:: الهجمات في البحر الأحمر تعطل تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية      :: سقطرى.. مظاهرة شعبية تطالب برحيل المحافظ نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية      :: صراع التعيينات الأخيرة بعدن بين الشوذبي ولملس يجبر الأخير على الاعتكاف في الإمارات      :: اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن     

محليات

تعز.. شق ورصف طريق يصل قرى الزعازع بالعالم

       02/03/2018 18:03:05
يمان نيوز -تقرير/ بديع سلطان


تمثل الطرق شريان الحياة في كل مكان من العالم، فبدونها تفقد التنمية أحد أهم أسبابها، وبغير اكتمالها تنقطع القرى والأصقاع عن الدنيا، منظمات المجتمع المدني أدركت هذه الحقيقة، وانطلقت بإيعاز من مسئوليتها تجاه المجتمع، لتوفير كافة أسباب التنمية، ومنها الطرق.

مبادرة مجتمعية
من هنا بادرت منظمة (البحث عن أرضية مشتركة)، وشريكها المحلي (منظمة نهضة يمن)، وبتمويل من (وزارة الخارجية البريطانية)، ضمن مشروع بناء السلام على المستوى المحلي، بادروا إلى خلق شريان حياة يضخ خيراته إلى المناطق القصية، ويسهم في تطويرها وتنميتها.

حيث تدخلت المنظمتان في شق ورصف طريق جبلي شديد الوعورة، في أعالي مرتفعات عزلة الزعازع، بمديرية الشمايتين، محافظة تعز.. بتعاون واضح من المجتمع، بأفراده ومؤسساته المبادرة .

وتكفلت المنظمتان بتفجير جبل يقع تحديدا في منطقة العزاعيز، لتمهيد طريق يخدم نحو خمس قرى، تسبب انعدام الطرق بجعلها حبيسة القفار والأعالي.

بلغت تكلفة الشق والرصف، بالإضافة إلى عمل جدران ساندة نحو 10,700 دولار أمريكي، وضعت قرى المنطقة المستهدفة على خريطة العالم.

قصة الإنجاز
بدأت أحداث هذا الإنجاز التنموي حين تنبه أهالي عزلة الزعازع إلى افتقارهم لطريق يفتح المجال أمام قراهم للاتصال بالدنيا.

يقول الأهالي: إن الحلم الذي راودهم حالت النزاعات دون تحقيقه، فقد كان مقررا شق ورصف طريق (الحلمة - الجبالي)، إلا أن رفض أصحاب بعض الأراضي التنازل عن المساحة التي سيمر عبرها الطريق بسبب خلاف مع المقاول المنفذ منع تحويل الحلم إلى حقيقة.

أدى النزاع إلى التأثير سلبا على أهالي المنطقة، وخاصة النساء والأطفال والمعاقين وكبار السن.. كما تسبب بإرتفاع أسعار المواد الغذائية والتنموية جراء إرتفاع تكلفة النقل من أماكن بعيدة.

غير أن المأساة الكبرى تجسدت في تسجيل عدد من الوفيات بين المواطنين، من الحوامل اللواتي على وشك الوضع، أو المرضى من العجزة والأطفال، الذين لم يجدوا طريقا ممهدا يسعفهم إلى المراكز الصحية القريبة.

الحوار هو الحل
وفي ظل حال كهذا، قرر المجتمع المتضرر وضع حد للمعاناة التي تسبب بها إنعدام الطريق وعرقلة إنجازه، وعمل المجتمع على اقتراح حلول واقعية، تتجاوز النزاع.

لم يكن هناك حل متاح إلا بالحوار، هذا ما أكد عليه الأهالي، الذين انتهجوا هذا السبيل، برعاية وإشراف منظمتي البحث عن أرضية مشتركة ونهضة يمن، باعتبارهم ضامنين لتحويل القرارات التي خرج بها المتحاورون إلى واقع ملموس.

قرار مفصلي
كانت أهم مخرجات الحوار، تغيير مسار الطريق السابق، وتجاوز النزاع الحاصل، بعد أن يتم ترك الأرض السابقة المتنازع عليها لأصحابها، والبحث عن أرض بديلة.

وبالفعل تم التواصل مع ملاك الأرض البديلة، التي من المقرر أن يعبرها الطريق، والذين أبدوا موافقتهم الفورية، مقدمين مصلحة المواطنين وقراهم على مصلحتهم الخاصة.

كان قرار تغيير مسار الطريق قرارا مفصليا، حيث تكشفت امتيازات الطريق الجديد وتفوقت على الطريق السابق، من حيث ازدياد أعداد المستفيدين على مستوى القرى والأشخاص.. فعدد القرى المستفيدة ارتفع إلى سبع قرى، بينما بلغ عدد الأفراد المستفيدين نحو 2250 شخصا، هم سكان القرى المستهدفة.

رب ضارة نافعة
يردد الأهالي: (رب ضارة نافعة)، وهي العبارة التي تتناسب جدا مع حال مشكلتهم، فبعد تغيير مسار الطريق، ارتفع عدد المستفيدين، وتم تنفيذ الطريق بتكلفة أقل، وفي وقت قياسي.

كما استوعب مشروع الطريق أياد عاملة كثيرة من أبناء العزلة والقرى، المعتمدين أساسا على الأعمال اليومية، فقد تم تنفيذ المشروع بطريقة (النقد مقابل العمل).. وكان سببا في مساعدة الأسر الفقيرة ممن فقدوا وظائفهم وأعمالهم نتيجة الحرب.

الطريق.. حياة
وبحسب أهالي القرى المستفيدة، فإن المشروع ولو لم يكن له من إنجاز سوى إنقاذ حياة المرضى من الأطفال والعجزة والحوامل، لكان كافيا.

كما أكدوا أن أبرز ما خرج به هذا المشروع هو ترسيخ مبدأ حل النزاعات بالحوار، بهدف تعزيز التماسك المجتمعي، مثنيين على إيثار ملاك الأراضي ممن تنازلوا عن حقوقهم في سبيل تنمية قرى المنطقة، والحفاظ على أرواح أفرادها.