:: القوات الأمريكية تؤكد إصابة سفينة نفط بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون في البحر الأحمر      :: الأرصاد يصدر توقعاته خلال الساعات القادمة ويحدد محافظات ستشهد هطول أمطارا رعدية      :: انهيار كبير للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية في ظل لا مبالاة الرئاسي والحكومة      :: إصابة ثلاثة من قوات الانتقالي إثر هجوم بطائرة مسيرة في أبين     

كتابات

فواد الحميري ....ولتعرفنهم في لحن ( تعز ) ..

       01/04/2017 23:03:37

تعز هي المعادل الموضوعي الوطني لكلمات : الثورة . الجمهورية . الثقافة . المقاومة . وإن كابر البعض " وجحدوا بها " فقد " استيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً " . 
     ومن هنا فالحديث عن هذه المدينة وطريقة التعاطي معها أحداثا ومواقف ورموزا - خاصة في المراحل الصعبة والمنعطفات الخطرة - لا ينبغي أخذه بطريقة سطحية اعتيادية أو النظر إليه باعتباطية فإنما هو تعاطٍ مع كل تلك المفردات الجامعة لمشروع اليمن الجديد .
     
     السبب الرئيس ..
     المستبدون والمستعبدون والمفسدون هم ( مثلث برمودا اليمني ) المهدد لكل دعوات الحياة والإحياء في طول وعرض وطننا الحبيب .. وهم العدو التاريخي لكل مدن وأرياف اليمن دون استثاء ولكن عداءهم لمدينة تعز له خصوصية . أثبتها التاريخ ، وأكدتها الوقائع المعاصرة . وما الرمزية التعزية التي بدأنا بها هذه النفثات إلا سبب واحد من اسباب هذه الخصوصية العدائية تجاه المدينة وأهلها . 
أما السبب الرئيس لذلك فيتمثل في إدراك التعزيّين - أغلبهم - لتلك الرمزية التي يمثلونها في الوجدان الجمعي اليمني وبالتالي استعدادهم لتحمل ضريبتها كاملة . لا من اجلهم بل من أجل الوطن كل الوطن . والشعب كل الشعب .
     فعاصمة الثقافة لا يمكن إلا أن تكون هي هي عاصمة الثورة .. وقد كان .
وعاصمة الثورة لا بد أن تكون هي هي عاصمة المقاومة .. وقد كان .
وعاصمة المقاومة - بصورتها الفاعلة لا المنفعلة - لا بد أن تكون هي هي عاصمة المدنية .. وهو ما سيكون . وهنا مكمن الخطر الحقيقي الذي تشكله تعز في عقلية الواهمين باعادة إنتاج أنفسهم من أقطاب الاستبداد والاستعباد والإفساد . مما يُخرج عداءهم لها من القديم إلى القادم . وينقل صراعهم معها من الماضي إلى المستقبل .
     لقد عمل المثلث المذكور جهده طيلة الفترة الانقلابية على التحشيد الطائفي والمذهبي والمناطقي والجهوي تجاه المدينة - والشواهد أكثر من أن تحصى - لا لأن ابناء المذاهب المغايرة ، والمناطق المختلفة ، والجهات المتباينة ، يصدقونه ويدعمونه . فذاك أمر لم ينجح فيه كثيراً وإن أحدث فيه اختراقاً يعد خطيراً لكونه - وإن قلّ - يمس بالتهديد لبّ النسيج الاجتماعي لشعبٍ كان ولا زال شعباً واحداً ليناً رقيقاً فقيهاً حكيما . 
     ولكن قصَد بذلك التحشيد إرسال رسالة نفسية لابناء تعز مفادها : أنتم وحدكم . والكل يحتشد ضدكم . فلِمَ الإصرار على تمثيل الجميع ؟! والتضحية من أجل الكل ؟! وأي خير لكم في تمسككم بالمشروع الكبير ؟ وقد باعكم الآخرون من أجل مشاريعهم الصغيرة !! 
     وهي الرسالة التي لم تجد لها في تعز - بحمد الله - من يلقي لها بالا . إلا أبواق المثلث الانقلابي الذين صنعهم على عينه لمثل هذا اليوم .. و( بلمزهم وهمزهم ) كُشفوا . 
     وهؤلاء دورهم معروف .. ووظيفتهم واضحة .. وقد أغنونا عن الاشارة بالعبارة .. وعن التلميح بالتصريح .. ظانين - وقد فشلت فوّهاتهم في الوصول إلى أرواحنا - أن بإمكان أفهواههم أن تفعل .. مظاهرين - علينا - بأسنّتهم الشِداد ، وألسنتهم الحِداد . 
فعرفانهم بلحن الفعل ولحن القول معاً .
     لكننا هنا نقف مع آخرين بدأوا يقولون قولهم ويتبنون خطابهم - وهم ليسوا فيهم ولا منهم - بل هم فينا ومنا . ونعلم أنهم محبون صادقون غيورون على تعز وتاريخها ونضالها . غير أنهم قد خلطوا - دون قصد - بين نقد الذات وجلد النفس . حتى كادوا يصلون من نفس المقاومين إلى ما لم يصله عدوهم . وبتعاطيهم الساذج مع الأمور نختم هذه النفثات .

     الانفلات الأمني .. أنموذجاً ..
     ما يسمى بملف الانفلات الأمني بتعز صار مادة تلوكها الألسن وتُحبِّرها المنشورات في صورة كادت تطمس معها كل وجه حضاري قدمته تعز ولا زالت . وبطريقة قدمت بعض الطيبين منا - دون قصد - كمتطوعين بالمجان في أجندة مثلث الانقلاب الأكثر من مفضوح .
     وبداهةً فليس المقصود هنا التقليل من شأن ما يحدث في المدينة - ويحدث أكثر في غيرها - أو الدعوة إلى التغاضي عن ذلك - معاذ الله - فما ذاك بمراد لنا ولا بالمقبول عندنا . وإنما المقصود أن تناقش هذه القضية ومثيلاتها في سياقها الطبيعي غير معزولة عن واقع المدينة وطبيعة الصراع .
     فإذا كان الاقدمون قد قالوا : ليس بعد ذنب الكفر ذنب . فإننا نقول : وليس بعد إنفلات الحرب إنفلات. والحقيقة التي لا أدري كيف تغافل عنها هؤلاء أن تعز تخوض حرباً هي الأكبر والاوسع والاشرس على طول الجغرافيا اليمنية . فأي معنى للحديث عن الانفلات الأمني في مدينة محاربة . 
إن مفردة انفلات تعود إلى قاموس السلم لا الحرب . فأخطر ما يقود إليه الانفلات الأمني هو تحوله إلى حرب ولا عكس . وهنا تأتي خطورة الفكرة التي تقف وراء اشاعة هذا المصطلح وتضخيمة .

     الفكرة المؤسسة ..
      لقد عمل المثلث الانقلابي على تبني فكرة مخاتلة قام بتسويقها على مستويين دولي ومحلي :
إذ عمل دولياً : على إشاعة فكرة عدم وجود حرب في اليمن . وهو ما يعني في المقابل أن مشكلة اليمن تنحصر في العدوان الخارجي لا أكثر ولعلنا نلمس في تعاطي المنظمات الأممية تجاه المشهد اليمني ما يشي - عملياً - بنجاح الانقلابيين في ذلك .
     كما عمل محلياً على تسويق فكرة عدم وجود حرب في تعز فلا مجازر ولا تهجير ولا تجويع ولا حصار وهو ما يعني بالمقابل أن الأمر مجرد اقتتال بين ابناء المدينة لطالما دعا المخلوع إلى إقافه وناشدهم الحد منه !!! أو هو عمل أمني بحت في إطار الحرب على الإرهاب الذي وصَم به المخلوع - أيضاً - كل أبناء المدينة داعياً إلى ( دقّهم بالقناصات وإحراقهم ) . وبناء على هذه الفكرة يكون الخطر الحقيقي في تعز متمثلا في الانفلات الأمني لتلك المدينة التي تعيش في ظل ( السلام الانقلابي ) كفكرة نجح أصحابها في زرعها في ( لاوعي ) ذلك البعض الطيب فأنساهم بها سياق الأحداث وواقع الحال .
     ومن هنا فإن الخروج من الابراج العاجية التي يحبس فيها هذا البعض نفسة والتعامل مع الواقع كما هو خطوة أولى ومهمة على طريق استعادة القدرة على التمييز بين الأمور . والحكم على الاشياء . بعيداً عن التهوين والتهويل . كما أن الانعتاق من قواقع النقد ، والالتحاق بمواقع الفعل والابتكار والمبادرة ، هي خطوة تالية ومتممة لمعالجة كل ظاهرة خاطئه مرفوضة في الصف المقاوم والمدينة الرمز . 
 وقوموا إلى نضالكم يرحمكم الله.
""""""""