:: اليمن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة      :: بعد فشلها في تثبيت احتلالها العسكري.. السلفية أداة السعودية لاختراق المجتمع المهري والتلاعب بنسيجه      :: مفوضية اللاجئين تعلن تقليص تدخلاتها الإنسانية في اليمن      :: "أسبيدس" تعلن اعتقال قراصنة في خليج عدن     

أخبار وتقارير

ما وراء التعينات الاخيرة في السعودية وكيف شاركت أزمة اليمن بدفع هيئة البيعة للمباركة تفاصيل

       يمان نيوز - خاص 29/04/2015 17:47:52

أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أوامر ملكية تقضى بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليا لولى العهد، والدفع بالدبلوماسي عادل الجبيري لمنصب وزير الخارجية، في إشارة واضحة لتغير رأس هرم السلطة بالرياض.. وبين تأويلات وتفسيرات متناقضة ذهب بعضها إلى تبنى نظرية المؤامرة والانقلاب.

 

والمدقق في سلسلة التغيرات والوظائف التي شغل أصحابها المراكز الجديدة في هرم السلطة بالرياض، يدرك جيدا أنها رسالة جديدة مفادها: الأمن بيد الأحفاد.

 

التفاصيل الخاصة التي كشفها مصدر سعودي مقرب من دوائر صنع القرار هناك لـ"فيتو"، فسرت تعيينات الفجر التي وقعت في قصر الحكم وبينت خطوطا عريضة للسياسة الجديدة التي تنوي المملكة انتهاجها مستقبليا في ظل التهديدات الإرهابية والإقليمية والمخاطر المحدقة بها، حيث حرص العاهل السعودي الملك سلمان على تمكين الشباب، بهدف سد مسام البلاد في ظل تربص إيران لزعزعة استقرار الدولة، وانتظارها لأي أزمات صحية طارئة ترد على القيادة معولة على كبر السن والشيخوخة، ما دفع عاهل البلاد لتأمين منصب الملك ونائبه لصون أمن الرياض، وهدف من التغير تأمين الجبهة الداخلية من خلال ولى العهد مهندس مكافحة الإرهاب، وحماية الحدود والجبهة الخارجية من خلال ولى العهد صاحب السياسات الصارمة، وهذا الطرح نال موافقة جميع أعضاء هيئة البيعة باستثناء بعض الشخصيات التي تحفظت على القرارات.

 

1- ولى العهد.. قيصر مكافحة الإرهاب

 

وبحسب المصدر، الأمر الملكى الذي أعلن مع ساعات الفجر الأولى، جاء بالتوافق داخل الأسرة الحاكمة، وبقناعة من ولى العهد السابق الأمير مقرن بن عبد العزيز بضرورة التنحى عن المشهد السياسي لفتح الطريق، أمام تعيين أول حفيد للملك المؤسس الأمير محمد بن نايف، لضخ دماء جديدة في سدة الحكم في ظل التغيرات الإقليمية والتهديدات التي باتت تحيط بالمملكة، خاصة عقب اندلاع الأزمة اليمنية وكشف إيران الوجه العدائى للرياض بشكل صريح، علاوة على تغلل ميليشيات التطرف والإرهاب في العواصم العربية، وهو الأمر الذي فرض حتمية تعيين ولى العهد الجديد لما له من خبرة واسعة في مجال مكافحة الإرهاب دفعت الغرب لتسميته بـ "قيصر مكافحة الإرهاب".

 

شغل ولي العهد الجديد منصبه الرسمي الأول عام 1999 عندما عين مساعدًا لوزير الداخلية، ما مكنه من قيادة حرب السعودية على المتطرفين الإسلاميين في الداخل، وشهدت المملكة بين عامي 2003 و2006 موجة من الهجمات الدامية التي نفذتها القاعدة واستهدفت مقار رسمية ومنشآت عسكرية ونفطية وأهدافًا غربية.

 

وقد نجحت جهود الأمير محمد حينها، لدرجة كبيرة بتقويض نشاط القاعدة في المملكة ما دفع بالتنظيم إلى التحصن في اليمن المجاور، حيث تم عام 2009 دمج الفرعين اليمني والسعودي فيما بات ما يعرف بتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب".

 

وبنى خلال السنوات الماضية "شبكة قوية لمكافحة القاعدة في الداخل وعلى الصعيد الإقليمي أيضًا من خلال إقامة مكاتب في سفارات المملكة".

 

2- ولى ولى العهد.. رأس الحربة

 

وطبقا للمصدر، فإن عاصفة الحزم السعودية ضد ميليشيات الحوثى في اليمن كشفت حجم الصراع المكتوم بين طهران والرياض، وعرف ولى ولى العهد حاليا برأس الحربة في قرار الحرب كوزير للدفاع، ما دفع مرشد الثورة الإسلامية على خامنئي لمهاجمته بشكل علنى، ووصفه بالشاب الطائش، لكسره قاعدة الدبلوماسية الهادئة التي حرصت المملكة على اتباعها لعقود.

 

قرار الحرب ضد الحوثى، سرع "عاصفة التغيير" التي زلزلت هرم الحكم في السعودية، لتشهد المملكة لأول مرة في تاريخها شابا ينتظر دوره في اعتلاء كرسي الحكم.

 

الأمير محمد قد اكتسب بالفعل سمعة باعتباره منفذا سياسيا عديم الرحمة، فعندما أصبح والده وزيرًا للدفاع في أواخر عام 2011، استخدم الأمير محمد منصبه كرئيس ديوان والده سلمان لتقويض عدد من نواب وزراء الدفاع، وقد تم شغل المنصب من قبل أربعة أمراء مختلفين في الفترة ما بين أبريل 2013 يونيو 2014، وكان المنصب شاغرًا منذ ذلك الحين، وبالمثل، بصفته رئيس "مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية،" ينظر إليه على أنه المسئول عن إقالة كل من وزير الإسكان ووزير الصحة في الشهرين الماضيين، لعدم كفاءتهما الإدارية على ما يبدو، وهو الأمر الذي يعكس الملمح الجديد في سلوك المملكة الإداري والعسكري وانتهاج سياسة الدرع الحامية.

 

3- الجبير.. صوت المملكة في الغرب

 

الأمر الملكى الذي شمل تعيينات ولى العهد وولى ولى العهد، طال الأمير سعود الفيصل عميد وزراء خارجية العالم، ليحل محله الدبلوماسي الشاب عادل الجبير سفير الرياض في واشنطن.

 

وتم اختياره نظرا لخبرته في التعامل مع واشنطن والغرب، وظهر ذلك بوضوح مع اللحظات الأولى لانطلاق عاصفة الحزم.

 

ويقول الخبير في الدراسات الدولية جيمس دورسى، إن قرار تعيين الجبير، يشير ضمنا إلى رغبة الرياض بأن يكون هناك صوت رئيسي لها في واشنطن، مضيفا أن الجبير لديه فهم الآن للكيفية التي تجرى بها الأمور في الولايات المتحدة.

 

واختارت المملكة دبلوماسيا معاديا لإيران لمحاولتها اغتياله في 2011، ويدرك جيدا أساليب الدبلوماسية الإيرانية، وهو قادر على منافستها داخل ملعبها الجديد في واشنطن، عقب التفاهمات الحادثة بين الطرفين على خلفية الاتفاق النووي.

 

4- الفقيه.. مهندس الاقتصاد الجديد

 

التغيرات التي طالت الحكم في المملكة مثلما ركزت على مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود، وضخ دماء دبلوماسية جديدة، هدفت أيضا إلى دعم الوضع الاقتصادي الداخلى وتشجيع الصناعات، الأمر الذي دفع العاهل السعودي إلى إعفاء عادل الفقيه من منصبه كوزير للعمل وتعيينه وزيرا للاقتصاد، لما يتمتع به من خبرة في مجال الصناعات والمعاملات التجارية.

 

وشارك فقيه في مسيرته العملية في الكثير من المجالس والأمانات في كثير من مناطق المملكة العربية السعودية منها: عضو مجلس منطقة مكة المكرمة، وعضو مجلس محافظة جدة، ورئيس لجنة الخدمات والتطوير بمجلس محافظة جدة، ورئيس وحدة تنمية وتطوير الخدمات والمرافق بمجلس منطقة مكة المكرمة، وعضو المجلس البلدي لمحافظة جدة، وعضو الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة، وعضو لجنة الحج. كما شغل فقيه أيضا رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ورئيس مجلس إدارة بنك الجزيرة، وعضو مجلس إدارة الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، وعضوا في الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية، وعضوا في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وعضوا لمجلس إدارة صندوق تطوير الموارد البشرية، وعضوا لمجلس إدارة هيئة تقويم الخدمات الكهربائية والإنتاج المزدوج، وعضوا لمجلس إدارة شركة المراعي.




التعليقات