:: ناطق اعتصام المهرة: رحيل الشيخ الزنداني خسارة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية      :: بريطانيا: ملتزمون بدعم الجهود الأممية الرامية لإحراز تقدم تجاه إحلال السلام باليمن      :: مجلس الوزراء يوافق على مشروع خطة الإنفاق للموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024      :: اليمن: غلاء قياسي وتدهور الأمن الغذائي     

كتابات

السعودية في المهرة شرق اليمن مرفوضة 

       بقلم /أحمد بلحاف . 05/01/2019 12:24:41


بقلم /أحمد بلحاف .
5/يناير/2019م

يتسع نطاق العمل التخريبي للقوات السعودية بمحافظة المهرة يوماً بعد آخر، ليشمل اعتداء على السيادة الوطنية وممتلكات المواطنين، لا بل وصل الأمر إلى الاعتداء على أرواح الأبرياء، في محافظة المهرة البعيدة عن الحرب والصراعات؛ تعمل السعودية في المهرة على محاربة كل ماهو قانوني أو لا زال محتفظ بشكل الدولة، ولهذا نرى محاربة المؤسسات الأمنية، والعسكرية الشرعية، التابعة للدولة، وإحلال مليشيات من خارج المحافظة بمال وسلاح سعودي، ونشاهد العبث بإيرادات المحافظة، ونهبها بتوجيه وحماية سعودية، والتدخل في صلاحيات فروع الوزارات والدوائر العامة، وتجاوز القانون اليمني، وإجراء تعيينات بالضغط على الشرعية، ابتداءً بالمحافظ ومن ثم الوكلاء و مدراء عموم مرافق الدولة، وتمكين كل من هو قليل خبره أو غير مرتبط بوظيفة في سلك الدولة، ليسهل تكييفه للإنبطاح مع السياسة التوسعية السعودية إتجاه محافظة المهرة. 
كما أن التدخل في شؤون الجمارك، والمنافذ، ومنع البضائع التي تعتبر ضمن حاجات المواطن اليمني الأساسية من الدخول، في ظل حصار جوي، وبحري، وبري من قبل جميع الأطراف باستثناء المنافذ مع الشقيقة سلطنة عمان، حيث ظلت مفتوحة لعبور المرضى والجرحى والطلاب والعالقين في الخارج، وأيضاً لمرور المعونات الإنسانية، والبضائع الغذائية، ومستلزمات الحياة الأخرى؛ وهنا يأتي الجندي السعودي بمنفذ صرفيت أو شحن، ويقوم بإتلاف بضائع المسافرين أو التجار، ويوقف القاطرات المحملة بالبضائع لأيام أو أسابيع، ويتم تحويلها للمطار، وهناك تنقص البضاعة بعد المعاينة أو تدفع رشوة للحصول على عليها، أو تذهب البضاعة إلى الرياض! 
عن أي تحالف، وعن أي تعاون، وعن أي إعمار يتحدثون؟ حقيقة الأمر لا وجود لغير التدمير والنهب، و قوات عسكرية ترغب في البطش بالأبرياء وسكان هذه المحافظة الآمنة. 
الاعتصام السلمي لأبناء محافظة المهرة بما يكفله الدستور والقانون، يطالب بالحفاظ على مؤسسات الدولة، وسيادة الوطن، وكرامة المواطن، والحفاظ على الأمن والاستقرار. 
ولأن الاعتصام لم يرضخ للمغريات والتوجيهات السعودية بين ليلة وضحاها، ألبسوا قياداته وكوادره تهم باطله دون أي دليل، وحاولوا تشويه سمعته من داخل غرف الرياض الخاصة بالذباب الإلكتروني، إلا أن الإرادة القوية لدى أبناء محافظة المهرة، في التخلص من الهيمنة السعودية كانت ولازالت سداً منيعاً أمام محاولات النيل من الاعتصام السلمي.
قبل أقل من شهرين ارتكبت السعودية جريمة بحق المعتصمين سلمياً في منطقة الأنفاق، الذين يطالبون فقط بأن تكون محافظتهم آمنه، حيث قامت بإنزال مدرعاتها، وجنودها، ومليشياتها وعلى رأسهم المحافظ الموالي لها راجح باكريت، فقامت بإطلاق النار بشكل عشوائي، ليقتلوا إثنين من المعتصمين، ويصيبوا آخر بجروح دون أي مراعاه لحقوق الإنسان التي نص عليها الدين في حفظ الأرواح. 
 وبكل وقاحة وفي نفس الليلة، يغرد باكريت المحافظ الموالي للرياض بأن القتلى مجرد مهربين وارهابين، مؤكداً على أنهم مستمرين في عملهم الإجرامي، في قتل الأبرياء و كل من يعارض المشاريع والأطماع السعودية التوسعية، ولو كان ذلك على حساب السيادة وكرامة المواطن !! 
لقد أعطت تلك الواقعة التي حدثت في الأنفاق دافعاً أكبر للمعتصمين في الاستمرار والتصعيد السلمي، عبر الاعتصامات في مختلف مناطق ومديريات محافظة المهرة، لرفض التواجد السعودي، وفي ذات الوقت تقوم السعودية بالدفع ببعض أدواتها الرخيصة، لخلق فوضى وشرخ داخل المجتمع المهري التماسك، من خلال تزويدهم بالأسلحة والمصفحات والسيارات ومبالغ مالية كبيرة، إلا أن كل ذلك لا يجري حسب ما يراد وفق المخطط السعودي الذي يدار من داخل مطار الغيظة، نتيجة وجود وعي لدى المجتمع المهري، وإدراكهم أن التفريط بتماسكهم وتعاونهم هو الهزيمة الكبرى؛ ويتزامن ذلك مع إعلان مجموعة من الشخصيات الاجتماعية والسياسية، ومدراء عموم مرافق عامة ومديريات، وموظفي الدولة، سواء على مستوى القطاع العسكري أو المدني، تأييدهم لمطالب الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، لأنهم وجدوا في ذلك فسحة لاستنشاق الحرية، في ظل توجّه سعودي لمحاربة كل ما يتعلق بحماية الآراء، وحقوق المواطن اليمني في اليمن !

إن الواقع الذي تسعى السعودية إلى تحقيقه وفرضه في محافظة المهرة، من خلال مليشياتها والمحافظ الموالي لها، هو ارهاب المجتمع بالاعتقالات، والإعدامات، والإجراءات التعسفية، وهذا ما أفصح عنه باكريت أثناء قدومه إلى المهرة من الرياض في مطلع 2018م، من خلال حديثه عن استخدام الأباتشي. 
إن ما استيقظ عليه أبناء مناطق بلحاف في الفيدمي فجر 3يناير 2019م، من اعتداء المصفحات والأطقم والجنود السعوديين والمليشيات التابعة لهم على مستودعات الصيادين، وإتلاف ممتلكاتهم من شباك ومعدات الاصطياد السمكي، ما هو إلا أحد مخططات السعودية وراجح باكريت، رغبةً منهم في خلق الخوف والارهاب لدى عامة الناس، من أجل تمرير أجندة السعودية وسياستها التوسعية. 
لكن هذا الأمر قوبل برفض شعبي واسع، في المهرة واليمن عامة، وبدأ الكثير ممن كان مغرر بهم في فهم مجريات الأحداث، وبدأ لهم جلياً حقيقة التواجد السعودي في محافظة المهرة. ليست قليلة هي الاعتداءات والحواداث التي تتم بدعم سعودي في محافظة المهرة، إلا أن التماسك المجتمعي لم يجعل لها طريقاً إلى ما تهدف إليه، وخصوصاً في جر المحافظة إلى مربع الاقتتال، والعنف، والفوضى، ليخلو لها السبيل في التمكن من السيطرة والاستحواذ على المهرة، وتمرير مشاريعها غير المشروعة، والتي رفضها الشعب اليمني .