:: عقب ايام من تفاخرهم بحرية التعبير ... مليشيا الانتقالي تلاحق كاتب وصحفي بسبب انتقاده لقيادات في المجلس      :: الانتقالي يهاجم الأحزاب الموالية للحكومة ويرفض عقد أي أنشطة لها بعدن      :: مركز الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية واضطراب البحر      :: هولندا تسحب فرقاطتها من البحر الأحمر.. "الحوثيون عنيفون جدًا"     

كتابات

مسلموا بورما : وإن خذلتمونا لن نعطي الدنية في ديننا

       م. ماجد الحاج الحميري 08/09/2017 23:49:37
م. ماجد الحاج الحميري .

مهندس كيميائي وطالب ماجستير في العلاقات الدولية

لقد سجل التأريخ لمسلمي بورما : أن الموت عندهم أسهل بكثير من أن يرضوا بأي دنية في دينهم ، فلم يسجل أن أحد أرتد عن دينه.
لقد سجل التأريخ أيضاً ان المسلمين يذبحون ويهجرون من بورما والمسلمين مشغولين بحصار قطر لأنها تدعم الإسلام السياسي على حد قولهم.

لقد سجل التأريخ أن أغنى دول المسلمين السعودية والإمارات حشدت طاقتها الإعلامية وسخرت كل سلكها الديبلوماسي لحشد التأييد في حصار قطر وكسب مواقف على الساحة الدولية بخصوص حصار قطر ولم تتتحرك حتى بتصريح من مسؤول رفيع يشجب ما يجري للمسلمين في بورما .
لا أدري أن أين هو الغضب المزعوم للملك سلمان الذي غضب للأقصى بحسب ما تداولته وكالات إعلامية سعودية وعربية أثناء الحصار المفروض على الأقصى وأين هي اتصالاته الواسعة التي زعم إعلامهم أن حل مشكلة الأقصى الأخيرة كان الملك سلمان هو البطل !
اين هي اتصالاتك الآن وأين غضبك لبورما يا جلالة الملك !

لايوجد بشر على وجه هذه الأرض سحق كما سحق المسلمون في بورما، ولا دينا أهين كما أهين الإسلام في بورما ولا خذلان اعظم من خذلان الأمة المسلمة للمسلمين في بورما .
أي ذل هذا وأي هوان ! 

مسلموا العالم لا يعلمون شيئاً من الذي يحدث في بورما ، نظراً للتضييق عليهم ولا يملكون وسائل إعلام فعالة ، والإعلام المسلم مشغول في سفاسف الأمور .
إنهم يعانون أسوأ النظم العسكرية بطشاً منذ عقود ، ورغم أن وجودهم عريق في هذه البقعة إلا أن الطغيان منذ اكثر من خمسة عقود لم يدع لهم أخضر ولا يابس، يقتلون يهجرون ،يعانون التعسف والإضطهاد بل الإستئصال حتى لا تبقى منهم باقية.

عشرة ملايين مسلم في إقليم أراكان الذي أحتلته بورما البوذية يتعرضون الآن لإبادة جماعية إجرامية وسط تعتيم دولي مريب؟؟!
أستشهد وجرح الآلاف وأضطر عشرات الآلاف إلى الهروب لدول آسيوية مجاورة والبقية تأتي!
وبالطبع لم نسمع صوتاً للأمم المتحدة ..المتحدة ضدالمسلمين.. ولا منظمات حقوق الإنسان الغربية التي تقيم الدنيا ولا تقعدها لو كان المتهم مسلماً ،أو كان الضحايا من الأوروبيين أو الأمريكان ، أما إذا الضحايا من المسلمين فأمر ليس بمهم عندهم!!

ولكن لماذا نلوم الآخرين إذ كان الدول الإسلامية نفسها لم تفعل شيئاً يذكر لإنقاذ هؤولاء المسلمين المعذبين في الأرض من بطش عبدة الأوثان في بورما.

مسلمو بورما قضية تشكل محنة كبيرة ، وهي كارثة إنسانية مهولة وجريمة عظيمة بحق الإنسانية و المجتمع الدولي الذي يتغنى بالحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، ولا تعتبر إبادة الجنس البشري في داخل بورما شأناً داخلياً يخص بورما لوحدها ، بل يستدعي إهتمام وعناية الجميع في العالم وأولهم وعلى وجه الخصوص المسلمين.

التسلسل التأريخي لمأساة مسلمي بورما:
القرن السابع الميلادي :دخول الإسلام إلى بورما على يد التجار المسلمين ،إلا أن هنالك روايات تأريخية تتحدث عن دخول يسبق هذا التأريخ بكثير.

عام 1420: تأسيس مملكة أراكان الإسلامية، والتي حكمها 48 ملكاً جميعهم من المسلمين على مدى 350 عاماً .

عام1784:سقوط مملكة أراكان وتحويلها إلى إقليم تحت إحتلال بورما البوذية، وبدء المذابح والتهجير ضد المسلمين .

عام 1824:وقوع بورما بكاملها في قبضة الإحتلال البريطاني الذي ساهم في تقوية البوذيين البورميين على حساب أقليةالروهنجاالمسلمة ببورما.

عام1942:تعرض مسلموا أراكان لمذابح وحشية ، على يد قومية الماغ البوذية، راح ضحيتها 100 الف مسلم جلهم من النساء والأطفال والشيوخ ، فيما اضطر نصف ملبون آخرون إلى الفرار خارج البلاد.

عام 1948: استقلال بورما عن بريطانيا بعد 100عام من الإستعمار ، مع منح مسلمي أراكان حق تقرير المصير إلا أن البورميين تنكروا لهذا البند حتى اليوم .

عام 1962:استيلاء الجنرال البورمي الشيوعي ني وين على السلكة عبر إنقلاب عسكري ، ليبدأ عهد جديد من الإرهاب والقهر والقمع الممنهج ضد المسلمين .

عام1978: اضطرار ربع مليون مسلم بورمي للفرار خارج البلاد بسبب اضطهاد الحكم العسكري الشيوعي الذي شجع البوذيين على اضطهاد المسلمين .

عام 1982:الحكم العسكري الشيوعي يصدر قانوناً يخرم فيه المواطنة البورميةبحجة أنهم مُوطّنون ببورما بعد عام 1982!واعطتهم بطاقات خاصة بدلاً من بطاقات المواطنة البورمية.

عام 1988: انتهاء حقبة حكم الجنرال ني وين وبعد26 عاماً متتالية ، وتمتع بورما بفترة حكم ديموقراطي قصيرة، قبل أن يسيطر الجيش على مقاليد السلطة من جديد إلى يومنا هذا .

عام 1991: السلطات الحاكمة تقوم بمذابح شرسة بحق المسلمين ، دمرت خلالها العديد من المساجد التأريخية بالبلاد، وقتل على إثرها آلاف المسلمين، فيما هجّرت السلطات البورمية 350 الف مسلم إلى دولة بنجلادشالمجاورة فراراً بحياتهم.

في عام 2001: مذابح جديدة بحق المسلمين قامت بها سلطات بورما الحاكمة بحجة حادثة الإعتداء على رهبان بوذيين تبين لاحقاً بأنهم أعضاء بالقوة العسكرية البورمية تنكروا بزي الرهبان، وكان هدفهم اثارة الفتنة بين المسلنين والبوذيين لإيجاد مبرر لقتل المسلمين .

عام 2012: مذابح مروعة في إقليم أراكان بها البوذيون ضد المسلمين راح ضحيتها االآلاف ، وقتل فيها عدد كبير من العلماء المسلمين في إقليم يعاني جل سكانه الجهل بأمور الدين الإسلامي عامة.
ويستمر القتل والتهجير طول السنين والأيام حتى يومنا هذا والأمة كل يوم أكثر هواناً .

لايوجد بشر على وجه هذه الأرض، سحق كما سحق المسلمون في بورما، ولا دينا أهين كما أهين الإسلام في بورما ولا خذلان اعظم من خذلان الأمة المسلمة للمسلمين في بورما .
أي ذل هذا وأي هوان 

المصادر
موقع الإسلام ويب 
موقع قصة الإسلام 
موقع وذكر .