:: الهجمات في البحر الأحمر تعطل تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية      :: سقطرى.. مظاهرة شعبية تطالب برحيل المحافظ نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية      :: صراع التعيينات الأخيرة بعدن بين الشوذبي ولملس يجبر الأخير على الاعتكاف في الإمارات      :: اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن     

محليات

عرب لغتهم الأم ليست العربية ويخشون عليها من الاندثار

       04/12/2018 16:22:13

يمان نيوز -عربي نيوز

في قلب الجزيرة العربية تعيش قبائل عربية تقرض الشعر وتشتهر بتربية أفضل سلالات الإبل ..إنهم عرب أقحاح، لكن لغتهم الأم ليست العربية، وهم ينتمون الي قبائل المهرة التي يتحدث أبناؤها لغة سامية قديمة غير مكتوبة، هي اللغة المهرية.

ومن المعروف أن في العالم سبعة آلاف لغة، يسجل علماء اللغات موت إحداهن كل أسبوعين. ومن المتوقع أن تندثر نصفها بنهاية القرن الحالي.
المهرية هي إحدى اللغات المهددة بالانقراض. موطنها جنوب شبه الجزيرة العربية حيث توجد خمس لغات أخري تصارع من أجل البقاء -كلهن من أسرة اللغات السامية الجنوبية الحديثة.
ADVERTISEMENT
المهرية هي أهم هذه اللغات السامية الست وأوسعها انتشاراً، حيث يتراوح عدد المتحدثين بها بين 100 ألف و 200 ألف شخص. والأمهرية، وهي لغة سامية يتحدثها الأثيوبيون، هي الأقرب إلى اللغة المهرية من العربية.
وتعيش قبائل المهرة في منطقة جغرافية ممتدة من موطنها الرئيسي في محافظة المهرة شرق اليمن إلى منطقة ظفار في غرب عمان وبعض مناطق بجنوب السعودية، والمهرية هي اللغة التي نشأوا عليها.
يقول مسلم المهري:، وهو عماني قضى حياته بين الصحراء - امتداداً لتقاليد اجداده - والمدينة: "تعلمنا اللغة المهرية من آبائنا ومن الناس الذين نعيش بينهم. نتحدث المهرية في حياتنا اليومية وأعمالنا ونتبادل بها الأخبار وحل مشاكلنا والنطق بالاحكام."
المهرية لغة ممتدة الجذور
ويرجع باحثون تاريخ المهرية إلى ما قبل ظهور الاسلام في القرن السابع الميلادي لكن مع انتشار اللغة العربية في جنوب شبه الجزيرة العربية ورفعة شأنها خلال القرون التي تلت ظهور الإسلام, توارت اللغات الجنوبية السامية عن الأنظار منسحبة الى جيوب في الجبال والصحاري والجزر اليمنية والبحر العربي ومنطقة ظفار.
وفي عام ألف بعد الميلاد كتب الرحالة العربي شمس الدين المقدسي يقول إنه علي حدود حمير (ما يعرف الآن باليمن) توجد قبيلة عربية تتحدث بلسان لا يفهمه أحد.
وتعكس الروايات التي ترويها أجيال من المهرة لأبنائهم قدم اللغة وعمق جذورها التاريخية.
مصدر الصورةMODERN SOUTH ARABIAN MATERIAL CULTURE/FLICKR
Image caption
قرب تعز
يقول مسلم: "ونحن صغار، كان أباؤنا يروون لنا حكاية قديمة جدا تعود إلى ما قبل الإسلام حيث كان الناس يعملون بتجارة اللبان."
"حكاية قريتي" كما يرويها مسلم هي قصة ملك كان يعيش في منطقة نضور حيث المياة الجارية وأشجار النخيل. ويروى أنه كان في المنطقة كهف كبير جدا به خزانة كبيرة يوضع بها الذهب، وكانت هذه الكهوف تعتبر مثل بنوك عصرنا، ومنها تستخرج مستحقات العمال والقوافل التي تنطلق شرقا وغربا. وكان يقال إن الجن يحرسها.
لغات تندثر بسرعة
مثل هذه الحكايات الشعبية التي يتكون منها التراث المهري مهددة بالاختفاء. ومما يساعد على اندثار المهرية عدم وجود أبجدية مكتوبة.
ويقول الباحثون إن انقراض اللغات - كانقراض النباتات والحيوانات- ليس بجديد. لكن اليوم أصبحت اللغات تختفي بوتيرة متسارعة تبعث على القلق. ووفق تقديرات الباحثين فإن نصف سكان العالم يتحدثون 50 من الـ 7 آلاف لغة الموجودة في العالم ،والنصف الآخر يتحدث البقية أي 6050 لغة.
ومنذ أكثر من 10 سنوات أصدرت منظمة اليونسكو أطلس لغات العالم التي تواجه خطر الاندثار ومن بينها المهرية.
والقاسم المشترك بين كثير من اللغات المهددة بالانقراض هو أنه ليس لها أبحدية مكتوبة أي انها لغات محكية فقط.
وفي أكثر حالات الاندثار اللغوي شيوعا يبدأ شعب ما بإهمال اللغة الأم مفضلا استخدام لغة أخرى مهيمنة. وفي عصر العولمة تواجه معظم لغات العالم ضغوطا من هيمنة اللغات العالمية الرئيسية مثل الانجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية.
مصدر الصورةMODERN SOUTH ARABIAN MATERIAL CULTURE/FLICKR
Image caption
قطيع من الماعز في منطقة رابكوت في عمان
لماذا تواجه المهرية خطر الزوال؟
ما أهم التحديات التي تواجه اللغة العربية في بلدانكم؟
تقول جانيت واطسون, أستاذة اللغات بجامعة ليدز البريطانية, في دراسة لها بهذا الشأن إن قبائل المهرة هم تقليديا بدو رحل ورعاة للإبل والماعز، وقد ضعفت لغتهم مع التغييرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة والتوسع في استخدام اللغة العربية خاصة منذ سبعينيات القرن الماضى.
وأضافت قائلة إن انتشار التعليم والمستشفيات ووسائل الحضارة الحديثة بين المتحدثين بالمهرية منذ السبعينيات مهّدَ لاختفاء المعارف وأنماط الحياة التقليدية. فلم تعد الاجيال الشابة بحاجة للمهارات التقليدية التي كانت عماد الحياة بالنسبة لجيل الاجداد.
وتقول واطسون إن قوة التغييرات الاجتماعية والاقتصادية البيئية في ظفار تهدد لغات كالمهرية. وتؤكد أن أهمية الكثير من الكلمات والألفاظ تضيع مع التطور وأنماط الحياة المدينية.
وتضرب بذلك مثلا قائلة إن لفظ "بعير" في اللغة المهرية - وهو نوع من الإبل - له معني ايجابي عندما يستخ