:: مجموعة السبع تدين الهجمات الحوثية ضد السفن وتدعو الأطراف اليمنية للانخراط في مفاوضات التسوية      :: اليمن تُعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المتحدة      :: مفوضية اللاجئين: الأمطار الغزيرة جرفت مساكن العائلات النازحة في مأرب      :: غوتيريش يؤكد ضرورة حماية الملاحة في البحر الأحمر ووقف هجمات الحوثيين     

كتابات

ذكرى لابد أن نستذكرها.

        محمد العامري 31/12/2018 22:16:32


 محمد العامري

مرت منذ أيام قليلة الذكرى الأولى لتعيين محافظ تعز الدكتور امين احمد محمود ، لم تمر على غفلة منا إنما كمرور انجازات المحافظ ذاته على جروح مدينة بقت منسية طوال سنوات الحرب الأولى ثم أوشكت وقاربت على الإندمال ما أن شرع المحافظ في تنفيذ خطة استعادة الدولة ومؤسساتها وبسط نفوذها وتفعليها كمرحلة أولى للتحرير وهو ما يجعل من التحرير أمرا يسيراً إذا ما أصبحت المعادلة هي دولة في مواجهة مليشيا انقلابية وواضحة للعيان فكما هو معلوم أن التحركات الأممية شكلت عائقا أمام الشرعية في مسار استكمال التحرير كان آخرها معركة الحديدة ، غير أن ثبوت الدولة بكيانها الناهظ سيجعل من وقوف الأمم المتحدة في المنتصف أمرا محرجا ومخجلا مما سيدفعها إلى التقدم خطوات في صف الشرعية.
الـ24 من ديسمبر 2017 هو يوم فارق في تاريخ محافظة تعز بالطبع ليس لأنه أتى محافظ وغادر آخر فالتغيير شيء طبيعي وسنة كونية وليس أي قرار بحاجة إلى إحياء ذكرى أو إستذكار ، غير أن استذكرانا لهذا اليوم بإعتباره تاريخ له خاصيته وخصوصيته كونه تاريخ مفصلي ما بين زمنين ، زمن أول أثخنت تعز حربين حرب الانقلاب وحرب غياب الدولة ، وزمن آخر أتى يدا بيد مع حلول الدكتور أمين محمود في مدينة تعز بعد تعيينه محافظا لها.
الأمر لا يعتوره أي مبالغة عندما نتحدث عن إنجازات السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة خلال هذا العام بل هو إنصاف وقولاً للحقيقةالمشاهدة والملموسة بوقت وجيز مع أننا لم نكتفي بما قُدم وإنما نحن متعطشون للمزيد خصوصا مع ما تعرضت له مدينة تعز وما قدمته في مواجهة الإنقلاب واستعادة الدولة بشقيها الجمهوري والديمقراطي.

صفة الإعتراف والإنصاف، الصفة الحميدة، التي وجدتها حقيقة ملموسة في أبناء هذه المدينة فأين ما حليت تجد الناس تتحدث عن مدى التغير الواقعي الذي جسده توجه المحافظ الدكتور امين محمود مقارنة بالأعوام التي سبقته والتي قضتها تعز في سبات ميت لا يوقظها سوى طعنات العدو الانقلابي أو ضوء رصاص الأبطال في مختلف الجبهات في مواجهة العدو.
في السوق وفي الباص لاحظت شبه إجماع اليوم وأنا أستطلع آراء الناس وكانت إجابات الجميع تتفق بأن تعز تغيرت كثيرا والحياة أنتعشت فيها والأوضاع الأمنية والاقتصادية والثقافية والرياضية تبدّت في كامل بهائها المرجو والمشتهى.
صاحب البسطة يكلمني عن الأمن الذي تطور نسبيا ويتطور مرحليا يوما تلو آخر والموظف يحدثني عن إستلام المرتب والطالب يكلمني عن عودته لمدرسته المرممة حديثا مع ما شهده العام من إحياء للأنشطة المدرسية. 
في ميدان الشهداء الذي كانت ساحة لتصويب الأهداف،أهداف تدريب على القنص والرمي عاد لمزاولة عمله كساحة لتسجيل أهداف رياضية متبوعة بتصفيق فرائحي حاد وقهقهة عالية. 
نحن لا نأخذ الإنجازات من المواقع الإعلامية ولا نحكم على مسؤول من صفحات مواقع التواصل لأنها اغلبها إنجازات وهمية ولا وجود لها بالواقع!  
المواطن هو الحكم فهو من يرى ويلمس ويعايش الواقع ويحكم دون تجرد. 
عندما اتحدث مع الناس في الأماكن العامة ادرك أن تعز حباها الله بقائد بحجم ما عانت وذاقت الأمرين وأن يوم تكليف الدكتور امين محافظ لهذه المدينة يوما غير عادي فقد كان فجرا بعد طول ليل وضوءًا بعد فترة ظلام. 
د.امين محمود طبعا لا أعرفه شخصياً ولم التقي به وإنما عرفته من خلال المواطنين الذين يشيدون به ويدعون له ويظهرون تخوفهم من أن يصيبه اذى من غدرٍ أو خيانة " المحافظ تمام بس المليح يجزعوه.." كانت هذه عبارة امرأة مسنة سمعتها اليوم في منطقة الجحملية.
كان يوم تعيين الدكتور أمين إستجابة رئيس الجمهورية لمحافظة تعز الشغوفة للدولة بكيانها الرصين ،
قبل هذا التاريخ كانت تعز مقسمة بين فصائل متصارعة ولا وجود بالواقع لمسمى الجيش الوطني والأمن والشرطة.  
قبل هذا التاريخ لم يكن هنالك إعتراف من قبل الحكومة الشرعية بأن هذه المدينة محررة وينبغي معاملتها كمحافظة من المحافظات المحررة. 
قبل هذا التاريخ لا مرتبات ولا نفقات تشغيلة للمكاتب التنفيذية. 
قبل هذا التاريخ كانت مدارس تعز يسكنها مسلحي الفصائل ويملؤها الأسلحة والذخائر والطلاب موزعين ما بين المدارس التي بقت او أستحدثت بيوت مؤقتة في بعض الأحياء. 
قبل هذا التاريخ كان هناك عبث بالإغاثة وتوزيع غير عادل وحرمان الكثير من المستحقين ومنحها لغير أهلها.  

أمام ذاك الوضع المظلم كان أبناء تعز يخرجون وبشكل يومي إلى الشوارع بل ووصلت مسيرتهم إلى حدود عدن منادين 
نريد محافظ يعي مسؤوليته ِ! 
نريد مرتبات..! 
نريد أمن..!
نريد إيقاف الإغتيالات..! 
نريد تعليم وإصلاح الجانب الصحي ..!
المحافظ السابق علي المعمري شخص له احترامه وكان يحاول أن يقدم شيء ونجح في اشياء ولكن لم يكن رجل مرحلة صعبة بظروفها بالغة التعقيد كون المرحلة شائكة وتتطلب رجل له رؤية وعلاقات سياسية واقتصادية وخبرة سياسية أيضا وإدارية ويمكن القول أن اخطاء عهد المعمري تم تلافيها والاستفادة منها من قبل المحافظ أمين بينما مضى في الخطوط الصائبة التي كان أيضا قد شرع المعمري في رسمها غير أنه لم يملك آلية التنفيذ.
الدكتور أمين محمود هو بشر كسائر البشر يخطئ ويصيب ،لديه إنجازات ومعه إخفاقات خلال هذا العام فحريٌ بنا جميعا مكونات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشباب أن نقف بجانبه ليقدم مشروعه الذي بدأ به لأجل هذه المدينة التي عانت كثيرا.
 لا يمكن لدكتور في الإدارة يعيش في دولة كندا يدير مشاريع عملاقة ولديه من الجاه والمال وكل الملذات التي تأخذ من المناصب، لا يمكن بأن يقبل بمنصب محافظ لمحافظة محاصرة تعيش حرب داخلية وخارجية، مواطنيها نازحين وجرحى .محافظة لا وجود لشبه الدولة فيها كغابة أشباح. 
 بهذا الوضع كيف لمحافظ يقبل هذا التكليف وما هو الإغراء الذي يدفعه لقبوله ؟!
ومع ذلك قَبل د.امين محمود بعرض رئيس الجمهورية وتحت إصراره حبا في مدينته وفي أهله غير آبه بترك أهله ومشاريعه وغير مهتم بما قد يتعرض له . 
واجه حرب شعواء من قبل البعض ووضعت العراقيل في طريقه ومحاولة تشويهه وإرباكه وإيقاف مشروعه حتى أنه تعرض لمحاولة إغتيال ، فكان قوياً شجاعاً ومضى في مشروع إعادة تطبيع الحياة وبناء مؤسسات الدولة ووضع إحتياجات المواطنين في قائمة أولوياته ،فنجح في إختبار الأمن وتفوق في مسألة المرتبات وسفرَ جرحى الحرب إلى اغلب المستشفيات وهو ما قدمته اللجنة الطبية في الأشهر الأولى من تعيين المحافظ أمين.
وهاهي تعز بعد عام من مجيئه في حلة أخرى ماضية في مشروعها الكبير بقيادته الحكيمة وبجانبه وكلاء المحافظة ومدراء المكاتب التنفيذية ومدراء عموم المديريات والمكونات السياسية جميعها ومعه تعز كل تعز نحو البناء والإعمار...هكذا نطمح!!
 لتكن تعزحزبنا الذي نوالي ونحب ونريد ونحلم لدخول المرحلة الثانية والعام الثاني.

عام جديد يحل علينا جميعا بمحبات جزيلة وخالصة.




التعليقات