:: وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة على البحر الأحمر      :: مأرب.. الدفاع المدني يخمد حريقًا نشب في منزل أحد النازحين      :: جامعة المهرة تتسلم مجموعة من الكتب والمراجع العلمية هدية من معهد الصحافة بتونس      :: السلطان آل عفرار يلتقي نائب مدير الأمن بالمحافظة ويقدم دعما ماليا للأجهزة الأمنية      

كتابات

من مشاورات حرض 1965م الى مشاورات الرياض 2022م

       د كمال البعداني 2022-04-09 07:53:11
 
د كمال البعداني 
ما اشبه الليلة بالبارحة ؟ في الأمس وتحديدا في نوفمبر عام 1965م  تم عقد مؤتمر حرض (مشاورات بين الأطراف اليمنية )   وكان ذلك برعاية وضغط سعودي مصري  وكان الزعيم السلال مقيم في مصر وممنوع من العودة. بينما تحتضن الرياض الجانب الملكي وعلى رأسهم ( البدر )  وقد اتفقت كل من مصر والسعودية على تغيير شكل الدولة من مسمى ( الجمهورية العربية اليمنية الى دولة اليمن الإ سلامية ) على ان يكون هناك استفتاء على شكل الدولة بعد عام من مؤتمر حرض  وقد ضغطت مصر بكل قوة على الجانب الجمهوري من اجل القبول بهذا المقترح  مالم فسوف تنسحب مصر من اليمن  وتترك الجمهورية تواجه مصيرها.  رفض الوفد الجمهوري المفاوض براسة القاضي عبد الرحمن الإرياني القبول بهذا المقترح  بينما وافق على ذلك الجانب الملكي برئاسة احمد محمد الشامي  . وعند ما تسربت الاخبار من حرض خرجت المظاهرات في العديد من المدن اليمنية رفضاً لاي مخرجات من مشاورات حرض  تنال من الثورة والجمهورية . اليوم وبعد ما يقرب من ستين عام على مشاورات حرض بين الأطراف اليمنية هاهو  المشهد يعود من جديد بين الاطراف اليمنية ولكن في الرياض التي تحتضن الجانب الجمهوري وليس الملكي  وتحتضن الرئيس هادي وليس الإمام وحيث تحتجز الرئيس هادي وتمنعه من العودة كما فعلت مصر مع السلال في منتصف الستينات . وهاهي الإمارات بجانب السعودية بدلا من مصر  وتمارسان  الضغوط الشديدة على المجتمعين من اجل الخروج بقرارات  تلبي طموحات واجندة الرياض وابو ظبي في اليمن   لا طموحات اليمنيين  . وكما كان للسعودية ومصر موالون داخل الصف الجمهوري في مشاورات حرض ونتج عنه بعض الإنشقاقات فهاهي السعودية والإمارات اليوم وفي مشاورات الرياض لهن موالون داخل جلسات الحوار . كان طلب السعودية والجانب الملكي بعد تغيير مسمى الدولة هو إبعاد الفريق العمري وبجانبه آخرون عن الواجهة السياسية والعسكرية . ما يختلف عليه مؤتمر حرض  بالأمس عن مؤتمر الرياض اليوم  هو ان مؤتمر حرض قد  جمع كل الاطراف اليمنية او بمعنى اصح جانبي الصراع. لكن من يمثل صنعاء اليوم لم يحضر مؤتمر الرياض فله حواراته ومشاوراته في مكان  وأماكن اخرى  سياسية وعسكرية وليس الدخان المتصاعد من أرامكو هو المكان الوحيد للحوار ! رحم الله القاضي عبد الرحمن الإرياني ومن كان معه من الجانب الجمهوري لقد صمدوا بالأمس  وقاوموا الضغوطات الشديدة في حرض فبقيت الجمهورية فماذا هم صانعون اليوم في مؤتمر الرياض خاصة والاخيرة ومعها الإمارات قد خلقت واوجدت كيانات عسكرية وسياسية في وجه شرعية هادي  كما عملت طوال سبع سنوات على تفتيت وتقسيم اليمن وتجويع شعبه وتسعى اليوم الى جعل من صنعتهم ليكونوا في الصدارة  ! فماذا انتم فاعلون يا من  انتم في مؤتمر الرياض فالتاريخ لا يرحم .#كمال_البعداني