:: السلطان محمد عبدالله آل عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى يلتقي قيادة نادي الجزع الرياضي ويقدم لهم دعماً مالياً      :: الجيش الأمريكي يقول إنه استهدف قدرات عسكرية هجومية للحوثيين      :: غارات جوية عنيفة تستهدف ثلاث محافظات يمنية      :: ناطق اعتصام المهرة يدين بشدة العدوان الأمريكي البريطاني على أربع محافظات بينها صنعاء     

محليات

تعدّد الجهات الأمنية يفاقم ملفّ الاغتيالات في عدن.. من المستفيد؟

       16/02/2018 14:10:23
يمان نيوز – الخليج أونلاين 

تستمرّ الاغتيالات في العاصمة اليمنية المؤقّتة عدن بشكل لافت منذ تحرير المدينة من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، في منتصف عام 2015، وحتى اليوم، حيث تشير أرقام غير رسمية إلى نحو 400 عملية استهدفت عسكريين وشخصيات اجتماعية ودينية، بل طالت المحافظ السابق، اللواء جعفر محمد سعد، ومحاولات وصلت لمسؤولين بارزين في الحكومة الشرعية.

وخلال العمليات الأخيرة برز التركيز على الدعاة وأئمّة المساجد، خصوصاً المحسوبين على التيّار السلفي وحزب التجمّع اليمني للإصلاح، حيث قُتل نحو 20 منهم، آخرهم خطيب وإمام "جامع الثوار" بالمعلّا، شوقي كمادي، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس دائرة التنظيم والتأهيل بحزب الإصلاح.

- هبّة شعبية

سلسلة الاغتيالات الممنهجة زادت من تعقيد المشهد الأمني في المدينة، والتي شهدت اشتباكات، نهاية يناير الماضي؛ بين قوات الحماية الرئاسية ومليشيا المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من الإمارات، التي أنشأت أيضاً قوات الحزام الأمني الذي لا تديره الحكومة الشرعية.

ردود الفعل الحكومية لم تكن بمستوى الموقف، فقد ناشد وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، أحمد عطية، الثلاثاء (13 فبراير)، عبر فيسبوك وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية التحرّك السريع لإنقاذ علماء ودعاة عدن، معتبراً هذه الاغتيالات التي تطول العلماء والدعاة "جرائم بحق الدين والوطن والإنسانية، يُراد منها بقاء المجتمع مظلماً من علمائه ودعاته".

أما محافظ عدن الأسبق، نايف البكري، والذي يشغل حالياً منصب وزير الشباب، فقد دعا إلى هبّةٍ شعبيةٍ ضد من سمّاهم "الأعداء والإرهابيين الجدد"؛ لاستعادة مؤسّسات الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية، في إشارة إلى المليشيات العسكرية والأمنية التي تم إنشاؤها بعد تحرير المدينة.

- سيطرة الدولة

"الخليج أونلاين" اتصل بوزارة الداخلية اليمنية لمعرفة من يقف وراء هذه الاغتيالات، على الأقل وفقاً للتحقيقات في العمليات السابقة، حيث اكتفى مدير الإعلام والعلاقات، العميد عبد القوي باعش، بالقول: "نحن جهة ضبطية ولسنا جهة قضائية".

وعن أثر تعدّد الأجهزة الأمنية (أمن عدن- الحزام الأمني - قوات التحالف - الحماية الرئاسية - المقاومة الجنوبية) على الاختلال الأمني في عدن أوضح باعش أن "تعدّد الوحدات الأمنية شيء طبيعي، لكن غير الطبيعي هو وجود وحدات أو مليشيا خارج إطار وزارة الداخلية".

وأكّد المسؤول اليمني أن "عدم توحيد الأجهزة الأمنية التي أفرزتها مرحلة ما بعد التحرير في إطار وزارة الداخلية هو المعضلة الرئيسية في بسط سيطرة الوزارة على الجانب الأمني، وأن الإرباك الحقيقي هو استمرار ذلك العبث الممنهج والمنظّم في تعدّد الصلاحيات الأمنية"، بحسب تعبيره.



الإمارات وموانئ اليمن.. أطماع الماضي تحققها الحرب

- تهريب الجناة

وأضاف باعش: "عندما تنصّب جهات أخرى نفسها بديلة للدولة وتتعامل مع أفراد أو جماعات خارج إطار المؤسّسات الرسمية هذا هو الغموض بعينه".

وبخصوص الأنباء التي تشير إلى تهريب جناة متورّطين في عمليات الاغتيال تم القبض عليهم سابقاً، قال: إنهم "في الوزارة لا علم لنا بذلك، وإن هناك جهات تعلن أنها ألقت القبض على مطلوبين، وهذه الجهات لديها سجون خاصة بها".

المحلل السياسي اليمني عبد الرقيب الهدياني، يرى أن "من يقف وراء هذه الفوضى الأمنية هو من صنع مليشيا خارج نطاق الدولة اليمنية؛ بهدف إضعافها وإفشال الحكومة الشرعية".

- تقوية المليشيا

وقال: إن "هناك طرفاً واضحاً يقوم بإخفاء الجناة وترك العمليات تذهب إلى حيث يريد في إغراق عدن بالفوضى وإشغال الحكومة والمواطنين والمكوّنات السياسية ببعضها".

وأضاف الهدياني: "والدليل أنه لم يُقدَّم حتى اليوم متّهم واحد، ولم يُحاكم شخص واحد في إطار هذه العمليات، رغم أن أمن عدن أعلن أنه تم القبض على الجناة في اغتيال الشيخ العدني، والقبض على الخلية التي اغتالت محافظ عدن السابق، ثم جرى إخفاؤهم".

وأوضح الهدياني في حديثه لـ "الخليج أونلاين" أن "الإمارات تعمّدت تكوين مليشيا المجلس الانتقالي والحزام الأمني لتسيطر على المشهد في عدن، وتدير المؤسسات الإيرادية كالموانئ، وتغيّب الحكومة بالمؤسسات، في مقابل تقوية نفوذ المليشيا الموالية لها من خلال منع الحكومة من مزاولة عملها وتعطيل مهامها، بل وصل الأمر إلى تشجيع التمرّد المسلّح على الحكومة، أواخر الشهر الماضي".

- موقف ضعيف

الهدياني أشار أيضاً إلى أن "ما يحدث في عدن يأتي في سياق استهداف الشرعية وإرباكها؛ حيث لم يُسمح للحكومة بالتواجد منذ تحرير المدينة إلا في نطاق ضيّق يحفظ قانونية تواجد الإمارات، التي تفرّغت لتعطيل الموانئ وتنفيذ أجندتها في الخط الملاحي بين حضرموت وعدن والمخا والجزر اليمنية".

ووصف الهدياني موقف الدولة اليمنية والحكومة الشرعية بالضعيف، حيث إن "صمتها أغرى الإمارات والمليشيا الموالية لها بمواصلة العبث"، متابعاً: "إلى اليوم لا يوجد صوت حقيقي يقول لهؤلاء قفوا.




متعلقات