:: شيخ مشائخ سقطرى يعزّي سلطنة عمان في ضحايا الأمطار والسيول      :: شرطة محافظة المهرة تحذر المواطنين من التواجد في مجاري السيول أثناء هطول الأمطار      :: العدوان الأمريكي البريطاني يشن غارتين على مديرية باجل      :: العليمي يوجه بمضاعفة الاجراءات الاحترازية لمواجهة الإعصار تيج     

محليات

قصة معلمة يمنية بائعة السندوتش تضرب المثل الأعلى في الإيثار رغم فقرها تفاصيل مؤثرة

       18/03/2017 22:16:21
يمان نيوز -- متابعات
مازال هناك متسع للأمل والحياة في هذا الوطن الجريح عندما نجد نماذج للحب و للعطاء والكرم وحب الخير حد الإيثار من أجل مساعدة الغير واسعاده .

قصة تكاد ان تكون حكمة من بلد قال عليه خير البشر رسول الله عليه الصلاة والسلام بلد الإيمان والحكمة جسدتها معلمة يمنية آثرت الآخرين على نفسها وهي في أمس الحاجة بعد توقف رواتب المعلمين لأكثر من خمسة أشهر.

وكانت بداية تفاصيل القصة عندما عادت طالبة صغيرة الى منزلها ذات يوم وهي حزينة لرؤية معلمتها تبيع السندوتشات لطلاب المدرسة في الفصل من أجل ان تسد حاجتها المعيشية , لتخبر والدها بحال معلمتها , والذي تأثر هو بدوره وما كان بيده الا ان ينشر قصتها عبر صفحته بالفيسبوك لعل ان يجد من يساعدها .

وقال والد الطالبة الصحفي منيف الهلالي لـ"المشهد اليمني" ان قصة المعلمة لاقت تفاعل من فاعلي الخير وان احد التجار تبرع بمبلغ كبير للمعلمة , وكانت سعادته غامرة بهذا التبرع ليسرع الى والدته ويطلب منها تسليم المبلغ للمعلمة , وهنا كانت المفاجأة !.

واسرد الهلالي لـ "المشهد اليمني " تفاصيل ما حدث : "ذهبت والدتي اليوم، برفقة ابنتي التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، إلى مدرستها لتسليم المبلغ الذي جاد به رجلُ أعمالٍ مشهود له بالخيرية للمدرسة التي تبيع الـ«سيندويتشات» على طالباتها في الفصل لتسد حاجتها وحاجة أسرتها بعد توقف المرتبات لأكثر من خمسة أشهر.. وحين وصلت والدتي إلى المدرسة كانت ابنتي قد نادت المدرسة لتسليمها المبلغ على انفراد بعيداً عن أعين زميلاتها، وعندما سلمتها والدتي الظرف، وأخبرتها أن هذا المبلغ من فاعل خير أراد أن يقف معك في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلد-أخذت الأستاذة الظرف وفتحته أمام والدتي، فوجدت مبلغاً كبيراً- حسب وصفها-؛ فذرفت الدموع بغزارة، ثم قالت: "والله يا أمي أنني تركت أبنائي في البيت يتضورون جوعاً، فلا نملك في بيتنا ما يسد جوعنا، ولكن لدي زميلات في المدرسة يعانين ذات المشكلة وقلبي لا يطاوعني أن أخذ كل هذا المبلغ وأتركهن بمعاناتهن، وبعضهن يقطعن مسافات طويلة على أقدامهن كل يوم لعدم امتلاكهن لأجرة الباص، فضلاً عن حالة العوز والأمراض التي داهمت أفراد أسرهن، وكأن المرض انتظر هذه الظروف ليزيد من معاناتهن، والله إن أم هذه المُدرسة التي بالفصل الذي بجواري طريحة الفراش، وزوجها أيضاً، وهي لا تملك قيمة الماء لتنظيفهما"..

واضاف الهلالي ان المُدرسة أعادت المبلغ إلى والدته وطلبت منها توزيعه على زميلاتها، وأن لا تعطيها إلاّٰ كواحدة منهن , وان والدته حاولت معها كثيرا، لكنها أبت وأصرت على كلامها، فأخذت والدة الهلالي الظرف، واتصلت به كي تسأل هل تعيد الفلوس إلى البيت أم ماذا تعمل؟ .

وقال الهلالي :" أخبرتها على الفور، دون العودة إلى المتبرع، أن تطلب من الأستاذة ترشيح تسع مدرسات الأكثر حاجة، وهي معهن، وأن توزع المبلغ عليهن بالتساوي دون أن تُشعِر الباقيات ".

واضاف : "فعلت والدتي ذلك، وحدثتني عبر الهاتف بعد انقضاء مهمتها، فدخلت في نوبة ذهولٍ عميقة، ثم عدت أسألني بعد أن تأكدت أن الدنيا مازالت بخير مادام وبيننا مثل هؤلاء الرحماء: "هل يعي ساستنا ما فعلته هذه المعلمة العظيمة التي آثرت زميلاتها على نفسها رغم الفاقة التي تعيشها وأسرتها..؟

وقال الهلالي بعد ان اسرد قصة المعلمة التي رسمت أجمل لوحة من الإيثار والبذل والعطاء من اجل الغير وهي لاتملك الا القليل : "بأبإمكان هذه الدموع التي يضج لها الأفق أن تفك أسر مرتبات الناس لإنقاذ المرضى والأطفال الذين يتضورون جوعاً..؟؛ أم أن من يقتاتون على الدماء لن يشعروا بمعاناة المواطنين حتى وهم يقفون على مشارف الموت؟" .