:: مأرب.. انقطاع تام للتيار الكهربائي جراء تعرض خطوط النقل لعمل تخريبي      :: تواصل فعاليات أسبوع المرور العربي لليوم الثاني على التوالي في عدد من المدن اليمنية      :: اجتماع أوروبي في بروكسل لبحث الوضع الإنساني في اليمن      :: المهرة.. زيارات ميدانية لتفقّد أضرار المنخفض الجوي في المؤسسات التعليمية     

كتابات

شادي خصروف ...المشروع_الوطني_في_وجه_الصغيرة بعيدا عن الردح

       16/05/2017 10:43:50
شاذي خصروف ...المشروع_الوطني_في_وجه_الصغيرة
بعيدا عن الردح.. 
قريبا من العلم والواقع..صوب الإنصاف
-----------------------------------------------------------------
استهلال:
ألا يمكننا حل القضية الجنوبية حلا عادلا في إطار المشروع الوطني دون تغول جنوبي ودون أن نؤسس لمظلمة وقضية شمالية؟.. ألا يمكن أن نمضي صوب بناء الدولة المدنية الحديثة والوطن الذي يتسع للجميع؟
نظرة فيما يجري :
في حين تسير كل دول العالم المتحضر/ المتقدم في كل المجالات، الدول ذوات الاقتصاديات الضخمة ونظم الحكم المستقرة الرشيدة نحو نحو التوحد الذي يعزز من شأنها ووجودها ضمن موازين القوى العالمية والاقليمية، تتصاعد في وطننا العربي الكبير ( ومن ضمنه يمننا الحبيب) الصرخات الغرائزية التي تسابق فيها النخب الانتهازية أصوات العامة والدهماء للركوب على موجة المظلمة لابتزاز المناصب أو طمعا في كسرة من بقايا دولة دامرة فاشلة لم تصلح وهي موحدة ولن تصلح إن تمزقت بأمراضها.. وفي أول مناسبة وأول اختبار سلطوي لنخبة متوهمة تحت الوصاية أخذت تستنسخ بحماس وعلى عجل أسوء مافي الدولة الأم من اختلالات وأمراض وعنصرية. 
تنكرت للشرعية والمشروع الوطني والقسم الدستوري الذي أدته أمام الرئيس الشرعي وأمام علم الدولة، واستحوذت على عاصمة النضال ضد الانقلاب وأخذت ترحل العمال الكادحين من أبناء تعز وريمة.. وأخذت تمارس الاقصاء وتستولي على كل المؤسسات والمنابر وتصبغها بلون واحد مستندة إلى دعم خارجي متوهم.. ومتحدية ونقابة على كل الاتفاقات والعهود والمواثيق..تماما مثلما فعل انقلابيو الشمال.
تحليل:
ولأن النضال الحقيقي من أجل القضية الوطنية له ضريبته ولأن مردوده قد لا يعود بنفع شخصي بل بنفع عام ..و لأن النضال من أجل إصلاح الوطن الكبير ليتسع للجميع قد لا يروق للدهماء البسطاء ( الغوغاء) ذوي الوعي السطحي الآني فلذلك فإن النخب السياسية والثقافية والعسكرية الانتهازية (التقليدية التي فقدت مصالحها أو الجديدة الصاعدة) تتسابق عبر التاريخ في تملق وعي الغوغاء وترجمته وتقديمه بأساليب براقة تدعم هذا خيارات التفتيت وتوزع الوعود الزائفة بمستقبل مزدهر بمجرد الاستيلاء على جزء من الدولة، وفي طريقها بحثا عن زعامة مزيفة ومصالح شخصية لا تصنع وطن تمضي هذه النخب في غرس عقيدة الحلول التمزيقية وتقزيم واختزال الهوية الوطنية ( كما يحدث في اليمن حين تسمع من يمجد الأئمة وحكم السلالة أو استعادة الدولة وفي الطريق ينفي كل نضالات الحركة الوطنية شمالا وجنوبا.. ويلوي عنق التاريخ ويتنكر للهوية وحقائق الجغرافيا ضمن توجهات ( تمزيق الممزق وتجزيئ المجزأ) بسذاجة أو إنتهازية أو تنفيذا ﻷجندات خارجية.
وإزاء اعتمالات هذه الظاهرة نقول ونؤكد بالدليل التاريخي أنه لا يمكن حل مشكلات السياسة خارج قوانين عالم السياسة.
بعبارة أخري، فإن قوانين عالم السياسة التي تحكم ظواهرها المختلفة تخبرنا أن السلطة وتوزيع (مضامينها ومتعلقاتها)، مالم يكن متوازناً وعادلا فإن التآكل والتفتت هو مآلها .. ثم تخبرنا أن التفتت وإن بدا حلا فإنما هو تعامل مع عرض المشكلة وليس مع جوهرها..وأن المضي في التفتيت يتحول إلى عقيدة ومنهج.. يفضي بالضرورة لمتوالية تفتيتية لا تستطيع أي قوة وقفها .. لأنها أخذت شرعيتها في العقل الجمعي، وبالتالي لا تحتاج كل مرحلة إلا لمبرر مذهبي أو مناطقي أو لغوي أو أو أو لتقرير مصيرها بعيدا عن المشروع الوطني و(وجع الراس) حد وصف الغوغاء ونخبهم.
خلاصة:
إن الأصل والحكمة التي أدركتها المجتمعات والنظم السياسية التي نجحت في نضالها ضد الاختلال السلطوي
( الاستبداد والاستئثار والغلبة) هو معالجة توزيع السلطة ومضمونها ومتعلقاتها (الشراكة العادلة في الوظيفة العامة والثروة والسلاح و و و ..)، وهذا ما أدركته معظم النخب اليمنية حين جلست على طاولة الحوار واتفقت كيف يمكن أن يعيش اليمنيون معا.. وكيف يكون توزيع السلطة ومضامينها ومتعلقاتها قبل أن تثور ثائرة أصحاب المشاريع الصغيرة شمالا وجنوبا في تناغم مشهود وجلي.
خلاصة الخلاصة:
بغض النظر عن (ضجيج السب والشتائم المتبادلة بين انقلابيي الشمال وانقلابيي الجنوب) إلا أن الحقيقة التي لا جدال فيها:
((إن كل أولائك الذين يروجون للحلول المزيفة التي تقوم على تفتيت الدولة والوطن على أساس مذهبي أو مناطقي أو لغوي أوغيره ويضخوا ويضخموا ويشعلوا مفردات الكراهية والتحقير للآخر الوطني في مساحة العقل الجمعي الواقع في حيز تأثيرهم أو الذي يتملقونه.. إن كل هؤلاء يقفون في خندق واحد في مواجهة المشروع الوطني مهما كانت حججهم ومبرراتهم)). 
#شادي_خصروف
باحث في مجال الجماعات السياسية والصراع