:: صنعاء تفرج على الطائرات المحتجزة وبشرى سارة للعودة جميع الحجاج اليمنيين      :: وزير الخارجية السعودي :يعلن التوصل الى اتفاق لانهاء الحرب مع الحوثيين و توقيع خارطة الطريق      :: وسط مخاوف من تصفيته.. ناشطون يطالبون مليشيا الانتقالي بالكشف عن مصير الجعدني      :: الضالع : إصابة ثلاثة جنود بصاعقة رعدية بجبهة تورصة بالازارق اسماء      

محليات

تسليم مؤتمر إب للحوثيين .. لماذا ومن المستفيد ؟

       17/12/2017 19:06:12
يمان نيوز -الجند-اب 

يجري تطويع حزب المؤتمر الشعبي العام في محافظة إب للوريث القاتل بشكل كبير ومتسارع من قبل مليشيا الحوثي التي أحكمت سيطرتها على المشهد داخل المحافظة وبالاشتراك مع قيادات الحزب التي تخلت عن زعيمها السابق بمجرد مقتله. 

بخطى متسارعة وبلقاءات مكثفة ينصهر حزب الرئيس السابق في إب داخل مليشيا الحوثي وبمساعدة قياداته الذين انغمسوا في مستنقع الخيانة والهوان منذ أول يوم انقلاب. 

لم يكن مستغرباً على قيادات مؤتمر إب الذوبان المفاجئ داخل الجائحة الحوثية بعد أيام من مقتل زعيم حزبهم، فقد اعتادوا على لبس الأقنعة وتغيير الشعارات بشكل متناهي في السرعة، بعد أن علّمهم كبيرهم ذلك في عشية دخول الحوثيين المحافظة منتصف أكتوبر 2014م حين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى متحوثين موالين للانقلاب من دون أي مقدمات.

كان المؤتمر الشعبي العام برئاسة صالح هو جسر العبور الذي عبرت من خلاله السلالية الهاشمية لحكم اليمن مرة أخرى، فتحت جلباب المؤتمر سكنت الهاشمية وترعرعت وعبر أطر المؤتمر نمت وتناسلت وتوغلت في الدولة وجعلت من المؤتمر واجهة لرجالها ووسيلة لانتعاشها، وذلك وفق تعبير ابن المحافظة الصحفي "عامر الدميني" الذي تطرق في عدة منشورات و تغريدات للمآل الذي وصل إليه المؤتمر بعد مقتل صالح.

خضوع تام واجتماعات متواصلة 
وسط خضوع تام من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام لمليشيا الحوثي الانقلابية ، تتواصل في محافظة إب والعاصمة صنعاء اللقاءات المكثفة مع القيادات المؤتمرية في المحافظة لتطويع قرارها وإخضاعها لمرحلة الاستفراد الحوثي بالمشهد في المحافظات الخاضعة لسلطة الانقلاب، ومحاولة وأد أي روح للانتقام داخل قواعد وتشكيلات الحزب. 

ففي الأمس القريب اجتمع رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى القيادي الحوثي "صالح الصماد" في العاصمة صنعاء، بالكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر في المحافظة، ومحافظ المحافظة المعين من الإنقلابيين، وفي اللقاء طالب "الصماد" كتلة صالح بإصدار موقف معلن باسم الكتلة يؤيد وأد ما أسماها الفتنة وقتل زعيمها، كما وجه القياديات البرلمانية للحزب بمواجهة أي تحركات داخل كيان حزب المؤتمر من شأنها فك التحالف بين شركاء الانقلاب، داعياً إلى نبذ الخلافات والتوجه نحو ما أسماه العدو الحقيقي الذي يستهدف الجميع دون استثناء. 

وحث اللقاء وفق وسائل إعلام مقربة من الحوثيين، على استمرار الصمود وتقديم الدعم للمقاتلين في الجبهات .

ووفق مصادر مطلعة فإن من المرجح أن يتم إخضاع نواب المحافظة عن حزب المؤتمر لدورات طائفية ومذهبية مكثفة أسوة بمدراء المكاتب الحكومية وأعضاء السلطة المحلية والقيادات المؤتمرية في المحافظات الذي جري ويجري إخضاعهم لتلك الدورات. 

وجاء هذا اللقاء تتويجاً للقاءات سابقة عقدتها مليشيا الحوثي لقيادات المؤتمر في محافظة إب، وحضرتها قيادات المؤتمر في المحافظات والمديريات ومركز المحافظة وفرع رئاسة الجامعة ركزت مجملها على تطبيع الأوضاع في المحافظة ووأد أي تحركات مؤتمرية معارضة للتوجه الجديد لفرع الحزب. 

طي صفحة صالح 
يسارع الحوثيون الزمن في طي صفحة الرئيس اليمني السابق وبناء واجهة جديدة للحزب قريب منها وخاضع لإدارتها، وكأن هذا الأمر قد تحقق بعد تطويع الحوثيون للشخصيات القيادية داخل الحزب وفرض إرادتها عليهم بالقوة بعد تصدير الخوف عبر سلسلة الإعدامات والاختطافات التي مارستها بحق قيادات الحزب في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى. 

طي صفحة صالح على الأقل لدى قيادات فرع الحزب في إب، عبّر عنها رئيس كتلة مؤتمر المحافظة في مجلس النواب النائب" عبدالرحمن معزب" الذي نفى في منشور له على صفحته في الفيس بوك، تطرقهم في لقائهم مع "الصماد" لحادثة مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مؤكداً بأن اجتماعهم كان من أجل مناقشة الاعتداءات على قيادات الحزب في المحافظة ووقفها. 

وأضاف معزب: يؤسفنا ما ذهب البعض من ردود أفعال، وكأن القضية مرتبطة باستشهاد الزعيم والأمين العام فهذا موضوع آخر لم يتم الخوض من قبلنا، مشيراً بأن محافظة اب جزء من اليمن وليست اليمن.

ذراع سياسية وقاعدة جماهيرية للتأجير 
حال حزب المؤتمر في محافظة إب بعد مقتل صالح وافتقاده للقيادة المحلية الكاريزمية ومحاولة تطويعه لصالح المشروع المليشاوي استدعت الكاتب ماجد الشعيبي القول بأن "المؤتمر لم يكن يوما حزبا سياسيا بالمعنى الحرفي لكلمة حزب". 

المؤتمر عبارة عن ذراع سياسية لصالح، طّوع الحزب كما يشاء ولما يريده هو أن يكون، صالح جمّع في مؤتمره ذوي المصالح والانتهازيين وربى فيهم الولاء لشخصه لا للمبادئ والقيم. 

وأضاف الشعيبي في تصريح خاص لموقع "الجند+": إنه وبمجرد رحيل شخص صالح انكشف هذا المؤتمر وظهر عاريا من دون أي حصانة تضمن بقاءه كحزب سياسي منظم وفاعل في الساحة اليمنية ..انهار الحزب في المدن الواقعة تحت سيطرت المليشيات وأغلب قيادات الحزب وأعضاءه تحوثوا واندمجوا مع الحركة الحوثية بطريقة غير مسبوقة.

وعن مؤتمر إب قال "الشعيبي": "بالنسبة لمحافظة إب كانت من أكبر الحاضنات الشعبية للمؤتمر فقد كان له زخم جماهيري ليس كحزب وانما بسبب كاريزما صالح وشخصيته المسيطرة، مؤكداً بأن ما يحدث الآن عبارة عن تأجير أو بيع هذه القاعدة الشعبية من قبل من يديرون المؤتمر في محافظة إب للحوثيين.

مضيفاُ: بأن قيادة المؤتمر في المحافظة تحولت إلى أداة طيعة بيد الحوثيين وكل هذا لأنهم قيادة انتهازية كانت أجيرة لدى صالح ولم يكن ولائها للحزب.

استياء عارم ودعوات صادقة 
انصهار قيادات الحزب داخل المليشيا ولقاءاتهم المكثفة بالقيادات الحوثية بغرض تطويع الحزب وتجييره لصالح المشروع السلالي، لاقى ردة فعل غاضبة واستياء ساخط من أنصار الحزب في المحافظة الذين عبروا عن استنكارهم الشديد للسقوط المدوي لتلك القيادات في مستنقع الخيانة والتواطؤ مع القتلة على حساب دماء قيادات المؤتمر وتضحيات أبناء محافظة إب. 

استياء أنصار المؤتمر في المحافظة عبّر عنه منشور للناشط (بلال منصور السالمي) في رسالة إلى تلك القيادات و المشايخ وأعضاء مجلس النواب: "ارحلوا عنا نعم ارحلوا و أريحونا من خوفكم الهزلي ..الوطن لشعبه وليس لمشايخ فقط على رؤوس الضعفاء، فلترحلوا الى الجحيم فو الله أنكم بصمة عار على كل أرجاء المعمورة. 

وأضاف السالمي: بعتم الزعيم واليوم تبيعوا الوطن عشان تأمنوا بطش من حاربناه ستة حروب وراح ضحيت حربه أكثر من 62 الف جندي.. أما أنكم أرانب وراح يقتنصكم واحد تلو الأخر".

من جهته وجه الناشط الإعلامي أحمد هزاع دعوة صادقة لأنصار الحزب بالالتحام في صف الوطن والجيش الوطني لتحرير اليمن من ربق الانقلاب واستعادة الدولة المصادرة. 

الوفاء للجماهير ليس ببيعها! 
في آخر انتخابات نيابية فاز حزب صالح بنحو 26 مقعد من مقاعد محافظة إب النيابية الـ 36 وبما نسبته نحو 67%، وهي النسبة التي تؤشر على حجم القاعدة الجماهيرية للحزب داخل المحافظة ذات الكثافة السكانية.

وفي انتخابات الرئاسة 2006م قتل 51 متظاهر من أنصار الرئيس اليمني السابق وأصيب العشرات في التدافع الذي جرى في الاستاد الرياضي أثناء المهرجان الانتخابي لصالح.

هذه القاعدة الجماهيرية وتضحيات أبنائها التي اعتمد عليها صالح في كل المناسبات والمحطات الانتخابية والأحداث التي شهدتها اليمن منذ 2011م وحتى مماته، يجرى الآن التنكر لها من قبل قيادات الحزب في المحافظة وبيعها بلا مزاد للوريث الحوثي الذي يتطلع إلى كسب هذه القاعدة الضخمة وتطويعها لمشروعه السلالي.

وبالعودة إلى السؤال المطروح من المستفيد في كل ما يحدث ؟..يجد كثير من المراقبين أن الدولة اليمنية الديمقراطية والتعددية السياسية ومحافظة إب وحزب المؤتمر الشعبي العام هم الخاسر الأكبر من هذه الجريمة التي تنفيذها من قبل الحوثيين وسط تعاون ومساندة من قيادات الحزب الذين كانوا يوماً ما أقرب المقربين من صالح .

 




متعلقات