:: فتيات مأرب تدرب طالبات جامعة إقليم سبأ في مجال التوعية بمفاهيم السلام      :: الإنذار المبكر يحذر من أمطار وإضطراب مداري على أرخبيل سقطرى وسواحل حضرموت والمهرة وشبوة       :: العميد العبادي يزور مصلحة الأحوال بالمهرة ويوجه بتسهيل الإجراءات للمواطنين للحصول على البطاقة الذكية       :: نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا     

محليات

«طوق صنعاء»... الالتزام القبلي تبلوره مصالح المستقبل

       23/05/2017 22:03:01
يمان نيوز - عدن: عرفات الأهدل- الشرق الاوسط
يتقاطع مشهد الانشقاقات والانقسامات بين أتباع الحوثي وصالح مع تعاظم حالة الغضب التي تعيشها قبائل طوق صنعاء. وينظر محللون سياسيون إلى أن بوادر الأزمة تتعمق يوما تلو الآخر بين حليفي الانقلاب؛ الأمر الذي يزيد من تعقيدات الوضع اليمني الراهن، من ناحية، ومن ناحية أخرى، يفتح أبواب القادرين على استمالة مشايخ ورجال القبائل في محيط صنعاء، لفرض سيطرته على الوضع بقوة السلاح.
«تصاعد خلافات الحوثي وصالح التي ظهرت واتسعت وزادت حدتها، لتلقي بظلالها على القبائل التي كان ينظر إليها حليفا ومساندا قويا للانقلاب، غير أن فقدان تلك القبائل الكثير من أبنائها في الحرب، أثر على وضع التشارك الانقلابي المزعوم، وأصبحت النظرة السائدة لدى أبناء القبائل إلى الانقلابيين بأنهم جماعات لا تبحث سوى عن مصالحها، ولا تخدم سوى أجندة إقليمية»، وفقا لما قاله أحمد يحيى، وهو أحد أبناء مديرية الحيمة.
ولأن التاريخ يشي بالوصفة المثالية للتعاطي مع المستقبل، يشرح المحلل السياسي فتحي أبو النصر جوانب من سيمياء العلاقة التي تحرك القبيلة في اليمن، ويقول: «تاريخيا، كان الجناح القبلي أكثر تماسكا وحين يتحرك، تحفزه النوازع البراغماتية فقط، ومن المرجح أن صنعاء ستخضع لمفاوضات وفاقية، وبسبب كارثية التصلب وعدم التنازل وسوء التقدير والأوضاع اللاإنسانية، ستكون هناك طامة كبرى لقرابة 4 ملايين يقطنونها، ولن يعود وضعها بسهولة لاحقاً كما قد يتخيل البعض». ويضيف: «لا يمكن العبور لأمانة العاصمة دون خلخلة تلك البنية الولائية للقبائل التي تحيط بها كالسياج: أرحب، ونهم، وهمدان، وبني مطر، وبني حشيش، وبني بهلول وسنحان».
وتابع أبو النصر قائلا: «في حين يتكثف وجود حزب الإصلاح (الإسلامي) في أرحب، يسيطر (المؤتمر الشعبي) العام على بني مطر وبني بهلول وسنحان، أما بني حشيش فيكثر فيها التواجد الحوثي، أما همدان فتتقاسمها القوى الثلاث، في حين يسيطر (الإصلاح) و(المؤتمر) على نهم. والمؤكد أن هذه ليست المرة الأولى في التاريخ التي تحدد قبائل صنعاء وضعها المستقبلي، علما بأن القبيلة عموما براغماتية وتبحث عن مصالحها، كما لا تخوض معارك خاسرة أو من دون استراتيجية؛ بل هي مع الأقوى كما يقول التاريخ».
ويعتقد أبو النصر، أن «تيار هادي سيعمل، كما يبدو، على استمالتها (أي تلك القبائل) أو تحييدها، على الأقل، أما الحوثي فقد حاول بوثيقة الشرف القبلية أن يكونوا بولاء جاهز له دون أي تمحيص، متناسيا أن كل قبيلة لن يقتصر بحثها عن الثقة والمال أو السلاح وحسب، بل فيمن سيؤمن مصالحها بجهاز الدولة أيضاً، على أن القبيلة نفسها هي أكثر من تفهم ماذا يعني حصول المتغيرات الجوهرية محليا وإقليميا ودوليا، إضافة إلى ماذا يتطلب إخضاعها للتحول لصالح الكرت الناجح׃، مشيرا إلى أن «كل ذلك السيناريو سيكون في حال اتجه الصراع ناحية أمانة العاصمة فعلا، بينما مؤشرات كثيرة تفيد بأن إجراءات تفكيك التحالفات القبلية الموالية للحوثي حولها قد بدأت مسبقا».
ويعيش أبناء القبائل ومشايخها، فيما يسمى بـ«حزام صنعاء القبلي»، حالة من الاستياء الواسع ضد ما تطالهم من ممارسات من قبل الميليشيات التي زجت بالمئات من أبناء تلك القبائل أو ما يتجاوز تلك التقديرات في أتون الحرب، وغالبيتهم لقوا مصرعهم في جبهات القتال المتفرقة من البلاد.
ويرى بعض أبناء القبائل أن هنالك حالة من الرفض والسخط الواسع ضد الانقلابيين تعيشها غالبية مناطقهم، غير أن أدوات القمع المستخدمة من قبل الميليشيات تجعل تلك الحالة غير بارزة بشكل كبير، وقالوا: إنهم مستعدون لخوض معارك ومواجهات ضد الميليشيات: «لكن ينبغي أن يكون ذلك بمساندة قوات الجيش الوطني».
المحلل السياسي خالد عبد الهادي يتفق مع طرح أبو النصر. ويقول إن «القبائل المحيطة بصنعاء شأنها شأن القبيلة اليمنية، بخصائصها التاريخية، فهي تتخذ قراراتها وفقا لنظام مصالح شديدة الدقة؛ مما يجعلها واحدة من أكثر الجماعات براغماتية، واشتراك قبائل المحيط الصنعائي في القتال ضد الانقلاب، أو عدمه مرتبط بهذه الخصائص وقياسها لمؤشر الضعف أو القوة، الذي سيرافق حرب صالح والحوثي»، وتابع عبد الهادي: «تبقى الضمانات والمصالح كذلك التي ستتعهد بها الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية لهذه القبائل عاملا حاسما لإشراكها في القتال أو امتناعها»، مضيفا أنه «من المهم عدم إغفال أن شن الحركة الحوثية حروبا في مناطق القبائل يعد ضد رغبة عدد غير قليل من زعماء القبائل، فقد أحدث الانقلاب أكبر شرخ في بنية القبيلة ودفع بعدد كبير من أفرادها إلى قتل الحوثية أو مسالمتها بناء على الضرر أو السلامة الشخصيين».
ويتخوف الانقلابيون من بعض أبناء المديريات المحيطة بصنعاء، وبخاصة في جزئها الشما




متعلقات