اليمن .. قتال دون مشروع وطني

غمدان ابو اصبع

ما لم استطع أن أفهمه على ماذا يتقاتل الحوافيش والشرعية وما هو مشروع كلا منهم وإذا سلمنا أن الحوثي يقاتل من أجل مشروعه الولاية وهو مشروع يتناقض كلا مع مطامع وتطلعات صالح وهي تطلعات تبعث الكثير من الاستغراب لحقيقة هذا التحالف , مع الحوثي طالما ومفهوم الولاية لا يتماشى مع ماي صرح به فالجمهورية والوحدة مشاريع تتناقض مع توجهات الحوثي وهو تناقض يطرح الكثير حول ما يدعيه صالح وحزبه من تحالفه مع الحوثي , ما يعطي دلالة واضحة أن ما يدعيه صالح لا يعد أكثر من مجرد تصريحات استهلاكية لرأي العام بينما الواقع لا الجمهورية ولا الوحدة لها مكان في أجندته السياسية فاستعادة السلطة هو طموحه الحقيقي .

وهنا يكمن التساؤل هل بمقدور صالح أن يمرر مشروعه في إطار تزايد نفوذ الحوثي في مفاصل الدولة المتمركزة في أماكن نفوذه وهل الحوثي بهذا الحجم من الغباء حتى يقبل أن يستعيد صالح نظامه على حساب مشروعه السياسي الذي خاض ستة حروب من أجله.

وإذا افترضنا أن هناك عامل مشترك بين الطرفين يقتضي تقاسم السلطة فالأيام أثبتت أن الحوثي لايؤمن بالشراكة السياسية بقدر سعيه للتفرد بالسلطة , فالمشروع الذي يحمله لا يتماشى مع تقاسم السلطة التي اعتاد صالح على تقاسمها مع حزب الإصلاح في الماضي فالاصلاح اعتاد ان يعيش في كنف الحاكم منذ ما قبل صالح وهو ما لم يقبله الحوثي .

وهي المشكلة ذاتها الذي يعاني منها الرئيس هادي وحلفائه فالحراك الجنوبي يحمل رؤية مناقضة لما يجسده هادي في سياسته المعلنة بصفته يقاتل من أجل استعادة الدولة اليمنية من المليشيات ليجد نفسه واقع في أزمة حقيقية بين ما يدعو إليه وبين طموح وتطلعات من يقاتل إلى جانبه سوء من الحراك أو من الإخوان والسلفيين فالاخوان والسلفيين لايؤمنون بالدولة الوطنية بصفتها مفهوم علماني وأن الخلافة الإسلامية هي ما يجب تجسيدها , كماأن مفهوم دولة الخلافة تختلف مفاهيمها بين الجماعات السلفية وجماعات الإخوان المسلمين في كيفية تطبيق دولة الخلافة

 وإذا سلمنا بذلك فما هو رأي الطوائف الاخرى من المذاهب الشيعية وعلى رأسها الزيدية والجماعات الصوفية التي ترى أن مايدعو إليه الإخوان والسلفيين يتناقض مع مفهومها للإسلام .

في الحقيقة أن المتقاتلين في اليمن لأبعد سياسي يوحدهم ولا بعد وطني يدفعهم لتبني مشروع بناء دولة المواطنة المتساوية في إطار تبنيهم أفكار واهية وغير مجدية وهي أفكار تساهم في تفتيت المكونات الاجتماعية تساعد على تأجيج الفتن والانقسامات

للاسف الشديد ل اصالح قادر على تجاوز الحوثي لتحقيق حلمه في استعادة السلطة ولاهادي قادر على تجاوز اطماع الحراك والجماعات الدينية التي تشاركه مقاتلة الحوثي وصالح .