:: مارب.. افتتاح سكن "إقليم سبأ" الجامعي لاستيعاب 150 طالبًا      :: الخطوط الجوية اليمنية صنعاء تصدر بيان هام       :: مدير عام مديرية حوف يفتتح فندق "حوف جراند" تزامنًا مع موسم الخريف 2024      :: انتهاء مشاورات مفاوضات مسقط والاتفاق على تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق التبادل 2022     

محليات

من موظف في احدى كبريات الشركات النفطية العالمية في اليمن إلى عامل في نظافة السيارات

       15/08/2017 16:23:43
يمان نيوز-أشرف الريفي
من موظف في احدى كبريات الشركات النفطية العالمية في اليمن إلى عامل في نظافة السيارات في احياء العاصمة صنعاء بعد أن تركته شركته النفطية التي يعمل بها وزملائه وحيدين بلا مستحقات ولا حقوق في واحدة من أبرز حالات المعاناة والتنكر لحقوق العمال في بلد تنهشه الحرب يوميا بشراهة.

هكذا هو حال أحد عمال شركة توتال الفرنسية في اليمن الذي يجسد واقع العشرات من زملائه الذين وجدوا انفسهم بلا مستحقات وهم من خدموا هذه الشركة بإخلاص وتفاني. أوضاع مأساوية يعيشها عمال شركة توتال الفرنسية في اليمن بعد مغادرة الشركة بسبب الحرب وترك عمالها بلا مستحقات ولا حقوق يواجهون مخاطر الحرب والموت ، ومتطلبات المعيشة.

منذ 14 سنة يعمل الموظف " صبري " مع شركة توتال ويعيش حياته بشكل طبيعي ومنذ مغادرة الشركة لليمن نهاية العام 2015م وانقطاع راتبه تحولت حياته إلى مأساة ومعاناة بعد ان عجز عن توفير متطلبات المعيشة الرئيسية لأسرته.

لجأ اليمني " صبري " لبيع أثاث منزله من أجل الحصول على لقمة العيش ، لكنه صرف كل ما بحوزته مع طول فترة انقطاع راتبه حتى الان، وعندما وجد نفسه شريدا انتقل مع اسرته إلى منزل ممثل العمال صالح جليدان للعيش هناك.

الهم يسكن صبري الذي يفكر كيف يوفر مصاريف ولادة زوجته التي تحتاج إلى عملية قيصرية ولا يجد من يسانده ويقف بجانبه بعد أن تعرضت ممتلكات ممثل العمال صالح جليدان للمصادرة حد قوله.

"نحن الآن بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء وعلينا ديون كبيرة " ... هكذا يختصر العامل عبدالعالم وضع عمال حراسة شركة توتال بعد انقطاع رواتبهم ومستحقاتهم.

وبنبرة حزينة يقول عبدالعالم : "خدمنا شركة توتال في أشد الظروف لكنها جازتنا بقطع الرواتب وسلب حقوقنا واستخدام العصابات المسلحة لملاحقاتنا وقتل ثلاثة من زملائنا.".

يعمل عبدالعالم مع شركة توتال منذ ثمان سنوات بجد ومثابرة ،وبعد انقطاع راتبه وجد نفسه مشردا هو وأسرته في محافظة تعز. بعد شهرين من انقطاع راتبه رزق بمولود معاق ( شق الحنك العلوي ) ولم يستطيع الرضاعة من والدته بسبب الإعاقة وقرر الطبيب له إجراء عملية جراحية في صنعاء فانتقل هو وأسرته إلى مدينة صنعاء مستأجرا شقة للسكن، لكنه عجز عن دفع ايجارها ، ليضطر للعودة إلى تعز لبيع اثاث منزله سعيا لفك ضائقته لكنه عاد ووجد منزله مسروقا .

ظل عبدالعالم منتظرا لرواتبه من شركة توتال ليحل مشاكله ويواجه التزاماته لكن ذلك لم يتم حتى الان ، لكن معاناة طفله توقفت بجهود ممثل العمال جليدان الذي نقله إلى احد المشافي لإجراء العملية حسب قوله .

تخلي وتنكر:

 قصة هؤلاء العمال الذين يعملون في حراسة مباني ومواقع شركة توتال باختصار بدأت عندما غادرت شركة توتال اليمن بسبب الحرب في نهاية ديسمبر 2015م دون اشعار عمال الحراسة الذي يحمون مواقعها وممتلكاتها أو دفع مستحقاتهم القانونية.

وقبل توتال كانت شركة G4S قد غادرت في يونيو 2015 وهي شركة أمن بريطانية كانت توتال تعاقدت معها بشأن الحماية الامنية وتوفير الحراسة. ومنذ فبراير 2016 انقطعت رواتب العمال الذين لم يكونوا يعرفون بمغادرة شركة توتال للبلاد، ومن حينها وهم بلا رواتب ولا مستحقات وتعرضوا لصنوف شتى من التنكيل والتهديد بهدف التخلي عن حقوقهم ومغادرة اماكن عملهم.

يستمر العمال في حراسة المنشآت والمواقع التابعة للشركة حتى اليوم رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها، ونفذوا عديد وقفات احتجاجية للمطالبة بحقوقهم، باذلين جهودا كبيرة مع جهات عدة معنية للمطالبة بحقوقهم حتى وصلوا الى محكمة العمال - اللجنة التحكيمية في وزارة العدل- .

قامت اللجنة التحكيمية بحجز المواقع والمباني الخاصة بالشركة حتى يحصل العمال على حقوقهم ،ولايزال هذا الوضع قائم حتى اليوم الا ان هناك مسلسل من المضايقات والتهديدات تطال المدافعين عن الحقوق من قبل نافذين وأجهزة أمنية في صنعاء بهدف منعهم عن مواصلة متابعة قضيتهم. وتتحدث هيئات عمالية عن ضغوطات تمارس على الجهات التحكيمية لتسليم مباني وممتلكات الشركة دون الوقوف العادل أمام حقوق العمال المهدورة.

ويشير العمال إلى أن الاشخاص الذين يدعون تمثيلهم لشركة G4S في اليمن لا يمثلون الشركة وأن مسئول في الشركة الام نفي في مراسلة الكترونية وجود ممثلين للشركة في اليمن. ويرون ان تعامل الجهات القضائية والمعنية مع اشخاص غير ذي صفة أمر خاطئ وغير مقبول.

حضت القضية باهتمام حقوقي من قبل الهيئات النقابية العربية والدولية " الاتحاد العربي للنقابات - الاتحاد الدولي للنقابات " وكذا منظمة العمل الدولية ومنظمة الامم المتحدة ، حيث تبذل جهودا لحل القضية مع شركة توتال الام.

مضايقات للمدافعين:

يقول أحد العمال نحتفظ بأ