:: مأرب.. 30 طالبة جامعية يختتمن دورة في ثقافة السلام      :: المهرة… قوات الأمن تنقذ مواطنين حاصرتهم السيول في مدينة الغيضة      :: مدير عام جمرك شحن يكرم عدد من موظفي المثاليين في ادارة الجمرك وعمال ساحة الشحن والتفريغ       :: السلطان محمد عبدالله آل عفرار يقدم دعما ماليا للمركز الصحي في يروب     

كتابات

عن المهرة المتخمة بالتميز والجمال

       بقلم /توفيق الحميدي 2023-10-03 03:52:57

علي عجل اكتب عن مدينة تستوجب التأني لمن شمر عن ساعدية بالحديث عنها، وعن أهلها، عن الإنسان المطرز بعظمة التاريخ، وعنفوان الجغرافيا ، المتنوعة تنوع تضاريس الأرض، الثري بقوة  أخلاقه الأصيلة، والطيبة المنحازة للحق دون تردد.

تتشكل المهرة بوابة اليمن الشرقية، وأول بقعة يمنية تشرق عليها الشمس في اليمن ، من مزيج متنوع من جمال الطبيعة، من اخضرار جمالها الشرقي  ، وهدوء صحرائها الفسيحة  ، وسمو جبالها الشاهقة ، وفيض بحرها المتدفق ، في لوحة بديعه ، منحتها لون جيوبوليتكيا خاصا ، ينام علي خليج   بحري دافء.

 ويتسم رجالها وساكنيها بالاصالة العربية ، وسمو قيمهم، شكلو تاريخيا تاريخهم الخاص ، الذي منحهم قوة الشخصية ، وتفرد الملامح الجميلة ، بينهم  لا شيء يشعرك بالغربة، تشعل بدفء عائلي، يخرجك السؤال عن الأخبار "خبور " من دائرتك الخاصة الي قضاء المجتمع الحريص  على أن يدمجك كجزء منه ، تكون  فردا مهريا في سياق تصرفك اليومي .

لا يشعر المرء بالغبن ،  كل إنسان يعطى قدرة، بحسن تعاملة ، وصدق تصرفه، ومن اساء منح  فرصه ليقوم سلوكه، من أحسن إليهم مرة، أعادوا له الإحسان مرات مضاعفة، فالإنسان المهري يحب المعلم ويقدره، والصادق في تعاملة ، احتضنت المهرة الكثير من المعلمين، والخطباء وغيرهم من أبناء حضرموت والمحافظات الشمالية لأجل تعليم أبنائهم.

 تمنحك المهرة كل معاني الحياة، وتفتح لك حياتك كورقة بيضاء تكتب عليها فصلا جديدا من حياتك، فصل يتسم بمهربته ، له ايقونه، وبعده النفسي المطمئن، في المهرة وأنت تدون حياتك لا شيء يشبهها إلا هي، فاستحقت أن تكون شيئا آخر في رمن الحرب والسلم، وعندما قررت أن تكون شيئا آخر، زاوجت المال والإنسان، في استثمار نادر، ليقوده نهضتها جيل استثنائي نادر.

كانت اللغة المهرية، لغة شفهية تتداول على الألسن، دون تدوين، تقال في الشعر، والأمثلة ، والمناسبات وأشياء كثيرة، عنوان بارز للهوية ، وجزء من التاريخ والشخصية ،حملها المهري بإصرار دون كلل ، حتي جاء الجيل الحالي ، ليحولها الي لغه مكتوبها ، لها حروفها ، ومؤسساتها. 

جاء جيل جديد من الشباب الاكاديمي ليحول هذه اللغة الي لغة مكتوبة، وبث فيها روح جديده، متدفقه تجاوزت المحلية الي العالمية، فاللغة هوية، وذات، وتاريخ، يوم اللغة المهرية، ليست مناسبة احتفالية واحتفائه، بل مولد معنوي لامه ضاربة في التاريخ، اللغوي والوطني، أعيد للغة المهرية، اعتبارها الثقافي والعلمي، فاصبح لها حروفها، كيبورت خاص، وعلاقات عابرة مع جامعات عالمية، وهذا كله بجهود محلية، شبابية،.

يجب ان يكون يوم هذه اللغة المهرية يوماً يمنياً، فهي اضفت تميزا وحيوية للتاريخ والفكر والثراء اللغوي لليمن السياسي والتاريخي.

الاستثمار المهري بالانسان، اتى اكله، وحول المحافظة البعيده، مقصد العمل والرزق الي مدينة حاضره بالمعرفة، فجامعة المهرة صرح جديد يصاف الي انجازات هذه المحافظة، بل زاد الانتاج المعرفة من كتب وابحاث وانشطة ثقافية في المحافظة، هذا التزاوج لم يكن صدفة، التفاعل في هذه الجغرافيا، يمنحها التجديد الدائم في نقاط تلامسها الاجتماعية، فالقبيلة تنافس القبيلة في التعليم، والعطا، ووقف الشجاع التي قد تهد قويا محافظة تتقدم بعيدا عن خلافات الحاضر.

علي شواطئ المحافظة الممتده، وجبالها الراسية، وصحراءها الشاسعه، يعيش المرء مرحلة استثنائية، تفيض حنينا، ومحبه، لا احد غادر هذه المحافظة لم يحن للحظات الصفاء، والسكينة، من انفجار ضوء الصباح حتي يلملم الشفق خيوط الغروب، تمنحك المهره الكثير من السكون القلبي، تقدم لك رسائل متعددة عن معني الحياة، وجمال التعايش الذاتي مع الاخرين، الرضا النفسي يسيطر عليك بعد جهد يوم طويل قائض احيانا.
المهرة مقبله علي ثورة نهضوية، اذا منحت المحافظة الهدوء السياسي، وابعدت عن الانقسامات الاقليمية والداخلية، فسواحل البحر المهرية، ما زالت تخبئ الكثير من الثروة البحرية والسياحية، من المسيلة حتى حوف.
عشت سنوات عديدة بين ابناء هذه المحافظة، وتعرفت علي الكثير من ابناءها، الذين يديرون المشهد السياسي والثقافي، وما زالت بصمة الاستاذ علي محمد خودم المحافظ الرحل رحمة الله باقية وخالده، اخلاقا واجتماعيا، سلام الله علي المهرة رجالا وارضا
وكل عام والمهرة ولغتها في تقدم وخير.
 
 
من صفحة الكاتب