:: الشيخ الحريزي يشيد بالمواقف النبيلة اليمنية والعربية تجاه الحملات المغرضة التي تستهدفه      :: الشيخ حمود سعيد المخلافي : المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية أسس ليكون سنداً للجيش الوطني في معركة استعادة الدولة      :: شرطة مديرية سيحوت تلقي القبض على شخص يتعاطي ويروج الممنوعات في أحد فنادق المدينة       :: مركز التطوير الأكاديمي بجامعة المهرة يقيم أمسية رمضانية في المعايير البرامجية.     

كتابات

اليمني بين غربتين.. رواية الغريب

       بقلم /خالد العلواني 27/01/2021 20:48:44
اليمني بين غربتين.. رواية الغريب
يمان نيوز -بقلم /خالد العلواني
ترسم رواية الغريب للكاتبة نور ناجي لوحة سردية مكثفة لمعاناة الشعب اليمني بين إمامتين: حوثية راهنة، ومتوكلية منقرضة، في تناص معبر، وتناظر معكوس، تتفاعل في سياقه الأجيال للخلاص من آصار الكهنوت الجاثم على الصدور، ومتاحات الحياة.
رواية تمتزج فيها الأزمنة والأمكنة مشكلة حبكة درامية يتحرك على أرضيتها الابطال، ويخوضون صراعات مع هواجسهم، وأشواقهم.. رغباتهم ومراغمهم، مخاوفهم، وطموحاتهم، ويشدونا إليهم كأسرة واحدة تناثر عقدها جراء الظلم والخوف والجوع والاحتراب الذي فرضته المليشيا.
تسير قافلة الغريب السردية في مسارين اغترابيين:
-اغتراب وطني داخلي يهرب فيه الجد قاسم من ذل العمل في حقل السيد بالقرية ليجد نفسه في خدمة أمير الحرب بمدينة صنعاء، متعثرا بحمأة الخطيئة مع شريفة الدار، وما يفضي إليه ذلك من تشظي نفسي وضياع روحي وتنائي أسري.
-واغتراب خارجي بعيدا عن الوطن الذي يطبخ على نار الحرب الحوثية قربانا للسيد، يتجلى عبر جمال الذي يلقى نفسه في القاهرة مرغما على تقاسم حيز الغربة مع أبناء الذوات الذين فرطوا بالوطن في لحظة عقوق ذابحة.
وفي كلتا الغربتين تحرق نيران الحرب أزهار الحب، في المعابر، والشتات حتى إن أحدهم ليخاف من أن يمنح قلبه لمن استماله وامتلك شغافه، حرصا على سلامة المحبوب، فالشقاء أصبح وجبة إجبارية في ظل الانقلاب، والتسلط السلالي.
وبموزاة مساري الاغتراب يبرز نموذج ثالث يرفض الهروب وطقوس الجبن والانسحاب ويقرر أن يقف سدا منيعا أمام لعنة الأسياد والمليشيا المتحكمتين برقاب الناس، ولقمة عيشهم، يقاوم ويكافح، ويصنع قدرا منشودا بالدم والروح كحال محمود.
وإذا كانت اللعنة الماحقة تجعل المرء صاحب النخوة يكره أن يرزق بولد حتى لا يقع في نفس المصير ويكون رقما إضافيا في سلة العبيد المكرسين لخدمة السيد، فإن الفادين يصنعون بتعويذة النضال فجرهم المشتهى، حياة كريمة أو استشهادا مهيبا.
وإلى جانب ما سلف تمتلك الكاتبة روح فلسفية تثيرا التساؤلات، وتضع الملح على الجروح، ومعرفة كبيرة بثقافة المجتمع وما يخفيه تحت السطح من صخب وصراع مع الذات والآخر، فتبرزه بأسلوب شيق، يجعل القراءة متعة لا تخلو من المغامرة.




التعليقات