:: ما وراء تراجع شعبية المجلس الإنتقالي في الجنوب؟! (تقرير)      :: المجلس الانتقالي يفقد أبرز مناطق سيطرته جنوب شرقي اليمن في ذكرى تأسيسه السابعة.. هل حان وقت الانهيار؟      :: بلومبيرغ: سفينة حربية إيرانية تتحرك وسط تهديد الحوثيين بمهاجمة السفن      :: الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفاوتة وأجواء حارة     

كتابات

باسم الحكيمي ...اليمن ومستقبل العلاقة بين الرياض وأبوظبي

       23/08/2017 23:25:32

المشكلة اليمنية معقدة وشائكة فإذا كانت الحرب أخذت كل هذا الوقت لتزيد من التعقيد في المشهد اليمني وتنتج مزيدا من الاوراق واللاعبين فإن صناعة السلام في اليمن تحتاج مدى زمني مناسب وقد ياخد سنوات للتوصل الى تسوية شاملة ولايمكن ان تنجح اي صيغة للسلام في اليمن الا بتوفر عاملين رئيسين في الحد الأدنى 
الاول : توافق يسد الثغرات
والثاني : عدم استغلال اللحظة والاستقواء بأي عامل محلي كان أو خارجي لفرض توافق غير حقيقي يترك مساحة سخط وتذمر وشعور بالغبن لاي قوى او فئة أو منطقة أو مناطق
وفي حال تم ذلك فإن تلك الجهة التي تشعر بأن اللحظة لم تسمح لها بالدفاع عن حقوقها ومصالحها ورؤيتها لحل المشكلة ستعمل على إعادة تدوير المشكلة وتأزيم الوضع لتنتزع حقوقها وهو ما يعني الدخول في دورات عنف جديدة

لن يستقر الجنوب بهذه الصيغة العيدروسييه بل سيدخل مرحلة مظلمة لن نرى فيها سوى ما يتصاعد من حرائق العنف

هل يعتقد الجنوبيون أن أبو ظبي ستساعدهم على الاستقلال ومساعدة الجنوب لينهض وتستعيد عدن دورها التجاري باعتبارها نقطة صلة بين الشرق والغرب ؟!
هل انفقت الإمارات المليارات لتكون عدن البوابة التجارية للعالمية والمنطقة الحرة والميناء النشط لتلحق الضرر بدبي ؟!
هل ستساعد الجنوب لبناء دولة لديها ثروات عملاقة وموقع استراتيجي وشعب حر وجبار وعريق ليكن الجنوب دولة يحسب لها حساب وليس تابعا في جيب بن زايد ؟!
ما لكم يا أبناء عدن ويا أبناء الجنوب الا ترون ان هناك تصادم وتضارب في المصالح
فكروا قليلا لماذا تصر الإمارات على تصعيد الوضع في الجنوب 
لاشك لديها أهدافا غير معلنة نستطيع ان نحددها من المعطيات الموجودة
الامارات لا يهمها جنوب ولن تسمح بجنوب قوي موحد وإن أظهرت مرحليا انها تتبنى خيار الجنوب فقط لهذه المرحلة ثم ستكشر انيابها وتبدا بالعض السام
ماذا تريد الإمارات من الجنوب ؟!

من واجبكم شكر الإمارات إذا قررت ان تساعدكم لاستعادة دولتكم المزعومه
لكننا نخاف على مستقبل الجنوب ولا نعلم كيف سيكون
نخاف على وحدة اراضينا وعلى مستقبل التنمية 
نحن لا نريد جنوبا متصارعا ولا مجزءً ولا معلولا او منتقص من ارادته وحقوقه وسيادته
لماذا لا تطالبوا من الإمارات موقف صريح من الجنوب 
موقف يخرج الى العلن لا يظل موقفا تحت الطوالة او ورقة لادارة الصراع مع الرئيس الشمالي هادي !!
لماذا لاتطالبوا منها موقفا معلنا وصريحا تتعهد به بدعمكم للحفاظ على وحدة الجنوب 

لماذا لاتطالبوا منها موقفا واضحا تخرس كل الألسنة وتزيل الغموض حول مستقبل عدن التجاري وأنها لن تكون معطلة لها لصالح دبي او أنها تسعى لاحتكاره مدة مائة عام وتبديد كل الإشاعات التي تقول ان هذا الموضوع من اسباب عدائها لهادي رئيس اليمن

كل ذي عقل وبصيرة يدرك تصادم المصالح بين اليمن ( الجنوب ) وبين الإمارات
 
الإمارات ستجعل من جنوب اليمن كما عملت ايران في العراق
بلدا محطما منهارا لا يقوى على اتخاذ قرار سيادي في مصلحة الشعب 
بن زايد يسعى الى إمارات دولة اقليمية بنفوذ فعلي وليس فقط عن طريق وكلاء ويريد جنوب اليمن إمارة ملحقة بالديوان المشيخي في ابو ظبي
لذلك من يراهن اليوم على عيدروس وزمرته لبناء دولة مستقلة بإرادتها تحترم تاريخ بلدها ونضالات ابناءها 
وتستغل مقومات النهوض والمشاركة الإقليمية الفاعلة مخطىء و يشيح بنظره متعمدا عن رؤية الحقائق الواضحات

لا يمكن احتوى الحرب في اليمن وتداعياتها بتسوية سياسية عرجاء وعلى القوى الوطنية ان تصمد ولا تخضع لاي ابتزاز من وراء إشاعة هذا التأزم وعليها الا تقع في فخ المبادرة مرة ثانية

السياسة مصالح وينبغي ان تدير قياداتنا ونخبنا الوطنية سياساتها مع التحالف على هذا النحو وليس التبعية

فيما يتعلق بالاخوان فإن البلدين سياستهم واحدة وتجربة مصر خير دليل أدت الإمارات دورها في العلن فيما غيرها ظل يعمل بصمت وهو الاخطر 
القلق من الاخوان سعوديا أوسع وأشد سخونة منه إماراتيا
ولذا هم يتحركون لكن بحذر وفي الكواليس ويتركون للامارات الدور العلني فالتوجه السعودي لتهميش دور الاصلاح ليس من اجل عيون الإمارات بل لان الخطة وصلت الى مرحلة تحجيم دورا لاصلاح وبدء التضييق عليه بعد ان هيأوا المسرح في اليمن لعناصر اخرى ايضا تدخل في اللعبة ويتعزز حضورها وجميع الأطراف ستظل تتصارع سواء سياسيا او أمنيا او عسكريا او صراعا مفتوحا وكل الخيوط بيد اللاعبين الإقليميين والدوليين وبهذا سيكون الوجه الثاني للتنافس بين ابو ظبي والرياض هو السعي للإمساك بنسبة مهمة وحاسمة من تلك الخيوط

 التناغم بين الرياض وأبوظبي الذي نراه الان لا يعني تنسيقا استراتيجيا بقدر ما هو تقاطع مصالح مؤقتة 
صحيح شهر العسل بينهما بلغ الذروة في هذه الفترة لاسباب عديدة منها طموحات بن سلمان لتولي عرش المملكه لكن سيبدأ العد العكسي للمواجهة بينهما قريبا
فالمملكة دولة توسعية تريد ضرب الجميع لتكون هي الدولة المهيمنة على القرار في الشرق الأوسط الى جانب اسرائيل وساهمت في الحد من ادوار الدول المهمة في السابق كمصر والعراق وسوريا وغيرها كما ساهمت في تدمير بعضها وهي اليوم تسعى لترى تركيا وايران دولتين هامشيتين غارقتين في الفوضى والفشل  
ولنا فيما جرى بين السعودية وقطر خير شاهد وأوضح برهان
فالرياض التي هادنت التحول في قيادة قطر والترحيب بالأمير تميم و التمظهر بطي صفحة الخلافات بل والتنسيق في ملفات عدة بين البلدين واتخاذ مواقف متطابقة ودعوة قطر للمشاركة في الدفاع عن الحدود الجنوبية للسعودية كل ذلك وغيره كان يخفي نشاط سعودي دؤوب ومكثف للإجهاز على قطر وتصفية وجودها وسحق دورها الإقليمي واخماد حضورها المؤثر
وحين أعدت السعودية الظروف التي رأتها مناسبة لتنفيذ مخططاتها وجهت ضربتها العنيفة لدولة قطر في وقت لم يجف فيه بعد دم جنود قطر على الحدود الجنوبية للملكة
الإمارات تنشط وهي مرتاحة البال لا يوجد ما يقلقها وإن ظلت الحرب سنين لان التهديد موجه للحدود السعودية جنوبا ولان السعودية تتحمل الجزء الأكبر من تكاليف الحرب وهذا يجعلها متوتره

وكلما طالت الحرب خسرت أكثر 
وانسحب حضورها لصالح الإماراتيين لكن الجغرافيا تمنح السعودية افضلية على الإمارات لذا تعمد الى اطالة الحرب وإغراق الرياض في مستنقع الخسائر المالية والسياسية لتعويض ثابت الجغرافيا ومحاولة بسط نفوذ عبر وكلاء عديدون 

لكن السعودية دولة ماكرة لا يوجد لها حليف دائم وسياساتها متقلبة ومتغيرة وأسباب الصراع القديمة والجديدة بينها وبين الإمارات كثيرة تمنع إستمرار عشقهما 
قريبا ستبرز انياب بن سلمان
وسيتحول بوجه مفترس تجاه الجميع لن يقبل ان يكون ملحقا بعيال زايد وهو في اعلى هرم السلطة للملكة
يجري اليوم تسويات ملفات سوريا وليبيا والعراق وهذا سيمنح بن سلمان وقتا ومساحة للتفرغ لبقية الملفات ومنحها الوقت والجهد والقوة المناسبة
ولاشك ان الرياض تدرك العبث الذي تديره وتصنعه ابوظبي بمصالح المملكة في اليمن 
واستغلال الفراغ الراهن لصناعة هيمنة اماراتية كأمر واقع بما يضر بمصالحها
ولا استبعد ان تكون السعودية هي من تقف وراء التسريبات والمعلومات عن السجون الخاصة التابعة للامارتيين في عدن لغرض البدء بالتحضير لتقليم أظافر الإمارات بحملة إدانات قبل قضم أصابعها ثم كسر اليدين
الخلاصة توقعاتي في الملف اليمني سينقلب السعوديين على بن زايد بسرعة خاطفة وحاسمة لا يتوقعها فريقه تبخر مخططات بن زايد في الأعوام الثلاثة الاخيرة لان الوجود السعودي في اليمن وحجم تدخلاتهم وتأثيراتهم في القرار اليمني وصياغة معادلة الحكم اعرق وأعمق وهم اكثر فهمًا للمجتمع اليمني ولديهم ادوات كثيرة أهم وأبلغ اثرا من تلك التي حازها بن زايد في الآونة الاخيرة وجلبت عليه نقمة غالبية اليمنيين 
كما ان المعركة على اليمن ستشهد تصعيدا اكثر حدة من ذي قبل ليس بين الإقليميين فقط بل والدول الكبرى خاصة اذا تم ترتيب المشهد السوري والعراقي
خصوصا ان هناك موشرات على ترسبات في سوريا كما العراق بعد القضاء على داعش في الموصل 
طبعا لا يعني هذا انتفاء اسباب التوتر او القضاء على اسباب الاحتراب لكن انا اتحدث عن تسويات يديرها الكبار