:: نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا      :: مقتل شخص وإصابة آخر في اشتباكات مسلحة بالغيضة.. والأمن يتدخل      :: ناطق اعتصام المهرة: رحيل الشيخ الزنداني خسارة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية      :: بريطانيا: ملتزمون بدعم الجهود الأممية الرامية لإحراز تقدم تجاه إحلال السلام باليمن     

كتابات

سامية الأغبري... في ذكرى النكبة.. 3 سنوات من نضال الشعب ضد مشروع الإمامة

       21/09/2017 19:41:00

اليوم 21 سبتمبر 2014م, الحزن يخيم على صنعاء, بكت البلاد كما لم تبكِ من قبل, خيانة واستسلام, سلمت البلاد للمليشيات الطائفية.

 

قال صديق: كان الجنود على أهبة الاستعداد لمواجهة الحوثيين, أتت التوجيهات: سلموا, لا تواجهوا ! وأضاف: رأيت جنوداً يبكون حين طلب منهم عدم المواجهة, أحدهم كان يضرب الجدار برأسه وأخر يضربه بقبضة يده حتى أدماها, قالوا: لن نستسلم ! وسواء كان القرار حكيم أم انهزامي, فبالإضافة إلى ولاء كثير من قادة الجيش والأمن لعلي عبد الله صالح , كانت تعقد صفقات غير محسوبة العواقب وتقدم التنازلات ,سيقت المبررات منها تجنيب البلد الحرب وحقن الدم اليمني ولم يحقن الدم ولم تسلم البلاد.

 

من لديها إمكانيات مادية من الأسرغادرت العاصمة تحسبا لانفجار الوضع, وأخرى اشترت مؤونة تكفها لأشهر, أما الغالبية لن تستطيع شراء المؤونة أو المغادرة فاستسلمت لقدرها.

 

قبيل أيام من ذكرى ثورة الـ26من سبتمبر الخالدة تقع صنعاء في قبضة المليشيا، أصوات الرصاص والقذائف، اشتباكات متفرقة, قناصة يعتلون منازل أصحابها ينتمون لجماعة الحوثي يقتنصون الجنود؛ عشرات الجثث لمدنيين ولجنود ملقاة في الشوارع وعلى أرصفة المدينة ,منع الهلال الأحمر من انتشالها, وجوه الناس واجمة، خائفة , متسائلة مالذي يحدث؟ أكل هذا من أجل ألف ريال زيادة في أسعار المشتقات النفطية ؟ أم من أجل مواد في دستور مايزال مجرد مسودة ؟ لم تكن الجرعة, ولم يكن الدستور, ولم تكن مخرجات الحوار؛ بل تنفيذ لمخطط الثورة (المضادة), لكل ثورة أعداء: (نظام الحكم المثار ضده ،المنتفعين منه، وفي الحالة اليمنية أيضا من يريدون استعادة حكم أجدادهم البائد).


كانت الجرعة مجرد محاولة لكسب تعاطف وتأييد الناس لتحالف انقلاب (الحوثي- صالح), تماهى وتماشى مع مشروع الحوثي عدد من المثقفين والصحفيين, فأصبحوا المبشرين والمنظرين للنكبة, رحبت أقلامهم ومداخلاتهم الإعلامية بثورة الريف, دغدغوا أحلام البسطاء والفقراء بوعود العيش الرغيد الذي ستحققه ثورة ضد (الجرعة) قائدها ابن الريف الشاب القادم من الجبال (جيفارا العصر) عبد الملك الحوثي!

 

 البعض وهو يصفق للقادمين من الجبال, ولمن خلعوا بزاتهم العسكرية وباعوا شرفهم العسكري, ليرتدوا ثياب المليشيات - ظن أنه ينتقم من ثورة فبراير، ومنهم من كان يظن أنه ينتقم من الأحزاب السياسية و الحوار الوطني ومخرجاته - بشروا بالخير القادم فكانت نكبة21 سبتمبر.

 

الهدف كان واضحاً لمن أراد رؤيته, قبل أيام من سيطرة المليشيا على العاصمة كان الالآف من أنصار الإنقلاب يحتشدون في اعتصامات تزعم أن مطالبها إسقاط الجرعة, انتشر المسلحون على مداخل العاصمة صنعاء, حفرت الخنادق , ونصبت الخيام ونقاط التفتيش, وبدأت المواجهات على مداخل المدنية بين الجيش الوطني وبين المليشيات. من خدع من البسطاء أدرك أنها الإمامة الجديدة تحاصر صنعاء , رغم تصريحات قيادات حوثية تؤكد بأن الجماعة لاتريد السيطرة على صنعاء بل إسقاط الجرعة.

 

سفراء عدد من الدول وجهوا رسالة إلى زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي مطالبين إياه بالالتزام بالمبادرة الخليجية, ودعوة مجلس الأمن الداعية إلى الانسحاب من المناطق التي تم الاستيلاء عليها, وإعادة سلاح الدولة , لم يطل الوقت ليأتي رد الناطق باسم الجماعة محمد عبد السلام متبجحاً ومتهماً تلك الدول باعتراض طريق الشعب , وبدا وكأنه هو الشعب ,أو هو المتحدث بإسمه لا ناطق جماعة دينية طائفية ,وهو الشعب الذي وصفه في نفس التصريح بــ(الداعشي).

 

في مثل هذه الأيام 18 سبتمبر 1962 توفي الإمام أحمد واندلعت الثورة , وقاتل اليمنيون من اجل حريتهم , وفر البدر ومن تبقى من أسرة الإمام بعد هزيمتهم على يد الشعب , وأنهت ثورة 26 سبتمبر حكمهم إلى الأبد, لكن علي عبد الله صالح الذي لطالما ارتدى ثوب الجمهورية , وهو يحاول استعادة حكمه وينتقم من ثورة فبراير تحالف مع أحفاد الإمامة ومخلفاتها وسلمهم البلاد ليحيي أمل العودة إلى الحكم في نفوسهم, لكن الشعب الذي لن يقبل بهم كحكام هاهو يقاتلهم بكل الوسائل الممكنة والمتاحة, الشعب الذي أسقط أجدادهم لن يسمح لهم بالعودة والحكم مجددا.

 

 لثلاثة أيام ضربت المدفعية مبنى التلفزيون الرسمي واشتعلت النيران فيه, وحوصر الموظفون, تم السيطرة على مبنى التلفزيون وعدد من وسائل الإعلام الخاصة والحزبية و المؤسسات الحكومية, واقتحمت المنازل.. نهب الحوثيون كل شيء .. الخ.

 

ورغم هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد وخطورة الوضع لم يشأ شباب الحزب الاشتراكي أن تمر ذكرى ثورة 26 سبتمبر دون الاحتفال بها , وفي تحدٍ للمليشيات وبعد أربعة أيام فقط من السيطرة على العاصمة صنعاء احتفل الاشتراكيون بثورة الشعب المجيدة , أما