة طبيعية لدوشة الصراعات وهوشليتها، أما في مأرب ، فسيكون الخيار عبثا.. ان قبلوا بك سيقبلونه تكرما دونما قضية بينك وبينهم، وان رفضوك فسيعاقبونك على ماترفض انت توصيفهم لك به. عدت الى منزلي، وسقت سيارتي وتحركت قبل ظهر الجمعة مع صديقي. قال لي أول فرد من نقطة حوثية في السواد : حقنا الاعلامي ، رأيت في وجهه الانكسار، فقلت في نفسي: هذا ليس حوثيا. الحوثيون يومها كانوا منتشيين مندفعين يملي الله لهم. وكان حوار صديقي مع النقاط عن سوق العمل وبطاقاته تكمل مانقص. واصلنا الطريق الاعتيادي، ولم اكن اعلم اين هي أول نقاط الشرعية الاصلاحية جنوبا.. لذا حينما رأيت علم الجمهورية اليمنية وزيا عسكريا، تفاجأت اني قد أصبحت خارج مناطق الحوثي. قال لي: الاستاذ نبيل؟.. قلت بسم الله اذا، فقال: هاربين من الحوثي، ورد لي بطاقتي، وسمح لنا بمواصلة السير.. وبعد تلك النقطة لقيت نفسي أمام جهنم من المشاعر والانفعالات.. فقدت عقالها في اعماقي.. يالهي، كم هي المخاطر وجاء. وصلت عدن.. وتلقيت الاتصالات من مختلف الاخوة الاصدقاء من كانوا اعداء ومن كانوا محايدين، كل يعرض مساعدته. تلقيت الدعوة من مكتب الدكتور احمد عبيد بن دغر للوصول الى معاشيق .. فاعتذرت، وقلت لهم: لي يومين في سفر ومن حيس لاخر.. سابحث عن غرفة في فندق لانام وبعدها نتواصل. تلقيت الاتصالات من اخواني في الاصلاح وفي المؤتمر.. وتعرفت على اصوات اخوة واصدقاء مضى على تواصلنا مالايقل عن عشرين سنة. تلقيت الدعوات للانتقال لأي بلد او مكان.. وأكثرها كانت السعودية . اتصل بي الصديق مصطفى نعمان ثم كهلان ابو شوارب وأحمد علي عبدالله صالح. سألني الاخير: نرتب لك الخروج؟ فقلت له: لماذا؟ قال: ترتاح، وبعدها نتكلم.. فقلت له: شكرا اذا، اعاني مشاعر غاضبة لن تستلم للراحة. قال لي كهلان : نرتب لك الانتقال الى مسقط.. فما كان قد كان.. قلت له: شكرا جزيلا، قد احتاج لاحقا المجيئ الى مسقط، لكن الان لا. مسقط عندي لحظتها كانت مجرد مكان للحياد بين الجلاد والضحية. وبعد أربعة أيام كنت قد غادرت مياهنا الاقليمية، وتنقلت من مكان لآخر، ثم انتهى بي الحال في أحد فنادق أبو ظبي. وكلما سمعت طيرانا مدنيا فوق الفندق، شعرت بالفزع.. وقضيت اياما اخرج من الكابوس القديم واعاين الكابوس الجديد الذي أنا فيه. التقيت قيادات المؤتمر.. والتقيت بأحمد علي في فندق فخم، وقلت له: قد معانا شرعية ثانية وعاد ماقد معنا دولة؟ وهو بأدبه المعروف ابتسم، وقال لي: هنا نتلقى العزاء اما انا ساكن في بيتي. وفهمت من النقاش معه انه لم يقرر بعد ان سيكون له دور عام من عدمه. قبل ان احضر نقاشات القيادات المؤتمرية، وهو النقاش الذي زاد من عبئ الفندق علي، وقلت لهم: لاشيئ يشبه ماقبل ديسمبر.. ولن يعود شيئا يشبهه، اما تتحركون لتقليل المخاطر والا لن يكون لكم مكان بل لن يكون لكم بلادا.. لاتنتظروا الظروف.. ان اردتم لاحفادكم ان يعودوا لبلادهم عودوا للجبهات.. جنودا، لم يعد احد منا قيادة، قيادة ايش اصلا.. كان طارق محمد قد خرج من صنعاء وتنقل داخل اليمن وخارجها ثم عاد بعدها الى عدن. كان يرسل لي صورا من الفراغ الجديد الذي ينتظرنا.. هنا اول خيمة.. هنا أو وصل اول مقاتل من ابناء ديمسبر العظيمة.. هنا سيكون المصلى، هنا السكن. وكلما رأيت صورة من ذلك الفراغ الذي يملئه الرجال فردا فردا، زادت علي غرفة الفندق الفخمة ضيقا وتعبا.. المسألة ياسادتي ليس بمافيها ولكن بمشاعرنا المضطرمة. كنت كطائرة هبطت اضطراريا في مكان فخم.. الفخامة لاتغير من سوء الاضطرار. فعدت الى عدن، وحملت حقيبتي الى المعسكر.. ووجدت نفسي بين كل ا