:: الهجمات في البحر الأحمر تعطل تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية      :: سقطرى.. مظاهرة شعبية تطالب برحيل المحافظ نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية      :: صراع التعيينات الأخيرة بعدن بين الشوذبي ولملس يجبر الأخير على الاعتكاف في الإمارات      :: اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن     

محليات

قراءة في بيان سعودي متأخر .. تدارك للوضع في اليمن أم استمرار التخدير؟

       06/09/2019 01:15:34

يمان نيوز - عامر الدميني – الموقع بوست
استغرقت السعودية أكثر من ثلاثة أسابيع لاصدار بيان اليوم تعليقا على تصعيد الانتقالي بدعم من الإمارات في عدن. 

البيان الذي نشرته وكالة (واس) يعد الموقف الواضح للرياض منذ اندلاع الصراع في عدن وبقية مدن الجنوب، وصدر ربما للمرة الأولى بعيدا عن الإمارات، ويمثل وجهة نظر السعودية لوحدها، ولم يصدر تحت إسم تحالف دعم الشرعية، كما هو الحال في البيانات السابقة.

يحمل البيان المتأخر العديد من الرسائل، ويعكس أيضا الكثير من الدلالات خاصة بعد الأحداث والتطورات التي شهدتها مدينة عدن ومدن يمنية أخرى منذ الأيام الأولى لشهر أغسطس المنصرم.

وصفت السعودية في البيان ما جرى في عدن فتنة بين الأشقاء اليمنيين، وتجاهل الدور الإماراتي، ودعمه لمليشيا المجلس الإنتقالي في الانقلاب على الشرعية، ثم قصف طيران الإمارات العسكري للجيش الحكومي، وتسببه في قتل أكثر من 300 فرد، في عملية إرهابية بشعة، كما يتغاضى البيان أيضا عن وصف أبوظبي لذلك القصف بإنه استهدف الإرهاب والإرهابيين، وجاء دفاعا عن النفس، كما زعمت الخارجية الإمارتية.

جاء البيان السعودي بعد وصول شحنات أسلحة إلى عدن من الإمارات بموافقة سعودية، وبعد فرض الانتقالي كطرف أساسي في المعادلة بدعم من الإمارات في وجه الشرعية، والاعتراف به من خلال استقدامه للحوار مع الحكومة الشرعية في جدة.

ما جاء في البيان السعودي هو تكرار لذات الكلام الرسمي الصادر كل مرة من الرياض في دعم الشرعية برئاسة هادي وكذلك الحكومة، والتأكيد على سلامة اليمن ووحدة أراضية والاستمرار في مواجهة انقلاب الحوثي.

لكن الحقائق على الأرض تبدو مختلفة، إذ تغض السعودية الطرف عن ممارسة شريكها في التحالف (الإمارات) لتعمل على النقيض مما تقوله السعودية، كالتصعيد في وجه الحكومة، ودعم مشروع الإنفصال، ورعاية كيانات مليشاوية خارجة عن الشرعية وسلطتها، وكلما من شأنه إضعاف الحكومة الشرعية، والإجهاز عليها.

يتجلى هنا تبادل الإدوار بين الدولتين في اليمن، فالذي لاتستطيع السعودية فعله أو قوله، تفعله الإمارات، وتغطي الدولتين على أعمال بعضهما البعض، في لعبة مكشوفة تسببت بالعديد من التداعيات طوال سنوات الحرب في اليمن.

تحاول الرياض أن تكون مرجعا لجميع الأطراف اليمنية، وتتيح لشريكها أن يخضع أي طرف، ويواجهه، وتتولى هي تهدئة الوضع لاحقا، وتظهر بمظهر المُصلح والمنقذ، وتبدي استعدادها لتقديم الإغاثة والإعانة للضحايا، لتتكامل الأدوار بين السعودية والإمارات، رغم قدرة الرياض على تجنب كل هذا.

الجديد في بيان السعودية هو حصره للتنظيمات الإرهابية في اليمن بجماعة الحوثي والقاعدة وداعش، وهذا التوصيف يبدو مختلفا عن الرؤية الإماراتية لجماعات الإرهاب في اليمن، إذ تضيف أبوظبي للثلاث الجماعات السابقة جماعة الإخوان المسلمين، في إشارة لحزب التجمع اليمني للإصلاح.

البيان السعودي الصادر اليوم يعكس سياسة النفس الطويل التي تجيدها الرياض، وهي سياسة سلبية تتسم بالبطئ الشديد تجاه القضايا الحساسة والمفصلية، ولاتقدم حلولا فورية للجم أي تصعيد يطرأ خارجا عن التوجه العام للتحالف، وهذا الوضع أدى لمراكمة القضايا والمشاكل والحديات، وقاد إلى الواقع الذي نشهده اليوم، وخلق صراعا جديدا، وخفف وطأة الضغط على الطرف الآخر ممثلا بجماعة الحوثي.

ما تضمنه البيان السعودي من تأكيدات قديمة جديدة ربما يشير أيضا إلى تباين الرؤى بين الرياض وأبوظبي، كتشديد البيان على أن أي محاولة لزعزعة استقرار اليمن يعد بمثابة تهديد لأمن واستقرار المملكة والمنطقة، ولن تتوانى عن التعامل معه بكل حزم، وكذلك تأكيد موقف السعودية الذي وصفته بالثابت من عدم وجود أي بديل عن الحكومة الشرعية في اليمن وعدم قبولها بأي محاولات لإيجاد واقع جديد في اليمن باستخدام القوة أو التهديد بها.

وهذا الموقف في القضيتين كما يسردهما البيان يبدو موقفا إيجابيا من ناحية اللغة الرسمية، ويناقض التوجه الإماراتي الذي يرفض الشرعية بشكل كلي، ويسعى لاستبدالها وتمزيق اليمن برمته، لكن البيانات الدبلوماسية لا يمكنها أن تقدم حلولا إذا ما لحقها خطوات عملية تترجم تلك المواقف على الأرض، خاصة أن الرياض أصدرت بيانات مماثلة في السابق ولم تفعل شيئا لاحقا.

لكن رغم وضوح الموقف السعودي الذي يعكسه البيان فقد دعت السعودية في ذات البيان ما وصفته بالأطراف اليمنية (الحكومة الشرعية – المجلس الإنتقالي) إلى الإنخراط في حوار جدة بشكل فوري ودون تأخير، وهي بهذا تعترف بالواقع الجديد الذي فرضه الإنتقالي، وتكمل تسوية المعادلة الجديدة الهادفة لإشراك الإنتقالي كطرف أساسي في وجه الحكومة اليمنية.

كذلك أعاد البيان الجديد التذكير بالبيانات السعودية السابقة التي طالبت بضرورة استعادة معسكرات ومقرات مؤسسات الدولة العس