#تعز .. بين بطولة وسكينة غدر

____________________________

عبد الله الفايد 

أحد نماذج التضحية في تعز .. ارسل ابنيهما الي مواقع الشرف والبطولة وهناك في شرقي المدينة تلاحمت اجسادهما وتآلفت قلوبهما فكانا جسدان بروح واحدة وهدف واحد هو الذود عن العرض والكرامة أمام غطرسة وعنجهية الكهنوت .. 

مرت الأشهر والاعوام وتزداد أواصر الأخوة والترابط .. لم تستطع المليشيا كسر عضدهما أو النيل منهما .. بل لكل منهما وصولات وجولات وقصص وبطولات يشهد لهما رفاق دربهما في تمريغ أنف العدو تشهد لهما معارك ابعر والكريفات ولوزم .. لم يلتفتا يوما الي الخلف فحدقات عيونهما الي الإمام صوب عدوهم الاوحد وهدفهما دحر العدو شرقا فشرقا ليأمن الناس من خلفهما من جرائمه و احقاده .. تعود محمد تغيير ملابسه وزيارة والديه واسرته مرة في الاسبوع .. وفي ذات الموعد قرر أن يرافقه زميله عمار الي المدينة التي ما علما أن العدو بالوكالة يتربص بهما فما لم يحققه العدو من تقدم أوعز لوكلائه في المدينة الذين يتدثرون بثوب من الورع و التقي الانتقام من خصومه ..

 كمن اولئك الأوغاد لمحمد ورفيقه عمار ليتفاجأ برصاصات الغدر تنهال عليهما من مكان لم يتوقعونه يوما فقد كانا ممن شاركا في تطهيره فمن اين ظهر هذا الخبث ..؟ حاولا جاهدين المقاومة والرد علي مصدر النيران لكن كثافة الطلقات وجبن مطلقيها أودت بسقوطهما ارضا لترتقي ارواحهما علوا الي السماء و في حواصل طير خظر .. لم يسبق ان تعارف والدا محمد وعمار علي بعضهما لكنهما عايشا حكايا مايتناقله ولديهما من بطولات وتضحيات .. فكان عناقهما حارا عند جسدي ولديهما المسجيان وكلاهما يحضن ولد الآخر وكأنه فلذت كبده .. هذه تعز المثخنة بالجراح والحصار لكنها لاتعرف سوي التضحية و الثبات ولا مكان بينها للدموع أو الحزن رغم الآلام و الفواجع .. ولما لم يستطع العدو كسرها من الخارج استعان بخونة من الداخل وعما قريب سنري مصارع الخونة فلا يغرنكم الحلم التعزي .