:: هلال التماسك يتوج بطلاً لبطولة السلطان محمد آل عفرار بنسختها الثانية       :: الحوثيون يعلنون استهداف 86 سفينة إسرائيلية وأمريكية وبريطانية منذ نوفمبر      :: سلطنة عمان تدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل فورى فى قطاع غزة      :: ورشة بمأرب تناقش دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة     

كتابات

التعليم وبناء الدولة

        فيصل علي 06/11/2017 19:02:03

كتابات: فيصل علي

"كل من يتوقف عن التعلم فهو كهل، ولا يهم إن كان في العشرين أو في الثمانين من عمره، بينما كل من لا ينفك يتعلم يظل شابًا".. هنري فورد
لا السياسة ولا الحرب ولا كل هذا العبث الحاصل سيعيد لنا الوطن المسروق منذ قرون، منذ أن خرجت أمتنا اليمنية عن الفاعلية الحضارية، وذهبت لتكون تابعة لهذا الطرف أو ذاك، وتماهت في أهداف أمم أخرى تحت مسميات الدين والقبيلة وغيرها من المسميات. وحده التعليم من سيبعث هذه الأمة من تحت الرماد، ومن يراهن على غير التعليم فرهانه خاسر مهما أمتلك من الوسائل والإمكانيات والأفكار والدعم، فمسألة التعليم متعلقة بقداسة الإنسان، والإنسان قداسته مقدمة على قداسة الأديان بحسب قول المعلم الأول محمد بن عبدالله "لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم إنسان" أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وقتل الإنسان له معنيان الأول قتله حسيا والثاني قتله معنويا بهدم نظام المعرفة لديه وتجهيله وإخراجه عن نطاق الفاعلية، وسلبه قيمة وجوده في الحياة وهي محصلة الاستخلاف والاعمار، هل سمعتم عن جهل يعمر الأرض؟؟؟!!!
في اليمن مشكلة التعليم وأنظمته ومناهجه قديمة قبل كل هذا الوضع الذي نعيشه حاليا، ولو فرضنا أن البلد تأسس على قاعدة علمية ونظام تعليمي سليم بعيدا عن المكايدات والجهويات والأيديولوجيات والطوائف وسياسة المقايضة والمحاصصة والاستحواذ لما كان حالنا قد وصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من حروب وتشرد وضياع الجميع دون استثناء، لو استفادت مناطق القبائل من شبوة إلى صعدة من نظام تعليم صحيح لما وجد اليوم من يحارب الدولة أو يحارب الوطن والشعب، لقد ارتكبت الأخطاء ومبتدأها من التعليم الضعيف الذي لم يحرر لنا عقلاً ولم ينتج لنا معرفة ولم يخلصنا من خرافة العادات والتقاليد والاسلاف والأعراف، لقد احتفظنا شمالا وجنوبا وشرقاً وغرباً بأعرافنا الاجتماعية البالية التي لا تساهم في تنمية ولا تساعد في قيام نهضة، ثورات سياسية وعسكرية وانقلابات لم يصاحبها ثورات معرفية وفكرية، وكل الأفكار المستوردة فاقمت المشكلات الموجودة وخلقت مشكلات جديدة للمجتمع.
بعد انقلاب 2014 ذهبت الطائفة إلى تغيير المناهج وتغيير التاريخ ظناً منها أنها ستصنع معرفة غير مدركة أنها تصنع احقاداً وقنابل موقوتة، ولعنة ستصيبها قبل غيرها، فماذا فعلت الشرعية التي تمثل الدولة؟ هل ساهمت في استمرار التعليم بحده الأدنى؟ هل اهتمت بأجور المعلمين؟ هل حاولت فتح الطريق للطلاب نحو مدارسها وجامعاتها في المناطق المحررة؟؟
لست بصدد محاكمة الشرعية ولا محاكمة الانقلاب، دعونا نفكر بطريقة أكثر عقلانية، لماذا لا نختلف في السياسة والاقتصاد والحرب والسلم، ونتفق جميعا في مسألة التعليم، لماذا نقحم التعليم في الخلافات السياسية والطائفية والحربية؟ هل هناك إمكانية لإنقاذ التعليم والإبقاء عليه في حدود المعقول والمقبول حتى لا نصنع هوة لهذا الجيل سندفع ثمنها مستقبلا؟
هل بالإمكان تجنيب وزارات التعليم الثلاث" العام والمهني والعالي" ويلات الخلافات السياسية؟ هل مازال هناك عقلاء في هذا البلد؟ هل نستطيع وضع خطة مصغرة لهذه الوزارات لتدار من قبل بيروقراطيين ذوي كفاءة ونزاهة وحياد في كافة ارجاء اليمن الكبير؟ هل يستطيع المبعوث الأممي مساعدتنا في هذا الشأن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحاضر وإنقاذ المستقبل من هذا السفه الذي نعيشه؟
يتحدث أهل الانقلاب عن إيقاف التعليم والذهاب بالطلاب إلى الجبهات، وينصح فريق من الشرعية باتخاذ قرار إيقاف الابتعاث لعامين قادمين.. النتيجة كارثية.
يرفض كلا الطرفين التشبه ببعضهما ومجرد تشبيههما ببعضهما يثير الحساسية هنا وهناك، ونحن بطبيعة الحال نربأ بشرعيتنا وبدولتنا وحكومتنا من المضي في هذه الجزئية المتمثلة في إيقاف الابتعاث والبحث عن معالجات ومساعدات دولية وإقليميه لمعالجة الخلل المالي.
الابتعاث مشكلاته جمة وهي انعكاس للحرب والانقلاب والسياسيات لكن إيقافه ليس حلاً، أيهما أهم ذهاب الشباب للموت في الجبهات أم للتعليم؟ إذا كان الانقلاب بلا خيال وبلا رؤية وبلا حلم بالمستقبل، فاني أزعم أن الشرعية والحكومة لديها مشروع وطني متكامل لبناء المستقبل، وبناء جيل المعرفة لا يغيب عنها، ولذا ادعوها إلى التراجع خطوة في مسألة إيقاف الابتعاث، وإعادة النظر في هذا القرار فهناك طلاب سيتوقف مستقبلهم بهذا الإيقاف الجزئي والمؤقت، وعلى عاتق هؤلاء الطلاب يقع بناء المستقبل.
قد نسهم كباحثين في وضع الإشارات الهامة أمام شرعيتنا وحكومتنا التي حلت الكثير من المعضلات في الداخل، وأثبتت خلال أشهر من تكليف دولة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر أن هناك من يقاتل في سبيل استعادة الدولة بإعادة الحياة إلى المؤسسات وتطبيع الأوضاع وإرساء الاستقرار، لقد نجحت الحكومة في استعادة مؤسسات ال