:: المهرة… قوات الأمن تنقذ مواطنين حاصرتهم السيول في مدينة الغيضة      :: مدير عام جمرك شحن يكرم عدد من موظفي المثاليين في ادارة الجمرك وعمال ساحة الشحن والتفريغ       :: السلطان محمد عبدالله آل عفرار يقدم دعما ماليا للمركز الصحي في يروب      :: تعز اليمنية : حشود هائلة تتضامن مع غــزة وتدعم الحراك العالمي الرافض للحرب     

كتابات

مصابيح أطفأتها الحرب

        عبد القوي الشرعبي 14/04/2019 21:18:40

 عبد القوي الشرعبي 

 في زمن الحروب تنتهك البراءة وتغتصب الطفولة ويطغى الوجع,غابت الإبتسامة وحل مكانها البؤس والتشرد والضياع, أطفال فقدوا عالمهم, كم يكرر أولادي أسئلة ليس لي جواب عليها متى سنذهب حديقة الحوبان? متى سنعود القرية لنلعب? لسان حالهم الى متى سنظل هكذا محاصرون, مللنا الإختباء كرهنا السجن, أيها الكبار عالم الطفولة عالم جميل له قوانينة الخاصة, فلايوجد هناك من يحمل الكره والحقد على غيره, بل شجرة نقاء وارفة الظلال وأغصان عفوية تحمل ثمار القبول والمتعة, عالمنا أيها الكبار هو عالم الزهر والربيع واكاليل ياسمين تتقلد جيد الحياة فتكون زينة لها .أيها الكبار للأطفال أحاسيس بمختلف أعمارهم ولكن لايقولونها بالسنتهم بل تكون بخواطرهم وتنعكس عن طريق نظراتهم البرئية,لاتجرحوا طفلا ذاكرة الصغار لاتنسى الصفعات الصغيرة, فكيف ستكون ذاكرتهم وهم يتخضبون بدمائهم ودماء أبائهم واهلهم وجيرانهم? كيف سيصنعون عالمهم القادم, كيف سيبقى الطفل طفلا وهو يحمل في حقيبتة المدرسية دماء صديقه,كيف ينام مستقرا بحضن أمه وكنف أبيه وهو لا يأمن أن يستيقظ في الصباح فلا يجدهما حوله, تقتلع طفولتهم من جذورها عنوة كأغصان خضراء يافعة تم اقتلاعها في أول مهدها. كم ستلاحق اللعنات أولئك الذين اطفأوا مصابيح البناء والحضارة الذين يزينوا عالمنا بالبسمة والأمل, كم سيلاحقنا جميعا عار خذلانهم وهم يصرخون, لقد أحتضن التراب ضلوعهم الصغيرة بحنان لم يجدوه في أطلال الإنسانية وستائرها التي تهتكت ففضحت جبننا وضعفنا وحقارتنا, تجردنا من كل معاني الرحمة والانسانية, أما قرأتم نظراتهم أيها القتلة وكأنهم يقولوا ألم تشبعوا من دماءنا, أيها الكبار أستهلكتم حاضركم وتريدون مستقبلنا. ياحسرتاه على أحلام جميلة ضاعت بسبب رصاصاتكم وقذائفكم الغادرة والظالمة, سودتم صفحاتنا البيضاء وجرفتم إبتسامات البراءة والصفاء من وجوهنا, طمستم معالم الطهر والحلم والعذوبة حين كتبتم على جدران الحنان وأسوار الأحضان برصاص التغيب والتشريد والتهجير والحرمان. متى سنعود ياقوم