ماجد الحاج الحميري ...ترامب وظنون العرب !

أتعجب من الإعلام العربي المزايد على الشعب الأمريكي في توصيف مرحلة ترامب الجديدة ، والذي ذهب بعيداً بتوقعاته أن الشعب الأمريكي لن يكون موحداً بعد الان، وان دونالد ترامب هو بداية لتخلخل الوحدة او اللحمة الوطنية في امريكا ، وأن ترامب هو اللعنة التي حلت على الشعب الأمريكي مؤخراً ، وتنذر بإقتراب غرق امريكا في مواجهة "تهور " ترامب إزاء تعامله الحاد والصريح تجاه مختلف قضايا السياسة والإقتصاد على حد ظنونهم!

وسائل الإعلام هذه هي ذاتها التي كانت تضع فوز ترامب بالإنتخابات في كفة اللاممكن ، وتروج بطريقة او بأخرى لهيلاري كلينتون مع توقعاتها الجازمة انها ستفوز بالإنتخابات! 

 .

لكن كان الشعب الأمريكي خارج إطار تلك التوقعات!  

أو نستطيع ان نقول كان الإعلام العربي غارقاً في غفلة، أو أنه يتعامل في إطار سياق الإعلام الأمريكي الداعم للحزب الحاكم أنذاك ، وليس في سياق الإعلام الأمريكي بآرئه المختلفة ؛ وتكون بذلك تنقل للعربي فكرة مغلوطة عن الواقع الأمريكي وبالتالي ينشأ وعي جمعي لدى العرب مبني على معطيات مغلوطة ولا تقترب من الصواب.

الحقيقة أن العقود السابقةمن القبضة الحديدية والحكم الفردي في المنطقة العربية أثر بشكل كبير على العقل العربي وطريقة تفكيره ، وهذا مماجعل منه يتعامل مع قضايا العالم بإسقاطها على معطيات تجاربه الخاصة .

يظن العربي أن ترامب ربما يستطيع أن يجر دولته إلى حرب شاملة ، وأن يبرم امور اقتصادية وأخرى سياسية ، وينساق وراء دافعه الذي يصفه البعض ب" المتهور " وأنا أرى ان هذا الوصف بحد ذاته هو المتهور وليس ترامب نفسه !.

وظنون انه يستطيع ان يتحكم بمصير دولة تحترم مؤسساتها وكأنه زعيم عربي. ياللعجب !!

الرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية لا يمكن أن يخطو خطوة واحدة خصوصاً إذا كانت مصيرية وتتعلق بالإستراتيجيات بدون الرجوع للشعب الأمريكي ممثلاً بالكونجرس الأمريكي واللوبي الذي يقف وراءه ، الذي هو صانع القرار الفعلي وخالق إستراتيجيات المراحل-كل المراحل -.