:: ناطق اعتصام المهرة: رحيل الشيخ الزنداني خسارة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية      :: بريطانيا: ملتزمون بدعم الجهود الأممية الرامية لإحراز تقدم تجاه إحلال السلام باليمن      :: مجلس الوزراء يوافق على مشروع خطة الإنفاق للموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024      :: اليمن: غلاء قياسي وتدهور الأمن الغذائي     

كتابات

المرجفون و ثورة 11 فبراير

       عبد الخالق عطشان 07/02/2018 20:44:12

حين قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر فإنها لم تقم إلا بعد قرون من الظلم الإمامي السلالي المتدثر بعباءة الدين كذبا و زورا ، الظلم و الفقر و التخلف والفقر والجهل والإمامة تلك هي ستة أسباب أدت لقيام ثورة سبتمبر ذات الأهداف الستة والتي إلى عام 2011م لم يكتمل تحقيقها لمحاولة حكم الفرد المستبد ( صالح ) تحويل النظام الجمهوري إلى نظام استبدادي يقوم على التوريث.

 

لقد أدرك شباب ثورة 11 فبراير ببصائرهم وبصرهم أن الثورة السبتمبرية الأم يُجري لها صالح المراسيم الختامية لوأدها فانطلق شباب الجمهورية في كل محافظاتها يعلنون رفضهم لأي مساس بالنظام الجمهوري مطالبين بتحقيق أهداف ثورة سبتمبر كاملة غير منقصوصة والإبتداء بالهدف الأول وهو التحرر من الإستبداد والإستعمار.. ولم يكن هناك ثمة استبداد سوى نظام صالح والذي يسعى بقوة لتوريث الحكم وتدويره والإستئثار بالسلطة وأموال الأمة لعائلته .

 

انظمت معظم المكونات السياسية والثقافية والدينية  والمجتمعية والقبلية لثورة فبراير حتى جموع من الفصيل السلفي الذي كان يرى في الثورة خروج على الحاكم خرج ليقول مع الأمة كلمة حق عند سلطان جائر ، ولقد توالت الإنضمامات للثورة الشبابية ليكون من المنظمين كثير من رموز حزب صالح بل وبعضا من افراد أسرته وقرابته خصوصا بعد جريمة مجزرة جمعة الكرامة والتي اسفر حكم صالح عن قبح اجرامه  لتصبح ثورة فبراير ثورة شبابية شعبية وأصبحت اليمن ساحة واحدة تردد وبقوة ( ارحل) شعارا لثورة 11 فبراير التي اقضت مضجع النظام الفاسد ورموزه المفسدين وهزت عرشه وأسقطت أعتى وأقوى رموزه ألا وهو الرئيس الأسبق صالح.

 

الحدث الأبرز في ثورة فبراير هو الحضور المشرق والمشرف للمرأة اليمنية تلك الحرة الأبية والتي لفتت أنظار العالم إلى عصريتها وتحضرها ورباطة جأشها وصمودها وتأكيد شراكتها للرجل في إسقاط الماضي الإستبدادي القبيح وبناء الحاضر المدني الجميل والتأسيس للمستقبل الأجمل.

 

بعيدا عن ماتلى الثورة الشبابية من تسويات سياسية  إلا أن سلمية الثوار كانت تعبر عن حسن نوايا الثوار في إسقاط حكم الفرد المستبد بالسلمية وبالصدور العارية والتي تلقت رصاصات الغدر التي عجزت عن إيقاف نبضات الثورة لينتظم اليوم  النبض الثوري من جديد والذي غدى حمما تكتسح الطاغي الإمامي السلالي وتلتهم بغيه وجبروته في ميادين البطولة والشرف وجبهات العزة والكرامة.

 

‏ ثورة 11 فبراير لم تنته من تحقيق اهدافها حتى يزايد عليه المفلسون باتهامها بالفشل فما زالت تتخلق وورود ربيعها مازالت تتفتق رغم الجفاف وستحيلها الأحداث المتعاقبة والتضحيات الكبيرة  والهمم العالية لرجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والمخلصون لهذا الوطن من جميع أطيافه إلى طموح مشروع سيمضي إلى الإنجاز رغم الحقول الملغمة والأسلاك الشائكة والدروب المفخخة...

 

ثورة فبراير حدث عظيم في تاريخ الأمة اليمنية ومن يتهمونها اليوم بأنها سبب في تسلط مليشيا الإمامة وماتحدثه من بغي وإجرام فنقول لهم أرونا رجولتكم وشجاعتكم وأعيدوا أيام الرخاء والإستقرار والحرية والعدالة والمساواة التي كان الشعب ينعم بها وينافس بها شعب السويد والكويت !!!

ثورة فبراير مازالت وستظل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها و تعجز مناجل الطغاة والمستبدين العنصريين الإماميين في أن تجتثها.