:: ميون ترحب بانطلاق جولة مفاوضات يمنية بشأن الأسرى والمختطفين في مسقط       :: الأمم المتحدة: اليمن يواجه جوعا غير مسبوق وأكثر من نصف الأسر لا تأكل ما يكفي      :: مليشيا الانتقالي تهدد باختطاف شيخ مشايخ سقطرى      :: المهرة.. مكتب الصحة يطالب بتوفير الأدوية الضرورية للأمراض المزمنة     

محليات

كيف يخترق الحوثيون القبائل اليمنية ويسيطرون على مشايخها ويجندون أفرادها؟ 

       يمان نيوز - هنا عدن 15/08/2017 21:35:18
 
- مقدمة. - خطوات الحوثيين للاستيلاء على وعي القبيلة وتجنيد أبنائها. - الصفقات القذرة بين جماعة الحوثي وبعض مشايخ القبائل والنافذين فيها. - الفخ الذي يقع فيه مشايخ القبائل. ما يميز جماعة الحوثي هو التنظيم، والعمل الدؤوب والمنهجي، والهدف الواضح، المتمثل في السيطرة على المجتمع اليمني بكافة مكوناته. وللأسف فإن الكثير يلتحق بالحركة من باب المصلحة السياسية معتقداً أنه يستثمر وجودها وقوتها فيما الحقيقة أنه هو موضوع الاستثمار، وأنه من يتم استغلاله من قبلها، فالجماعة أقدر على استغلال الأفراد، بحكم أن لديها مشروع وقيادة وخطة عمل واستراتيجية طويلة المدى، فيما خطط الأفراد تكتيكية، وبعد أن تستوفي الجماعة غرضها من الفرد، وتنتهي الحاجة اليه، وتستعيد الجماعة ما منحته من امتيازات مادية ومعنوية وبشتى الطرق، ومنها إغراقه في المشاكل، وصولاً الى التخلص منه واحراق صورته داخل مجتمعه عبر تلفيق الكثير من التهم له. سنتحدث هنا عن خطوات الحوثيين للاستيلاء على وعي القبيلة اليمنية والسيطرة على قرارها وتجنيد أفرادها في القتال من أجل مشروع الإمامة وولاية (العَلم) أو القائد، والمتمثل عندها في عبدالملك الحوثي، وسنقسم تلك الخطوات الى مرحليتين: المرحلة الأولى/ ما قبل استيلاء الحوثيين على السلطة: - الدخول الى مجتمع القبيلة المُصغر (القرية) كأفراد (دُعاة) يحملون أفكار جديدة تسمى (المسيرة القرآنية)، شارحين نضالات الحركة وقائدها باعتبارها حركة ضد ظلم السلطة والوصاية الأجنبية على اليمن، ويقدمون أنفسهم كمظلومين وباعتبارهم يدافعون عن حقوق الشعب ولذلك تقمعهم السلطة وتزج بهم في السجون وتشن عليهم الحرب تلو الأخرى. - يستغلون عادات وتقاليد القبائل في شمال الشمال (في المناطق الجبلية) المناصرة للمظلوم والإرث المذهبي (الزيدي) المختلف مع بقية المجموعات الدينية، ويلعبون على وتر المظلومية داعين القبائل الى حمايتهم وتوفير البيئة المناسبة لهم لدعوتهم بوصفها مقاومة للظلم والوصاية ولمواجهة المجموعات الدينية المنافسة (إخوان وسلفيين). - يختارون أفضل الدعاة وأكثرهم خلقاً واستقامة وقدرة على كسب ثقة واحترام المجتمع والتغلغل فيه. - سرعان ما يترك أبناء المشايخ وبقية أفراد القبيلة أبنائهم يلتحقون بحلقات تحفيظ القرآن ودروس ما يسمى بالـ (المسيرة القرآنية)، على أمل أن يتعلم أبنائهم القرآن وأصول الإسلام، دون أن يدركوا أنهم يذهبون بأطفالهم الى التهلكة ومحارق الموت، فتلك الدورات ما هي الا مقدمة فقط لإعداد مقاتل عقائدي من نعومة أظافره. - كما أن بعض المشايخ وبالأخص منهم المنتمين والمحسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام يسمحون للحوثيين بالانتشار في مناطقهم كنوع من المقاومة للإخوان المسلمين بسبب الصراع بين حزب الإصلاح والمؤتمر، وباعتبار ان الفكر الحوثي الديني هو الأقدر على مواجهة الفكر الإخواني، دون أن يدرك ذلك الشيخ أنه ورط نفسه وقبيلته وأفرادها في فخ يصعب الخروج منه، وأنه وفي المستقبل القريب سيتحول أبناء قبيلته الى قتلى في صفوف مشروع كهنوتي إمامي وأرضها الى مقبرة مفتوحة وبيوتها الى أماكن عزاء وعويل. - عندما يتمكن الحوثيون في المنطقة يبدؤون في الانتقال من الدورات الدينية الى دورات عسكرية حيث يرسلون مجموعات من أبناء تلك القبيلة الى صعدة للتعلم على السلاح إضافة الى تلقي دورات دينية أعمق، والتي يطلب من الملتحقين بها أداء قسم الولاء لعبدالملك الحوثي بوصفة ولي ألله. - يعود أبناء القبيلة الى ديارهم من صعدة –بعد أن تم اكرامهم واستضافتهم وشرح بطولات وتاريخ الحركة لهم من مقاتلين قدماء بقصص أشبه بالأفلام الهندية- مُشبعين بتلك الأفكار الكهنوتية حاملين أسلحتهم التي تم صرفها للبعض منهم وهم يشعرون بنشوة وقوة، فالشاب الذي تعود على أن يعامله والداه كطفل أو شاب قاصر الفهم غير قادر على تحمل المسؤولية تعامله الحركة الحوثية باعتباره رجل مكلف، وهنا يجد ذلك الفرد نفسه ويحقق ذاته بعد أن تمنحه الحركة الحوثية سلطة ما ومسمى خاص (أبو فلان) ومسؤولية ما. - وبقدر توسع وانتشار الحركة داخل القرية أو المنطقة تتمدد سلطتها وصولاً الى نصب نقاط وعمل دوريات تحت ذرائع عدة أهمها (الأمنيات لكم وليست عليكم). - بعد نصب النقاط وظهور سيطرة الحوثيين بشكل علني يجد مشايخ القبائل وأفرادها أنفسهم رهائن بيد تلك الجماعة، بل ويجدون أن ولاء أبناء القبيلة وحتى أبنائهم