عبد الرحمن الشريف ....ماذا خسر العرب بضياع اليمنيين .؟

ثلاثة أيام قضيتها متنقلا بين ثلاثة مجمعات اتصالات لحل مشكلة هاتفي الذي تعطل فجأة عن العمل

بقي لي الواتس أب والفيس والايمو في تاب قديم لا أرى فيه الا بصعوبة

الحل العاجل عند أغلب المهندسين الفرمتة

نفذنا رغباتهم اربع مرات وضحينا بمخزون وافر من التحليلات والمقالات والأخبار والتقارير والصور والفيديوهات دون جدوى

قائل منهم لا حل لك الا في الوكالة وقائل أشتر هاتف جديد 

واخر يقترح تغيير البطارية

ورابع الباور ولكل وجهة هو موليها

وجدت صديقي في المسجد قال اين انت امس اتصل لك وهاتفك مغلق كان عندي صديق قديم لك يبحث عنك

حكيت له مشكلتي مع الهاتف ورحلة ابن بطوطة طلبا لحلها

قال..ادلك على مهندس يمني في مجمع العزيزية

يحل مشكلتك

رحت على عنوان المحل وصلت أسأل عنه قالوا سافر اليمن قبل أسبوع

خرجت وانا محبط ويائس

رأيت أحد المارة بربطة يمنية للمشدة

ناديته وسلمت عليه 

رحب بي

قلت له هل تعرف مهندس 

اعتمد عليه في إصلاح هاتفي

قال ..انا مهندس أيش عندك

شرحت له ونحن واقفان

دخل الاعدادات وقام ببعض الخطوات وأعاد لهاتفي صحته وعافيته

ولي بسمتي وراحة بالي

قلت له أيش المشكلة

قال .

الظاهر انك انتقلت من تطبيق إلى تطبيق أخر فطلب منك النظام تغيير الاعدادات فوافقت دون أن تركز فحصلت المشكلة

أعطيته فلوس

نهرني وقال ..عيب يا رجال أيش سويت لك

ودعته وبعدما بعدت عنه بكيت 

نعم..اعترف أنني بكيت لما تذكرت حال هذا الشعب الحكيم الممزق بين عقوق أبنائه وغدر اخوانه وخسة أعدائه 

وتذكرت مقولة السفير الأمريكي الأسبق( هول ) 

في مقابلة له بعد إكمال فترة عمله في اليمن

سُئل:

ماذا تقول وانت تغادر اليمن ؟

قال؛

اليمنيون مبدعون في جنوب شرق آسيا

في أستراليا

في أوروبا 

في امريكا

في الخليج

مبدعون أينما حلوا وأينما ارتحلوا

اتمنى ان تتوفر لهم في بلادهم الظروف السياسية التي تساعدهم على الإبداع

وحضر في ذاكرتي عنوان كتاب لابي الحسن الندوي  

( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين )

فتأملت في .

ماذا خسر العرب بضياع اليمنيين .؟