عمار العزكي إلى نهائي عرب آيدل: الجدال يحتدم

إحتدم الجدل في الشارع اليمني حول مسألة دعم الجمهور للمتسابق عمار محمد العزكي، وهو اليمني الوحيد الذي استمر في برنامج "عرب آيدل" بعد خروج متسابقين يمنيين، وزاد من وتيرة هذا الجدل وصول العزكي إلى المرحلة النهائية وتغلبه على بقية منافسية العرب لحصوله على أكبر نسبة تصويت حصل عليها بواسطة الرسائل النصية القصيرة "sms" في البرنامج الفني الأكثر شعبية في الوطن العربي.

ففي خلال الأسبوع الذي سبق الحلقة قبل النهائية، انتشرت صور العزكي في شوارع صنعاء وغيرها من المدن اليمنية عبر الملصقات واللوحات العملاقة، ولم يقتصر حضور العزكي عند هذا الحد، بل وصل إلى منابر خطب صلاة الجمعة في بعض مساجد العاصمة، حيث طالب بعض خطباء الجمعة في صنعاء المصلين بعدم التصويت للعزكي بحسب حديث وليد حمود إلى "العربي"، وهو أحد الأشخاص الذين كانوا متواجدين بمسجد التوحيد في العاصمة صنعاء، حيث أفرد خطيب الجمعة مساحة من زمن خطبته للحديث عن العزكي منتقداً الذين تفاعلوا معه من خلال التصويت عبر الرسائل القصيرة، لافتاً إلى أن الخطيب وصف المصوتين للعزكي بـ"البلهاء" المنخدعين، كما انتقد الخطيب وجود اللافتات الإعلانية التي تحث المواطنين على التصويت له والتي تنتشر في عدد من شوارع صنعاء.

موجة انتقادات

وفي إذاعة "صنعاء" التي تبث من العاصمة، انتقد متصلون في أحد البرامج المباشرة من يصوّت للعزكي. وقال أحد المتصلين، والمناصر لـ"أنصار الله"، إن قناة "الأم. بي. سي." السعودية أرادت أن تلهي المجتمع اليمني والعربي بما يحدث في اليمن من جرائم وذلك بإيهام الناس أن العزكي هو المشترك الأفضل، بينما هناك مشتركون أجدر منه، وأن اليمنيين عليهم أن يتبرعوا للمقاتلين في الجبهات بدلاً من الاسراف في دفع قيمة "كروت" الاتصالات مقابل التصويت للعزكي. وانتقد متصل آخر قيام بعض رجال الأعمال بدعم حملة دعم العزكي الاعلانية التي يقودها في صنعاء أخوه ياسر العزكي، وانتقل الجدل من الواقع إلى العالم الافتراضي عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يرى البعض أن الوقت ليس بالمناسب لدعم أي فعالية فنية يشارك فيها أي فنان يمني بسبب الوضع الانساني الصعب جراء الحرب التي يعاني منها اليمنيون.

 

وانتقد آخرون مناصرون لحزب "الاصلاح" في اليمن مشاركة العزكي في برنامج فني، كون الأخير كان منشداً دينياً وعلى إثر ذلك تعرض المتفاعلون مع العزكي إلى موجة انتقادات واسعة لحماسهم وتشجيعهم له، وأبدى آخرون رأياً مغايراً ورأوا أن اليمنيين يقاومون الحرب والعنف بالفن من خلال مشاركاتهم في مثل هكذا مسابقات، وأن العزكي أفرح اليمنيين وأسعدهم كثيراً للأداء الذي قدمه ولوصوله إلى المرحلة النهائية من البرنامج.

أصوات ناشزة

وكيل وزارة الثقافة لقطاع الفنون ونقيب الفنانين اليمنيين المقيم في صنعاء، محمد الحرازي، قلل من أهمية الأصوات التي لا تدعم العزكي ولا تدعم الفن، ووصفها بالأصوات "الناشزة" التي "لا ترى إلا السواد". وقال الحرازي في حديثه إلى "العربي": "(إننا) تواصلنا مع عمار وقدمنا له النصائح التي تعينه على الفوز، وكان إيجابياً في رده علينا، وقد عملنا ما بوسعنا من خلال الخطابات الرسمية التي وجهناها لشركات الاتصالات المحلية، وبدورها استجابت تلك الشركات وقامت بنشر رسائل قصيرة لعامة الناس تحثهم على التصويت للعزكي، كما أننا قمنا بحشد الفنانين اليمنيين الموجودين في الداخل من أجل حث الناس بتكثيف التصويت للعزكي، وفعلاً يقوم الفنانون بواجبهم مستغلين تجمعات الناس في الأعراس والحفلات والمناسبات العامة".

 

أما وزير الثقافة في حكومة أحمد عبيد بن دغر، مروان دماج، فقال إنه اتصل بالمتسابق عمار العزكي وهنأه على تأهله إلى المراحل المتقدمة من البرنامج، مشيداً بأدائه وخامة صوته واختياراته المتميزة للأغاني التي شارك فيها طوال حلقات البرنامج، والتي نالت استحسان وإعجاب أعضاء لجنة التحكيم ومتذوقي الفن اليمني الأصيل في مختلف الدول العربية.

اليمنيون هم من صوتوا

يقول الفنان ناصر الشاذلي لـ"العربي" إنه "لا فضل للجانب الرسمي على أي فنان يمني، وبالأخص العزكي، الذي لم يلق أي دعم ملموس، وإن المسؤولين الحكوميين يأتون في الوقت المتأخر كالعادة ليظهروا كالأبطال، بينما هم منشغلون في إذكاء الصراعات والحروب بين أبناء الشعب، وإن المواطن اليمني البسيط هو الداعم الحقيقي لعمار العزكي، سواء داخل اليمن أو خارجه".

من جهته، عبر المتسابق والفنان اليمني عمار العزكي عن سعادته البالغة لتصويت الجمهور اليمني له. وقال عمار في رده على سؤال لـ"العربي" حول دعم الجمهور اليمني له: "أشكر الجمهور اليمني الذي دعمني، ولولاه لما وصلت إلى المرحلة النهائية... إمتناني لكل اليمنيين بلا استثناء، فالجميع توحد م