باسم الحكيمي ...رعوود وبرووق ...لكنها لم تمطر بعد

صورة المنطقة العربية الراكدة تهتز منذ 2011م ولازالت تهتز بقوة وتنفجر في مساحات واسعة

هذه الاهتزازات ليست سياسية فقط بل اجتماعية وفكرية ومذهبية واقتصادية وأمنية وكلها نتائج لإخفاقات وجمود واستبداد ومقدمات وارهاصات لتغيير مقبل وعلى القوى الحية ان تكون عند مستوى اللحظة والتحدي والمسؤولية التاريخية في ان يكون هذا التغيير إيجابيا او على الاقل لا ياخذ منحى سلبي نحو مصير اقسى استبدادا وأوسع صراعا وأعمق تخلفا واكثر اضطرابا

ورغم ضياع الكثير من الفرص لإنجاز استحقاقات التحول الإيجابي المنتظر الا ان الفرصة لم تزل متاحة ولم تتلاشى ولابد من مقاومة محاولات الاجهاز على كل امال التحول الحضاري للمنطقة العربية وغسل أدران التخلف والاستبداد

ولا أشك مطلقا ان كل ما يحدث في المنطقة على صلة عميقة بالصراع بين الاستبداد والتخلف وبور العنف والقمع والفساد وبين تطلعات مشروعة نحو مستقبل افضل يقوم على المساءلة والحكم والرشيد و توزيع عادل للثروة ومشاركة مجتمعية في صناعة القرار وإن أخذ الصراع الراهن أكثر من بعد وسمي بمسيات مختلفة فذلك هو جوهر الصراع الراهن

علينا الا نفقد الامل او نظل عن الطريق ونفقد الاتجاه وتغيب عنا الاهداف المشروعة والضرورية للنجاة بمجتمعاتنا ومنطقتنا من هذا الصراع او الاستمرار في البقاء رهن الاقتتال ونظل ندور في دورات عنف متعاقبة

صحيح لم تستطع المجتمعات ان تقدم قوى كفوءة 

تجيد العمل بمهارة ونجاح تحت هذا الضغط الهائل وغير المسبوق والمتعدد المسارات والوسائل لكن لن نفقد الامل او نفقد الثقة في قدراتنا على الخروج سالمين من عمق هذه الأزمات المتلاطمة رغم خبثها وعنفها وحدتها 

اعداء أمتنا يردون منا ان نفقد الثقة والإيمان ونعلن الهزيمة ونرفع الراية لنظل نتخبط أمدا أطول وفترة اكبر في غايهب الظلام والجهل والتبعية

شخصيا سأظل ممتلىء بالايمان واليقين اننا أمة قادرة وجديرة وتستطيع انجاز تحولا حضاريا تاريخيا وفي فترة قياسية فروح هذه الأمة صلبة ونواتها متينة وقوية ولا يمكن بحال ان يستمر هوانها على هذا النحوى