اليمنيـون على مشـارف الشهر الكـريم.. أحوال لا تسر، وأزمـات لا تنتهي! (تقرير)

يمان نيوز - المشهد اليمني 

ينتظر اليمنيون قدوم شهر رمضان الكريم هذا العـام في ظل مستجـدات هامة، ترتبط ارتباطاً مبـاشراً بحياة النـاس وتؤثر على نمط المعيشة اليومي لقطــاع واسع منهم.

ومن الخطأ القول أن رمضان هذا العـام يأتي في أوضاع مماثلة لما كان عليه في العام أو العامين السابقين، خاصة مع استمرار العمليـات العسكرية بين أطراف الصـراع المحلي دون حسم، بل إنه يجيء غداً واليمنيون يعيشـون واحدة من أشـد وأقسى الفتـرات التي تشهـد انحداراً هـائلاً في سلم الصحـة والتغذية والأمن والحرية.

الأمن الغـذائي

يعيش اليمنيون هذه الأيـام ما يمكن أن يطلق عليه "مجاعة أوليـة" إذ بات أكثر من 80% من السكـان غير قادرين على تأمين قوت يومهم، وبحـاجة مـاسة الى مسـاعدات وإغاثات دوليـة، وهو أمر بـات جليـاً من خلال ظهور حالات عدة للموت جوعاً في مناطق مختلفة من البلاد، كما صـارت صور اليمنيين الجـائعين ذوو الأجسـاد النحيلة التي تبرز منها عظام الهيكل العظمي أمراً مألوفاً، ما يهدد بكـارثة إنسانية كبرى إن استمرت الأوضـاع على حالها.

الصحة

لم يشهد القطاع الصحي في اليمن تدهوراً حـاداً ومتفاقماً كما شهده في الفتـرة الأخيـرة، خـاصة مع اجتيـاح وبـاء الكوليـرا جميع المحافظات، ما أدى الى مقتل أكثر من 300 شخص في الثلاثة الأسابيع الأخيرة واشتباه إصابة أكثر من 30 ألفاً.

الإنحدار الصحي الحاد رافقه تدهور كبير في الجانب البيئي، حيث انتشرت أكوام النفـايات ولفترات زمنية طويلة في مناطق شاسعة ومأهولة بالسكـان، ما جعل المواطنين عرضة لاجتـياح الأوبئة والأمراض المختلفة.

الأمن والحـرية

يمكن القول أن مقياسي الأمن والحرية لم يشـهدا أي تحسن منذ عامين، حيث تستمر السلطات الحوثية بفرض سياسة القهر والقبضة الحديدية على جميع مفاصل الدولة، دون إبداء أي فرصة لمحاولة تحسين صورتها أمام الشارع المحلي، ما خلق محيـطاً داخليـاً محبـطاً بدرجة كبيـرة، خاصة في ظل استمرار الانتهاكات والتقييد على الحريـات، وفرض الجبـايات وسلب أقوات الناس تحت قوة وغلبة السلاح، في ظل صمت شبه كلي لمنظمات المجتمع المدني.