:: المهرة :شرطة شحن تضبط مقطورة قاطرة مسروقة من محافظة عدن      :: ورشة تدريبية لمكون السلم المجتمعي بمأرب حول أساسيات التخطيط الاستراتيجي      :: الآلاف يشاركون في تشييع جثمان الشيخ الزنداني في تركيا      :: إصلاح الضالع: رحيل العلامة الزنداني يعد خسارة كبيرة للأمة العربية والإسلامية      

كتابات

هل ستكون لكورونا نتائج ايجابية؟

       28/04/2020 22:55:49
*هل ستكون لكورونا نتائج ايجابية؟*

 *بقلم: مسعد مانع النيني* 
 
ما بين غمضة عين وانتباهتها، ظهر في مشارق الارض فيروس مجهري، لم يبت إلا في مغاربها، تتساقط أمام جائحته الدول الكبرى قبل الصغرى ضعيفة، عاجزة مغلولة، مخترقا لسيادتها متحديا لقوتها. اجتاحها بهدوء النسيم، وبقوة الاعصار، ممتطيا أحدث وأسرع وسيلة نقل صنعها الإنسان، متنقلة بسرعة فائقة بين الدول الكبرى (المتطورة)، والمناطق الاقتصادية، والاسواق المالية الأكثر حيوية ونشاطا، مستغلة ترابط المصالح وتبادلها، وشبكات تواصلها الدؤوبة، متجاوزة جل الدول النامية، نتيجة الفجوة الواسعة بين الدول المتقدمة، والنائمة (النامية). 
جائحة أرعبت دول وشعوب العالم دون استثناء قويها، قبل ضعيفها، لأن الانسان هو هدفها، وضحيتها الاولى، وهذا مبرر كاف لحجم الرعب، وإن كانت الضحايا البشرية لكورونا في العالم لم تلامس الحد الأدنى من ضحايا احدى الجرائم الامريكية في العراق من شريحة الاطفال، وعلى مرئى، ومسمع من العالم، ومباركة منظماته الدولية. 
إلا أن جائحة كورونا شاملة، كاملة، لن تستثني أحد، بقوتها التدميرية.  دمار، متعدد ومتنوع،( مادي ومعنوي، مباشر وغير مباشر)، وتحديدا في الجانبين (الاقتصادي، والاجتماعي).  
جائحة أفقدت العالم رشده، جعلته يحكم ببطلان النظرية النسبية، ويؤمن إيمانا قاطعا بأن كورونا شر مطلق، وكل نتائجه سلبية، ولم ولن تحمل ثمة خير، أو تتولد عنه أي نتائج ايجابية آنية أو مستقبلية. إلا أن هذا اعتقاد خاطئ، وحكم متعجل، باطل، مصدره العواطف ومبني على قوة الاشياء الظاهرة. نحن نعلم ونؤمن بأن كل شي نسبي، فلا شر مطلق، ولا خير مطلق، فالخير قد يتولد من الشر، والعكس. فالأزمات لا تنتج إلا عن خلل، او قصور، وليست كل نتائجة سلبية، بل لها أو منها تتولد نتائج إيجابية، أدناها كشف الخلل والحث على إصلاحه، لإصلاحه . 
 وبذلك فإذا ما حكمنا عقولنا للتعامل مع النتائج الآنية السلبية لكورونا واخضاعها  للدراسات العقلية الموضوعية، بالبحث والتحليل لاستنباط النتائج الايجابية المستقبلية للجائحة، لأن الحاضر بازماته، وألمه، سيقودنا لاستشراف المستقبل، وآماله. ومن خلال الظواهر نهتدي لكشف البواطن، ومن السوابق نستقرئ المآلات.   
وبناء على المعطيات السلبية لكورونا، سنستشف النتائج الايجابية. ولو أننا نظر  نظرة سطحية موضوعية لجائحة كورونا فإننا سنكتشف بكل سهولة النتائج الاولية والايجابية لكورونا والماثلة للأعين ابرزها:- 
- اتساع فجوة التواصل بين الدول المتقدمة والنامية، وانانيتها، وانعدام العلاقة الانسانية بينها. 
- كشفت القصور الشديد لمنظمة الصحة العالمية، والدول  الكبرى، ومراكزها البحثية العلمية في الجانب الصحي، وانعدام الرؤية الاستراتيجية لدية، لمواجهة وإدارة الأزمات . 

اما اذا ما غصنا في الاعماق، ونفذنا الى الاقطار، من منطلقات عقلية، وموضوعية، سنكتشف بان النتائج السلبية لجائحة كورونا وما احدثته من دمار معنوي، و مدي في الجانبي (الاجتماعي، والاقتصادي) ففي الشر يكمن الخير، ومن سلبياتها، تتمخض النتائج الايجابية، والتي تظهر لنا من خلال  دروسها العملية القاسية، التي لقنتها العالم،  ورسائلها العلمية المريرة، لكشف، الخلل، وفضح القصور، الشامل في جميع المجالات (السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية). نتيجة صلة الترابط، وعلاقة التكامل بينها، الا ان سياسة الهيمنة، والتبعية التي يفرضها الجانب (السياسي، والعسكري) على الجانب (الاقتصادي، والاجتماعي). بينما الوضع الطبيعي، والنهج السليم هو العكس. وبذلك فان الدمار الذي اصاب الجانب (الاقتصادي، والاجتماعي) نتيجة لا سببا، لكن تداعياته المستقبلية، على بقية المجالات والتي ستظر وبقوة فيما بعد كورونا، وستكتشف الدول سياساتها الخاطئة المتمثلة في: 
الاهتمام المبالغ فيه، والاسراف في الانفاق على الجانب (السياسي، والعسكري)، وجهلها، او تجاهلها للجانب (الاقتصادي، والاجتماعي). وهذا ما كشفته، واثبتته ظواهر سلبيات جائحة كورونا، لكن الايام ستوكد بان سلبياتها تعد دروس عملية، ورسائل علمية، تدعوا دول العالم لتصحيح مسارها السياسي، والعسكري،  والتخلي عن نزعتها الوحشية، وإنعاش الفطرة الانسانية. وكشفت مواطن الخلل، والقصور في مختلف المجالات بصورة مباشرة، او غير مباشرة وهي كالتالي:- 
أولا: الجانب السياسي:-
يعد هذا الجانب بيت الداء، ومصدر كل بلاء، ووكر كل أفعى ، فإذا ما انتزعت من جوفيه علقت الشياطين، واجتثت منه النزعة الحيوانية، واطماعها الوحشية، واستأصل نظام الغاب وقوانيه التي تحكم العالم حينها سيقام العدل، ويتحقق الامن، والسلام الدوليين، حينها ستتلاشى الاخطار التي تهدد حياة الانسان سواء من اخيه الانسان، او من غيره. وسنستعرض بعض الاوبئة السياسية التي كشفتها لنا جائحة كورونا:- 
1- كشفت كورونا بان الانظمة العالمية بمختلف اشك