مستشفيات أمانة العاصمة وغياب دورها الخدمي والإنساني

غاب دور مستشفيات أمانة العاصمة عن القيام بواجبها الخدمي والإنساني الذي يستحقه أي مواطن، منذ سيطرة مليشيا الحوثي والمخلوع على جميع المرافق الحكومية والخاصة في أمانة العاصمة .

فقد احتكرت خدمات المستشفيات الحكومية لصالح جرحى وقتلى المليشيات القادمة من جميع الجبهات، وارتفعت أسعار الأدوية مقابل الخدمات العلاجية إلى أضعاف ما كانت عليه من قبل.

مستشفى الثورة العام الذي كان أنموذجا يضرب به المثل في مستوى الخدمات التي يقدمها وفي رمزية أسعار الخدمات العلاجية التي زادت التكلفة فيه إلى ثلاثة أضعاف، وأصبحت خدمات المستشفى حكرا على جرحى المليشيات الإنقلابية الذين يحصلون على جميع الخدمات الطبية اللازمة بمجرد كونهم مليشيات قادمة من جبهات القتال، وكذلك من لازال لديه القدرة على الدفع من المواطنين!!

مستشفى الثورة العام ومثله بقية المستشفيات الحكومية تسعى المليشيات السيطرة عليه ورفع الكلفة الدوائية دون النظر إلى مستحقات موظفي المستشفيات الحومية، والذين دخل شهرهم الثامن دون رواتب.

وبدأت حركة الإحتجاجات والإضرابات في المستشفيات منادية بصرف حقوقهم المسلوبة والمنهوبة والتي تقف المليشيات حجر عثرة أمام صرفها حتى من الشرعية التي أعلنت استعدادها لصرف الرواتب، فيما ترفض المليشيات تسليم رواتب الأطباء والموظفين من موارد ميناء الحديدة والمؤسسات العاملة بأمانة العاصمة كمؤسسة الاتصالات وغيرها والتي تصل وارداتها إلى المليارات.

يكاد هذا الوضع يسحق المواطن الذي أصبح فقيرا معدما بفعل المليشيات حيث أضيفت إليه إلى جانب معاناة الفقر والعوز معاناة المرض، فقد ذكرت (أ. ج) أن إحدى المستشفيات الخاصة أخذت منهم خمسمائة ألف ريال مقابل علاج حالة تسمم كانت لديهم، لكنها لم تقدم للمريض الخدمة اللازمة، إذ انتشر التسمم في جميع جسده وفارق الحياة، بينما كانت تبحث عن جهاز فحص معين لم تكن المستشفى تملك إلا واحدا فقط!!

ليطرأ هنا سؤال: مقابل ماذا الخمسمائة الف إذا كان المشفى لم يستطع علاج حالة تسمم غذائي بسيط!!؟

المستشفيات الخاصة هي الأخرى أيضا ارتفعت أسعار خدماتها العلاجية إلى ضعف ما كانت عليه، وذلك لتستطيع تلبية طلبات المليشيات الانقلابية، التي تطالبها شهريا بضرائب مهولة واشتراكات مفروضة لدعم جبهاتها القتالية.

الأوضاع الاقتصادية والصحية والاجتماعية في أمانة العاصمة تزداد احتقانا وتأزما يوما بعد يوم، وقد تعجز مليشيا الحوثي والمخلوع عن مواجهة إعصارها وثورتها التي بدأت مظاهرها بالإنفجار.