:: عقب ايام من تفاخرهم بحرية التعبير ... مليشيا الانتقالي تلاحق كاتب وصحفي بسبب انتقاده لقيادات في المجلس      :: الانتقالي يهاجم الأحزاب الموالية للحكومة ويرفض عقد أي أنشطة لها بعدن      :: مركز الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية واضطراب البحر      :: هولندا تسحب فرقاطتها من البحر الأحمر.. "الحوثيون عنيفون جدًا"     

كتابات

هبة المنسي.... على أبواب صنعاء.. الصفقات السرية بين الحوثيين وإسرائيل

       23/07/2017 18:25:50

فجر السادس والعشرين من مارس 2015 كانت طائرات عربية تدك مواقع عسكرية فى اليمن، إيذانًا بانطلاق ما أطلق عليه «عاصفة الحزم»، لإعادة الشرعية فى اليمن بعد استيلاء «الحوثيين» على السلطة.

 

غير أن حركة السير لم تمض على طرق معبدة فى «التحالف العربى» الذى قادته السعودية إلى جانب «دول حليفة» ضمن «التحالف العربى» لم تنجح حتى هذه اللحظة فى إعادة الأمور إلى نصابها.

 

لم يعد الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى إلى قصره فى صنعاء، ولا تراجع «الحوثى»، ولا يزال على عبدالله صالح، الرئيس المخلوع، يرقص على «رءوس الثعابين». ثم إن وباء «الكوليرا» ينهش فى اليمن الآن مخلفًا مئات الضحايا.

 

هذه مأساة إنسانية وسياسية وعسكرية بكل المستويات، لا التحالف العربى نجح فى مهمته حتى هذه اللحظة ولا اليمنى عاد إلى حياته الطبيعية، فى بلد هدمت الحرب ما تبقى منه.

 

لماذا وصلنا إلى هذه النقطة؟

هذا ما سنحاول الإجابة عنه فى هذه الحلقات التى تتناول الوضع فى اليمن عبر سرد تاريخى يستند إلى تحقيق ميدانى عن نشأة الحوثيين وما الذى يمكن أن يفعلوه ثم نجيب عن السؤال الأصعب: إلى أين يتجه اليمن الآن؟!

 

«أنصار الله» تحصل على 100 مليون دولار مقابل تسهيل خروج 17 يهوديًا

رغم أن تخومًا متفرقة ومسافات شاسعة تفصل بين حدود صنعاء وتل أبيب، إلا أن الشعار الرئيسى الذى انبثقت منه الدعوة الحوثية هو «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود»، فالجماعة لا تخفى العداء الذى تكنه لليهود، لكنها لم تمانع مطلقًا فى عقد صفقات مع الكيان الصهيونى، لتهريب يهود اليمن، حاملين معهم نسخة نادرة من التوراة، يزيد عمرها على ثمانمائة عام.

 

المصالح المتقاطعة ما بين الحوثى وإسرائيل كشفها استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، العام الماضى، لأحد حاخامات اليهود اليمنيين، وبثت وسائل إعلام محلية إسرائلية تسجيلًا للقاء رئيس الوزراء باليهود القادمين من اليمن، وهو يتصفح مخطوطة التوراة القديمة المهربة.

 

فالحاخام سليمان دهارى الذى وصل مع والديه وزوجته يرتبط بشكل أو آخر بتنظيم الحوثيين، إذ تداولت وسائل التواصل الاجتماعى من قبل صورًا له وهو يحمل بندقية عليها شعار الحوثى، واحتفت به القوات التابعة للحركة كمقاتل ضمن صفوفها.

 

الشعارات الرنانة لم تقف حائلًا أمام الصفقة الرابحة، التى حصل «أنصار الله» بموجب بنودها غير المعلنة على نحو 100 مليون دولار، مقابل تسهيل خروج 17 يهوديًا، وتضمنت العملية إلى جانب المخطوطة النادرة للتوراة، صفقات سلاح تم تسليمها عن طريق العصابات.

 

الرحلة «المباركة» التى أشرفت عليها أجهزة مخابرات دولية، وتمت بالتنسيق مع الوكالة اليهودية، فتحت ملفًا آخر اتجهت أصابع الاتهام فيه للحوثيين، فيما يتعلق بتهريب الكنوز الأثرية اليمنية، والمخطوطات النادرة، مقابل الحصول على أموال طائلة لتمويل عملياتهم العسكرية.

 

أرشيف التاريخ يفضح الأيادى السوداء للأئمة والمملكة المتوكلية اليمنية، التى ينحدر من سلالتها الحوثى، فقد تمت صفقات مماثلة مع إسرائيل لتهجير اليهود فى عهد الإمام يحيى حميد الدين، وتم ترحيل ما يقرب من 50 ألف يهودى يمنى فى عملية هى الأشهر والأكبر فى تاريخ المنطقة العربية، التى عرفت باسم «بساط الريح»، أو كما يطلق عليها الغرب عملية «على جناح النسر».

 

وتقول المصادر إن اسم عملية «على جناح النسر» أتى من فقرتين من العهد القديم، فى سفرى الخروج وإشعياء، هما: «أنتم رأيتم ما صنعت بالمصريين، وأنا حملتكم على أجنحة النسور»، «وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً، يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ، يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ، يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ».

 

ملامح الصفقة السرية تشكلت عام 48، عقب الاحتلال البريطانى لجنوب اليمن، حيث عملت الوكالة اليهودية عبر وساطة بريطانية على إقناع الإمام بالسماح لليهود بالهجرة، مقابل أن تؤول ممتلكاتهم من أراض وغيرها إلى الدولة الإمامية.

 

وتم بالفعل نقل اليهود بتمويل من أحد البنوك الإنجليزية، عبر جسر جوى إلى إسرائيل، وبلغت تكاليف هذه العملية حوالى 425 مليون دولار، وتبع ذلك موجات ثانية لإجلاء اليهود فى عهد الإمام أحمد، بين عامى 1948 و1962.

 

لم تكن «بساط الريح» رغم أهميتها هى المحاولة الأولى لاستقطاب يهود اليمن، إذ سبقتها عمليات أخرى قبل إعلان دولة إسرائيل، وفى عام 1911 توجه نحو 1000 يهودى يمنى إلى أرض الميعاد الصهيونية، ليشكلوا الرعيل الأول للكيان الجديد.

 

مع قيام ثورة الحادى عشر من سبتمبر عام 1962، توقفت عمليات ترحيل اليهود، فى ظل علاقات قوية جمعت النظام الجمهورى باليمن مع الرئيس عبدالناصر فى مصر، لكنها عادت مرة أخرى فى التسعينيات من القرن الماضى، حين تم تهجير نحو 800 يهودى بضغط من حكومة إسحق شا




التعليقات