:: أسرة محمد قحطان تعلن رفضها لتصريحات الحوثيين بشأن إطلاق سراحه وحياته      :: وزارة الشباب تدين اقتحام مكتبها بحضرموت ومنع مديره العام من ممارسة عمله      :: مكتب المبعوث: المفاوضات إيجابية والطرفان توصلا لتفاهم على صفقة تتضمن قحطان      :: مقتل طبيب في مستشفى شبوة العام علي يد قوات مدعومة إماراتياً     

محليات

انقلاب عدن يثير جدلا واسعاً في تعز

       03/02/2018 08:34:16
"انقلاب عدن" يثير جدلا واسعاً في تعز 

يمان نيوز -اقليم الجند 

أثارت الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن بين القوات الحكومية وميليشيا ما يسمى بـ المجلس الانتقالي (المدعوم من الإمارات) موجة جدل في أوساط الإعلاميين والناشطين في تعز، من خلال تفاعلهم على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وكالعادة تتباين الآراء في التعاطي مع الأحداث السياسية المحلية والدولية، فتوزعت المواقف بين من اعتبر ما حدث في عدن انقلاباً يستهدف الشرعية، وينسف جهود الحكومة الشرعية، والتحالف العربي الذي تقوده السعودية في إسقاط انقلاب مليشيا الحوثي واستعادة الدولة اليمنية، وخطوة نحو فصل الجنوب عن شماله وآخرين وصفوا ذلك بالعمل الثوري ضد حكومة بن دغر "الفاسدة"، ولا يستهدف الشرعية ووحدة اليمن.

وبين هذا وذاك ظهرت آراء تعتبر ما قامت به مليشيا المجلس الانتقالي هي مجرد رسائل لفصيل سياسي - في إشارة لحزب الإصلاح- وحققت أهدافها، فيما هناك من فضَّل الصمت وانشغل في مواضيع أخرى (رغم تفاعلهم مع أحداث مشابهة)، تجنباً لتسجيل موقف قد يؤثر عليهم، نظراً لحساسية المشكلة، وتداخلاتها الإقليمية كما يبدو.

ومن خلال متابعتنا للكتابات لاحظنا منذ بدء أحداث عدن أن غالبية آراء ومواقف الشارع "التعزي" كانت تحذر من خطوات المجلس الانتقالي على سير العمليات العسكرية التي تخوضها الشرعية ضد المليشيات الانقلابية، وأنها تمثل خدمة مجانية لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ووصفوا الاقتتال في عدن بقتال بين "الإخوة" يتطلب إيقافه على الفور.

وجاء بيان الحكومة متطابقاً مع ما ذهب إليه ناشطي تعز، إذ اعتبر ان ما حدث انقلاباً فاشلا على الشرعية، وخروجا عليها، ينسف جهودها في إسقاط انقلاب مليشيا الحوثي.

"الجند+" تابع ورصد بعضاً من هذه الموقف والآراء المختلفة والمتباينة في الأوساط الاجتماعية في تعز إضافة إلى الموقف الرسمي، تجاه أحداث عدن.  

* احداث مؤسفة 
جاء بيان محافظ تعز أمين محمود مختلفاُ عن بيانات محافظي المحافظات الأخرى الذين اعتبروا ما حدث في عدن تمرداً وانقلاباً، إذ أطلق نداءً أخوياً وإنسانياً، واصفاً ما حدث بـ "المؤسف". 

وقال البيان إن السلطة المحلية بتعز تعلن عن حزنها العميق لما حدث وما قد يحدث وينتج عنه من تداعيات سواءً على عدن الحبيبة أو توأمها تعز التي تخوض الآن أشرس المعارك ضد المليشيات الحوثية الانقلابية. 

ووجه نداءً أخوياً لقيادة المجلس الانتقالي للانضواء جميعاً تحت قيادة شرعية الرئيس المشير عبدربه منصور هادي، حيث قال، "نناشد ضمائركم الوطنية الحية إلى تحكيم العقل وتفويت الفرصة على أعداء الوطن الإنقلابيين مليشيات الحوثي التي تعتبر المستفيد الوحيد من توتر الوضع وعدم استتباب الأمن والأمان في عدن ومن ورائهم المشروع الفارسي الذي يتربص بالأمة العربية كلها وخاصة دول الإقليم .

* تمرد وانقلاب 
"انقلاب انتقالي عيدروس و هاني بن بريك و من التف حولهم من الغوغاء و دعاة الانفصال الجهوي، لا يختلف عن انقلاب الهاشمية السياسية الطائفي" بحسب الكاتب فيصل علي في مقال له بعنوان "يمنيون لا شماليون ولا جنوبيون". 

وقال فيصل، "بِتُ لا أطيق سماع كلمة انقلاب حتى و لو كانت في موزمبيق، الانقلاب أياً كان فعل غير إنساني، وأقل ما يفعله هو تجريف الحياة السياسية في أي بلد، وأكبر ما يفعله هو هدم الدولة و مؤسساتها على من فيها كما حدث في انقلاب الهاشمية السياسية في صنعاء 2014". 

وأضاف، كما قلنا للأولين؛ يمنيون لا زيدية ولا شافعية، نقول للآخرين؛ يمنيون لا شماليون و لا جنوبيون، هذه بلدنا و هذا شعبنا و كلنا جنود من مختلف مواقعنا ولن نستسلم للجهويين و لا للطائفيين، يمن واحد و قضية يمنية واحدة، و شرعية واحدة.

وتابع، لا يُدرك من يدعمون الانقلابات أن هناك أضرارا إنسانية يحدثونها في المجتمعات، وهناك مآسي لا يمحوها الزمن، هذه الانقلابات لعبة الفاشلين في أي مجتمع و في أي زمن، وهي خروج عن أهداف الشعوب وتراجع عن أي حداثة أو تقدم أو تنمية، ولذا فإن تجريم الانقلابات بات مسألة ضرورية ، يجب أن يقف ضدها الجميع، و تصدر بحقها عقوبات دولية، و يتدخل مجلس الأمن و الأمم المتحدة و كافة المنظمات الحقوقية و الإنسانية، الانقلاب يعني كارثة بكل المقاييس أينما حل و وقع.

ولفت إلى أن موقف الشرعية واحد من محاولة الانقلاب في عدن، حفظ الأمن و ردع المخربين و المتمردين، و لا لسفك الدماء، و هو موقف الحكومة و الجيش الوطني، لكن عيدروس و حزامه الإرهابي لا يفهم لغة السلام، و يضحي بالمساكين لأجل الأمجاد الشخصية، الانتقالي برمته بلا مشروع و بلا هدف واضح، و لذا سينتهون للأبد بعد أن سفكوا دماء أتباعهم و المواطنين العزل واستهدفوا الجيش و مؤسسات الدولة في عدن. 

وفي هذا السياق قال الكاتب وسام محمد، إنه لم يعد من المجدي القول أن نفس السيناريو الذي حدث في صنعاء إبان إسقاطها من قبل الحوثي يجري إعادة تطبيقه في عدن، لكن ما يلفت الانتباه في أمر كهذا هو أن المخرج واحدا. اطراف اقليمية بدعم دولي مباشر. 

وأضاف: بمقارنة الانقلابين, الحوثي الصالحي مع الانقلاب الذي ترعاه الامارات على أرض الجنوب, وتشابه المعطيات ونفس الاستراتيجية والتكتيك, تتضح الأهداف الكاملة لهذا العمل.

ولفت إلى أن الهدف الجوهري من انقلاب عدن يتمثل بالقضاء على المسار الثوري الذي انفتح في اليمن مطلع العام 2011 ضمن استراتيجية القضاء على الثورات التي أرعبت دول النفط بالقدر الذي أرعبت فيه العالم، إضافة إلى بث الفوضى و الاحتراب الداخلي على أسس طائفية و مناطقية. 

* رسائل لأطراف معينة 
القيادي الناصري بتعز، محمد الحريبي، اعتبر أن الأحداث الأخيرة في مدينة عدن ليست تمرداً، وأن المجلس الانتقالي لا يسعى إلى انفصال الجنوب. 

وقال "ما حصل في عدن مجرد رسائل رغم قسوتها، وجهت للعديد من الأطراف - في إشارة إلى حزب الإصلاح - ولم يكن من بين تلك الأطراف الرئيس هادي بالتأكيد. 

وتابع الحريبي في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "أتمنى من تلك الأطراف أن تكون قد وعت الرسالة وتعلمت من الدروس، كي لا يتم تكراره في مكان آخر". 

من جهته قال الناشط محمد مغلس، إن ألوية ما يسمى بالحماية الرئاسية لا تتبع المنطقة الرابعة وتدار من مأرب ونائب رئيس الجمهورية وغرف عمليات( ........) مشيراً إلى أنه لا يوجد قرار رئاسي بتشكيلها. وأضاف، "هذه إحدى الأسباب التي فجرت الأوضاع في عدن ومعالجة تبعية ألوية الحماية الرئاسية مقدمة لحل دائم وسحب هذه الألوية إلى خارج مدينة عدن والأحرى إلى الجبهات". 

وأضاف، أرادوا- لم يسميهم- أن تكون الحماية الرئاسية هي أدواتهم التي يتوغلون من خلالها في عدن والجنوب مثلما هناك ألوية عديدة ومسميات مختلفة في محافظات أخرى وحتى انتقل هذا الأمر إلى تعز التي أعلن عن وجود أول لواء حرس رئاسي فيها.

وواصل مغلس حديثه، "مثل هذه الألوية التي يتغطى بها طرف سياسي والتي لا تتبع عسكرياً المناطق التي تقع فيها وتدار من خارجها هي ألوية يتم إعدادها لما بعد إنجاز التحرير لفرض السيطرة من قبل بعض الأطراف السياسية التي تعبر عن توجهات دول إقليمية"

* وقف القتال 
أما الصحفي محمد سعيد الشرعبي، فقد اعتبر أن معارك عدن تنعكس مباشرة على جبهات الساحل الغربي أولاً وتعز ثانيا، واليمن عموما، وأشار إلى أنه مطلوب سرعة احتواء الموقف وإنهاء الاقتتال والعودة إلى جادة الصواب.

وأضاف، "لا داع لتأجيج الاقتتال مادام النهاية معروفة للجميع بلا استثناء، الأرجح ما يحدث في عدن لها علاقة مباشرة بمشروع إعادة هندسة الشرعية الذي يبشر فيه نائب الرئيس المقال خالد بحاح، وإعادة تقسيم المناصب العليا في الشرعية وتشكيل حكومة جديدة، وإشراك المجلس الانتقالي والمؤتمر جناح صالح.




متعلقات