:: ناطق اعتصام المهرة: رحيل الشيخ الزنداني خسارة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية      :: بريطانيا: ملتزمون بدعم الجهود الأممية الرامية لإحراز تقدم تجاه إحلال السلام باليمن      :: مجلس الوزراء يوافق على مشروع خطة الإنفاق للموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024      :: اليمن: غلاء قياسي وتدهور الأمن الغذائي     

كتابات

الجيش لا يَقتل ولا يُسقِط

       علي العقيلي 24/11/2017 22:26:24


علي العقيلي


 

في ظل الحرب التي تخوضها قوات الجيش ضد مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، اختلط الأمر على الكثير فأصبح البعض لا يفرق بين خصائص وصفات الجيش التي تميزه عن أعمال وصفات المليشيا، ويأتي عدم التمييز نتيجة الاعلام المضلل أو غير المدرك .


الجيش لا يقتل وان كان يقتل فلا فرق بينه وبين المليشيا، الجيش عندما يخوض عملية عسكرية داخلية، فهو يخوضها من أجل بسط نفوذ الدولة وفرض سلطتها على كل من يخالفها، وليس هدفه قتل من يتمرد على الدولة بل ضبطه وإحالته للمحاكمة لينال جزائه العادل .

الجيش عندما يقاتل لا يتسلل ولا ينصب الكمائن بل يستخدم العمليات العسكرية المعلنة ذات الظهور العلني لفرض سلطة الدولة على المكان الذي يتخذ منه المتمرد منطلقاً له بعد أن أخرجه عن سلطة الدولة، لأن هدفه فرض السلطة لا وضبط المتمرد .



لو كان الجيش هدفه القتل وليس فرض سلطة الدولة وبسط نفوذها لما توانى في استخدام عمليات التسلل ونصب الكمائن وتنفيذ الاغتيالات وزراعة الألغام والعبوات والمتفجرات .

المليشيا وحدها من يستخدم أساليب التسلل ونصب الكمائن وتنفيذ الاغتيالات وزراعة الألغام والعبوات والمتفجرات، لأن هدفها القتل .

بعد كل عملية عسكرية ينفذها الجيش ويتمكن خلالها من تحرير جغرافيا جديدة ويسقط خلالها قتلى من المليشيا، نجد ان هناك من يقول على وجه المثال : "الجيش يقتل 10 من عناصر المليشيا ويحتل مواقع جديدة " يتبادر إلى ذهن المتلقي ان هدف الجيش من العملية العسكرية القتل وليس التحرير، وكأن الجيش قام بإعدام عناصر المليشيا ميدانياً وليس قتلوا خلال معركة التحرير، إضافة إلى وصف التحرير بالاحتلال أو الإسقاط صفة تتناقض مع واقع الأمر كون الجيش الشرعي يحرر بلده ويستعيد أرضه لإعادة فرض سلطة وسيادة دولته .

من الطبيعي ان نجد الاعلام المضلل يقول الجيش يقتل الجيش يحتل يسقط ينصب يتسلل .. لكن مؤسف جداً ان نجد مصادر اعلامية عسكرية ورسمية في الجيش والشرعية تقول الجيش يقتل .. الجيش ينصب كمين .. الجيش ينفذ عملية تسلل .. الجيش يحتل أو يسقط .. دون الادراك ان تلك الاعمال هي اعمال المليشيا وليست أعمال الجيش، على الرغم أن الجيش لم يقوم بتلك الاعمال من خلال ما نراه من عمليات عسكرية واسعة علنية وظاهرة للجميع تنتهي بالتحرير وليس الإسقاط وتسفر عن مقتل وليس القتل .

العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش الوطني بهدف التحرير وتسبب في مقتل من يواصل القتال من عناصر المليشيا المتمردة ويرفض الاستسلام أو الهروب .

لذلك من الصحيح ان نقول الجيش يحرر مناطق جديدة خلال معارك أسفرت عن مقتل عدداً من المليشيا، أو الجيش يستعيد مواقع جديدة خلال معارك أسفرت عن مصرع عدداً من عناصر المليشيا .

ومن الخطأ أن نقول الجيش يقتل عدداً من عناصر المليشيا ويسقط مواقع جديدة، أو الجيش ينجح في قتل عدداً من عناصر المليشيا ويحتل مواقع جديدة .

ومن الصحيح أن نقول الجيش يلتف على مواقع المليشيا ويقطع طرق امدادها، ومن الخطأ القول الجيش ينصب كميناً للمليشيا، لأن قطع خطوط الامداد الهدف من ورائها السيطرة بينما الكمائن يكون الهدف من ورائها القتل ومن المعروف ان عمليات الجيش هدفها التحرير والسيطرة وليس القتل .

ومن الصحيح ان نقول الجيش يتوغل باتجاه مواقع المليشيا ومن الخطأ القول الجيش يتسلل، كون التسلل يهدف إلى القتل بينما التوغل يهدف إلى السيطرة .

ومن الصحيح القول المحافظة الواقعة في تحت سيطرة الشرعية ومن الخطأ القول الخاضعة للشرعية، ومن الصحيح القول المحافظة الخاضعة لسلطة المليشيا ومن الخطأ القول التابعة لسلطة المليشيا .

ان كان هناك من لا يزال يعتقد بأن الجيش يقوم بعمليات تسلل وينصب الكمائن، وليس عمليات توغل والتفاف، لكان يقوم بزراعة الألغام لأن التسلل والكمائن عمليات لا يكون الهدف من ورائها غير القتل والألغام تؤدي نفس النتيجة كما تفعل المليشيا التي لا هدف لها سوى قتل المزيد بالتسلل والكمائن والألغام، بخلاف الجيش يهدف إلى التحرير والسيطرة بالعمليات العسكرية البرية من زحف وتوغل والتفاف .

ومهما حاول الاعلام المضلل تضليل الحقائق، أو تسبب عدم الادراك في تضليلها، يبقى الواقع ينطق بالحقيقة ويبين الجيش الذي تؤكد نتائج عملياته إلى السعي الجاد إلى التحرير والمليشيا التي تؤكد نتائج أعمالها إلى سعيها الجاد إلى القتل .