:: مأرب.. 30 طالبة جامعية يختتمن دورة في ثقافة السلام      :: المهرة… قوات الأمن تنقذ مواطنين حاصرتهم السيول في مدينة الغيضة      :: مدير عام جمرك شحن يكرم عدد من موظفي المثاليين في ادارة الجمرك وعمال ساحة الشحن والتفريغ       :: السلطان محمد عبدالله آل عفرار يقدم دعما ماليا للمركز الصحي في يروب     

كتابات

صلاح الاصبحي ....26سبتمبر/ 21 سبتمبر : صراع الضد !

       09/09/2017 23:35:54


تشدك البدايات داخل الأطر الثنائية ليست المتناقضة وإنما الثنائيات التي تتصارع في جذوة وجذور الأصول المشتركة التي افترض أنه من الممكن تجيرها واستئجارها خارج سياقاتها وخارج منظومتها الحقيقية المثبتة فيها .
لكن حين تكون تلك الأصول الممتدة قد تعرضت للتشويه والعداء التاريخي المنصب في اقتلاع تلك الأصول الثورية التي بدورها اقتلعت نظاماً سياسياً كان يتهور في البقاء, وبنفس الأداة تعود تلك الآليات لتظهر بشكل مختلف كما لو كان مقتلعاً, كفكرة الاقتلاع والانتزاع لأفكار مهمة كفكرة الثورة لا تأتي إلا بالمسميات ذاتها كفاعل جديد يتخذ وسيلة مماثلة ومشابهة بالأصول المشتركة للوصول إلى نفس الأصول الأولى أو للوصول إلى ما قبل أن تخلق تلك الأصول اللامشتركة بين فكرة الثورة ومسمى ثورة.
المدى الزمني في الغالب يضع شروطاً غير محدودة لسُبل العودة لنقطة ذلك المدى غير المتجانس بين من يحمل الفكرة وبين من يحمل المسمى, حينها تحضر كل الأدوات المصاحبة لهذين المسارين المتضادين المنعكسين من ناحية والمتشابهين من ناحية أخرى, بين من يحمل فكرة الثورة كمجتمع وشعب وبين من يحمل ذلك المسمى كفئة أو كعائلة منتسبة إلى جذر ما, على عكس المجتمع المتشبث بالثورة وجذروه هي حضارة الأرض والإنسان على امتداد التاريخ والجغرافيا .
لن نتجاوز تلك العقود الخمسة التي قطعها هذا المجتمع قطعاً باتاً مع سابق عهده الذي يكن له عداءً مبرراً بينما الآخر يكن لشعب عداءً غير مبرر حين يرتضيه حاكماً عليه بطرق لا تؤدي إلا إلى الهلاك, فعبر القطب الإيجابي ممثلاً بالشعب هذه المدة بينما خفت القطب السلبي كخلايا ميتة في جسد هذه الأرض, ثم عاود نشاطه من جديد محدثاً شرخاً وألماً سرطانياً مخيفاً يحول دونه البقاء .
في ظل هذه التطورات الأخيرة وهي ذاتها ما تهمنا هنا كإطار عام وسياق خاص تتحرك فيه ثنائية الصراع الضدي : الفكرة والمسمى بين 26سبتمبر و21سبتمبر, تكمن التواشجات العسيرة وتكمن ذاكرة الطمس بين الفكرة والمسمى, وكيف يمكن التغلب؟ وهل خبأت الفكرة المسمى طوال هذه السنيين وأظهرتها في هذه الأثناء ؟ وهل من المعقول أن تأتي ديماغوجية 21سبتمبر تسطو على واقعية 26سبتمبر بكل هذه السهولة ؟ ثمة حيثيات لا منطقبة ترتبت على مجمل الأحداث طالما أنها تحركت بذات النسق والكيفية.
لم تأت الضدية العدائية لسبتمبر العظيم إلا بعد التيقن أنه قد ترسخ في الجذر الإنساني للمجتمع اليمني فشحذت النوايا وفاعليتها بخلق صورة أخرى مزيفة منه ولو من باب التسمية بغرض المحو أو التشويش أو خلق النسخة المحبطة لآمال سبتمبر الحقيقي بعد أن صار جسراً لا يمكن تجاوزه من قبل نظام سائد سابق لوجوده؛ فحال ما تمَّ له التنفس الصناعي لخمسة عقود مضت عاد "مُخَرِفاً" ومتهوراً ليستعيد إرثه المنتهي متناسياً الفعل الحقيقي لسبتمبر الذي جرده من وهم ذلك الإرث لحظة سباته العميق .
من الغرابة بمكان أن يحمل الخصم(نظام ما قبل سبتمبر) اسم عدوه ويرغب أن ينال شرفه لكن بفكرته المنتفض عليها ويصحو بعد السبات وبحوزته هوية جديدة (21 سبتمبر), وكله ثقة أنها مجدية للزيف والتربع ثانية بعد أن غمسها بجلسات أمام رئاسة الوزراء كوسيلة لابتلاع كل ما تمكن سبتمبر الحقيقي من إنجازه.
 ما بين 26سبتمبر/ 21سبتمبر خمس أيام حرفياً بالمعنى الواهم الذي تشير لقدرتها تجاوز خمس عقود فعلية وكأن هذا الواحد يظن أن تقدمه بأيام خمس سيأخذ نصيبه في طابور الحكم والسلطة, ومن هذه النقطة راح سبتمبر الضد يهش وينش كالمجنون زائد العته يجرف كل ما يمت لسبتمبر الحقيقي بصلة من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال, يسابق الزمن إجرائياً لافتراس الوطن الذي جسده سبتمبر في فترة خيالية, ويذرع الجغرافيا وكأنه يرغب بمحو الذاكرة السبتمبرية ذات العقود الخمسة .
نصب 21 سبتمبر العداء الأول للتعليم ومؤسساته في المدارس التي حولها إلى ثكنات وطلابها إلى مليشيات وفتح الباب على مصراعيه لتدهورها وتبني نظام الغش العبثي فيها, والمعاهد التي زعم ابن المزيف أنها تؤدي إلى الاختلاط والجامعات انهارت منظومتها وتحولت إلى قاعات لعرض صور الشهداء حيناً وإقامة حفلات الصرخة حيناً آخر.
سبتمبر المزيف تمكن بضربة حظ أن يستغل ما سمي بالهيكلة للجيش لينقض على الجيش ومحتوياته ويشتم مكوناته ويرتدي زيه فقد لإثبات عبثه به لا غير, الجيش الذي كان من المفترض أن يمثل درعاً ل26سبتمبر فبمجرد الانتهاء من تشفيره وحذفه إلى سلة المهملات بانت سوءته وغدا سبتمبر وحيداً يشكو مغبة النسيان, ولن يكتفي خصمه من ممارسة غيه عليه .  




بفضل 21 سبتمبر صرنا نسير في الشارع بأياد محملة: يد تمسك الفانوس ويد تحمل العصا لتهش الكلاب الضالة أو تتوقع غدراً محتملاً.
   وكلما استمرينا نقارن بين منجزات الضد؛ فسبتمبر الحقيقي أنجب الزبيري والنعمان والبردوني و دماج ومطهر الإرياني وإبراهيم الحمدي والمقالح وأبو بكر السقاف والفضول وأيوب طارش بينما أنجب سبتمبر المزيف محمد علي الحوثي والصماط وأبي بارعه والقحوم وأبي علي الحاكم والمداني ومعاذ الجنيد.
سبتمبر المزيف جعل من الجندي لواءً ومن الطيار "مقوتاً" ومن الأستاذ الجامعي حمالاً في مخازن المتاجر ومن الطفل "المتوكلي" مشرفاً على مراكز الامتحانات, كيف لهذه القفزات الهائلة أن يستهان بها وقد غدت اليمن بلداً لا يذكر بلا ثقافة ولا صحف ولا مجلات ولا أدب ولا فن, بلداً لا يدخله حتى كتاب واحد إلا بالتهريب, فهذا هو التهور بعينه .
أيها اليمانيون يا أحفاد سبأ وحمير, لستم أغبياء ولا معاقين بصرياً, لستم بحاجة لمن يخيركم بين حق وباطل, بين حياة أو موت, بين الحرية أو الاستبداد, بين القرن الواحد والعشرين أو البقاء في سنة الولاية, اعقلوا وتعقلوا ولستم بحاجة إلى مرشد أو قائد يأخذ منكم الوطن ويعيضكم عنه الجنة, الخيار لكم والأمر بيدكم.