:: هلال التماسك يتوج بطلاً لبطولة السلطان محمد آل عفرار بنسختها الثانية       :: الحوثيون يعلنون استهداف 86 سفينة إسرائيلية وأمريكية وبريطانية منذ نوفمبر      :: سلطنة عمان تدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل فورى فى قطاع غزة      :: ورشة بمأرب تناقش دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة     

كتابات

الاصلاح ....في مرايا مستويه!!

       بقلم:د.عايش زيد ابوصريمه 13/09/2018 19:41:55


بقلم:د.عايش زيد ابوصريمه

في ذكرى التأسيس يأتي دور الاقلام الحرة والمتجردة لانصاف الاصلاح نقدا وتقييما يضعه في مكانه التي تليق به ولا ينسى ان يذكره بجوانب الاخفاق في مسيرته وسلبيات المرحلة الماضية بلغة رفيعة وأدب جم تجعل الاصلاح قيادة وقواعد يقفون عند كل نقد بناء آخذين بعين الاعتبار كل مايطرح في هذا الجانب لاحداث تقييم تتبعه مراجعة لادبياته وغربلة لكثير من الافكار التي لاعيب فيها من حيث المضمون ولكن من حيث الممارسة والسلوك..

الاصلاح اليوم يمضي قدما بخطى واثقة وهمم تناطح السحاب يسعى بلا كلل او ملل من اجل اتمام مشروع وطني مايزال ناقصا لم يكتمل مع شركاء الهدف ورفقاء الدرب من كل الطيف الوطني 
لن يخيف هذا الكيان العملاق ان يصغي لكل الاراء الناقدة ولن يزعجه تذكيره بسلبيات المرحلة المنصرمة فلديه وعيا تاما بكل السلبيات والاخفاقات التي رافقت مسيرته المباركة وادراكه بمكامن الضعف في كيانه هي ظاهرة صحية تجعل كل السلوك السياسي والفكري السابق موضع للتقييم والمراجعة لتلافي اخطاء الماضي وتعزيز ايجابياته وتوجيه دفة الحاضر نحو بناء مستقبل مشرق للحزب والوطن
لاخير في كل قلم حر ان لم يقلها ولا خير فينا ان لم نسمعها ولن ينقل التجربة الحزبية الى طور الرشد الا تلك القراءت النقدية العميقة والنابعة من شعور بالمسؤولية الوطنية والاخلاقية..

يجب ان يكون التقييم لتجربة الاصلاح منطلقا من مبدأ القصور البشري والتراكم المعرفي فلسنا موقعين عن الله حتى يتم تقييمنا وفق معيار ملائكي لتكون النتائج ظالمة ومجحفة او وفق معيار ان الاخر شيطان فتتورم الذات وتخرج في صورة اكبر من الحقيقة..

لا نريد للناقد ان يرانا من خلال مرايا محدبة او مقعرة فتخرج قرأته عنا وفق نظرة تقزيميم او تضخيميه بل على الناقد ان يرانا من خلال مرايا نقديه مستويه ترانا في حجمنا الطبيعي وتعطينا حقنا من القراءة والتحليل والنقد...

تجربة 28عاما من العمل السياسي- بما رافق الفترة من تحديات كبيرة ومنعطفات خطيرة القت بظلالها على كل الوطن- جديرة بالوقوف معها لاسيما ونحن في ذكرى التأسيس تلك التجربة التي كانت بداياتها حلقات التجويد في المساجد شقت طريقها نحو تأسيس منظومة من المؤسسات السياسية والفكرية والعلمية والدينية والخيرية والحقوقية وتحولت تلك الخلايا البسيطة في المساجد الى مجاميع تدير مؤسسات ضخمة بحجم الوطن فهناك الحزب السياسي الرائد والجمعيات الخيرية العملاقة والجامعات الرائدة والاولى على مستوى الوطن والمدارس الاهلية التي لامنافس لها في جودة المخرجات التعليمية وهناك المستشفيات المؤسسة باعلى المعايير المطلوبة...

اتسع الحزب منذ التأسيس راسيا وافقيا ليغطي مساحات الوطن من اقصاه الى اقصاه في كل الحارات والعزل ويغطي كل الشرائح المجتمعية النخبوية والشعبوية متدرجا من الاستاذ الجامعي في قاعة المحاضرة الى الفلاح في مزرعته..
ليس من المنطق ان تمر ذكرى هذا العملاق دون الوقوف معها بتجرد ومسؤولية واعطاء التجربة حقها من الدراسة والنقد وهذه ليست مهمتنا كافراد من الداخل بل مهمة الاقلام الراقية تضع الاحداث في نصابها الصحيح وتقيم الحزب باعتبار الفترة الزمنية والوضع الاستثنائي الذي يعيشه لوطن في هذه الفترة بما رافقهه من تحديات وصعوبات جمة وباعتبار التركيبة الاجتماعية المعقدة وتغول مراكز القوى القبلية والعسكرية هذه المعطيات وغيرها اذا ما اخذت بعين الاعتبار فستخرج القراءت منصفة وقد ربما يقف اصحابها اجلال واكبار لحزب استطاع ان يمر من خلال تلك الصعوبات والاعتبارات دون ان ينحني لعواصف الايام التي عصفت بكثير من القوى العتيقة من القوميين واليساريين وغيرهم...

الاصلاح مسيرة عبور من الايدلوجيات الى المشروع ومن جماعة دينية الى حزب سياسي واضح الملامح من خلال الاهداف المرسومة في ادبياته ومن الغرف المغلقة الى مساحات الضوء المكشوفة ومن الانكفاء والذاتية الى الانفتاح والشراكة 

الاصلاح حزب مدني يدرك ابعاد وحدود مدنيته ويدرك معنى الممارسة السياسية ويؤمن بالتجربة الديمقراطية كطريق لبناء انظمة الحكم الحديثة...

رغم خلفيتنا الاسلامية الا اننا لانبيع الوهم للناس ولا ندعي التوقيع عن الله ولسنا الحق المطلق ولانمتلك صكوك غفران الدين لنا جميعا ومن رأيتموه يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان...حاجات الناس اليوم ليس خطابا دينيا مشوها مجزوءا بل يريدون تحقيق الامن والرخاء في العيش وعند تحقيق هذا الملفين الامني والاقتصادي بعدها تستطيع ان توزع صكوك غفران..
اقصد نحن اليوم في الاصلاح نريد من الدين ان يحقق للناس قيم الحرية والعدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروة والسلطة هذا هو اللب وما دونه قشور..

الاصلاح هو حزب اتسع ليحتوي وطن او قل وطن ارتسم على ملامح حزب...

اصلاحيون_لاجل_اليمن