:: محافظ المهرة يشدّد على مضاعفة الجهود لإصلاح الطرق المتضررة من السيول      :: كهرباء المهرة تعلن زيادة ساعات انقطاع الخدمة      :: السلطات بوادي حضرموت تفتح الطرق الدولي بعد إغلاقه جراء سيول الأمطار      :: شيخ مشائخ سقطرى يعزّي سلطنة عمان في ضحايا الأمطار والسيول     

كتابات

للسودان تعظيم سلام

       د. عبدالعليم محمد باعباد 31/12/2017 20:06:14


د. عبدالعليم محمد باعباد*


لم تكن السودان حينما كشر الغرب عن أنيابه فارضا عليه حصاره الجائر لما يزيد عن عقدين من الزمن؛ لم يكن ليخضع، أو ليركع في محاريب الجهالة أو العمالة.

وعندما فرضت عليه الحروب كنوع من استخدام سلاح الإضعاف لإخضاعه لبيت الطاعة، كان واقفا بشموخ وكبرياء فهو من خبر الحرب ليخرج منها منتصرا محققا السلام.

اهتزت الأرض يمينا وشمالا من حوله والسودان ثابت لم يهتز.

تفتحت أزاهير الربيع بعد زخات المطر هنا وهناك لكنها ذبلت سريعا ؛ بينما كانت حكومة السودان في ربيع دائم مع شعبها فنيلها دائم واخضرارها مستمر.

ذهب قادة كبار كانوا يضمرون العداء والكراهية لدولة السودان وحكومة السودان وبقي السودان بنظامه وحكومته مسنودا بشعبه.

تغيرت الأوضاع وتبدلت الأحوال ..واعتلى كرسي السلطة قادة مثل أسلافهم يمشون على خطاهم لكنهم اليوم يترنحون يمينا وشمالا؛ قد هالهم تحول الأحضان وتبدل الخلان.

هانحن اليوم نشهد أحوالا جديدة وتوقعات لم تكن بالحسبان
فمن كان يراهن على خلط الأوراق، وتقديم بعض البلدان كبش فداء وقربان وفاء لأسياده..هاهو اليوم يقف حائرا مشدوها من سياسة هذه البلدان التي حيرت العقول.

فهاهو السودان مثلا يقف اليوم متحكما بالمشهد السياسي، راسما علاقاته بحكمة تقتفي حكمة لقمان.

يقف أهل الرأي ومتابعوا الشأن العام وقفة احترام وتقدير للقيادة السياسية في السودان مندهشين بإيقاعات السياسة الخارجية الرشيدة من حيث عدم انكفائها على الذات ولا تقوقعها في قائمة التحالفات التابعة، بل في التحالفات المشاركة.
نعم إن كبار السياسيين والمتابعين للشأن العام من الأعداء والأصدقاء على حد سواء يقفون بإكبار وينظرون بإعجاب للسياسات الحكيمة المتزنة التي تديرها قيادة السودان بدبلوماسيتها الموضوعية المحاطة بسياج القيم الأصيلة والمبادئ السامية.

هاهم في حالة صداقة مع كل الأطراف التي تبدو في حالة عداء أو افتراق؛ وما كان ذلك ليحصل لولا معرفة تامة بكيف تقوم العلاقات فيما بين الدول؛ وقبل ذلك وبعده ثبات راسخ والتزام كامل بالقيم والمبادئ وجعلها موجهة لمصالح الدولة منسجمة معها لا معارضة لها.

ينسج السودان علاقاته على هدى من قيمه ومصالحة، ينحني للعاصفة ولا يخضع لها.
يلين فلا يُعصر، ويشتد فلا يُكسر.
يشرِّق بلا خوف من الغرب
ويغرِّب بلا رضوخ أو استكانة؛ 
ولهذا نتوقع أن تشهد السنين القادمة أحداث عظيمة في مسار قيادة السودان للمنطقة والإقليم والأمة فانتظروا إني معكم من المنتظرين.


* رئيس فرع الاتحاد العربي الأفريقي للإعلام الرقمي اليمن