"من مخيم اللجوء الى قصر السلام"
رحله دامت خمس سنوات ..
لم أيأس ابدا ، نعم سقطت و تعثرت مرات عدة و لكني كنت على يقين اني سأصل
بداءت هنا في هذه البلد غريبة تماما، مجرد رقم لملف لا احد يكترث من قد اكون، بلا كيان و لا مجتمع و لا شيء سوى صفحة فارغه للبدء من جديد
كالطفل عند ولادته يتعلم اولى الحروف للغه جديده و يتعرف على محيط جديد و يصارع للتأقلم معه، يتعلم بالتجربة و يحاول الاتصال بواقع مختلف لم يسبق له التعرف عليه
كشجرة شامخه عمرها تجاوز الربع قرن أُقتِلعت غصباً و زُرعت في ارض ليست ارضها و لا هواء كجوها، تعاركت مع اقسى الفصول ذبلت و تساقطت اوراقها و ضمرت اغصانها و لكن ابت جذورها الا ان تمتد في الارض و تزهر من جديد؛
لم يبقى الكثير لم اراه في هذه الخمس الماضيه و الحمدلله على ما ذهب و تعلمت منه و الحمدلله على ما بقى و ظفرت به🙏
انا نهى الجنيد بدأت لاجئه في هذا البلد و اليوم انا مدعوة لقصر السلام كمختصة سياسيه لشؤون الشباب و مدافعه لبناء السلام
اعمل في ادارة الموارد البشرية لخمس دول اوروبيه و اتكلم اللغه الهولنديه بمهنيه عاليه
ام لطفلة عمرها نصف عمر غربتي و زوجة لرجل عظيم هو لي بوصلة و سند.
انجزت في الخمس السنوات ما انا فخورة به لآخر عمري لان الطريق لم يكن يسيراً و الرحلة كانت مضنية ولكني امنت بنفسي و تخطيت
انا هنا لست لأعرض بطولات و لكني على ثقة ان حروفي قد تكون شمعه او نور يضيئ درب من هو الآن في مبتدئ الطريق و يشعر باليأس و الريبه او فقد الاتصال بذاته الاولى
من يمر الآن بظرف مشابه، بواقع مُر او مستقبل مجهول و لكنه يحاول
اخلق داخلك الاراده و العزيمه و الامل فمن لم يكن له دافع من نفسه لا تنفعه الدوافع
آمن انك" تستحق" و تعلم ان تنتزع حقك ان لزم و انك لن تكون غدا الا افضل من الأمس
و امضي للأمام دون الالتفات لخساراتك و اترك كل ملام خلف ظهرك
ستزين الحياة و ستبتسم مع الجد و السعي لتطوير قدراتك و الهمه العاليه و التفاني
اليوم صعب و لكن غداً اجمل" و ليس للإنسان الا ما سعى "و هذا وعد الله لك
و عندما تصل و تنجح لا تبخل على غيرك بالمعرفه فاعوذ بالله من علم لا ينفع🤍
(اكتب هذا بالتزامن مع يوم ميلادي)
٨ يونيو ٢٠٢٣
من صفحة الكاتبة
لمتابعة أخبار
يمان نيوز عبر التليجرام اضغط
هنـــــــــــــا