ديمقراطية الحرب والحزب.!
قالوا في أنصار الله مالم يقله مالك في الخمر، وعندما اتضح لهم ان انصار الله هم الحوثيون الذين حذرنا منها كحركة ميليشياوية حينها وصفوها بالفتية ونعتوا الإصلاح الحزب السياسي بالغبي والجائر.
أرادوها معركة تصفيات بين شريكهم السياسي الإصلاح وبين هذه الحركة المتمردة.
اذعن الإصلاح لصوت السلم وجنب العاصمة صنعاء الحرب، فقالوا عنه جبان، وقليل من وصفه بالحكيم.
وعندما اعلن الاصلاح مواجهة الحوثي في تعز، قالوا الاصلاح يجرنا لحروب دمار، ولم يمض الا وقت قصير حتّى اصبح مواجهة الحوثي فخر، فاعلنوا انهم مع مقاومة المد الشيعي، في محاكاة واضحة للعاصفة، وحينها وفي تناقض عجيب ومريب قالوا الاصلاح متحالف مع الحوثي، وظل قليلي الحياء والحيلة يرددون بكل بجاحة ومن وسط مناطق الشرعية أن الحوثي اهون من الإصلاح.
يكررون نفس الاسطوانة المشروخة مع المليشيات التي كونتها دولة الإمارات في مناطق الشرعية بنفس الطريقة أنها فرصة للقضاء على حزب الإصلاح، ليس هذا فحسب ولكن اليوم الإصلاح وهو يعمل مع كل حزب او مكون تحت اطار الشرعية يقدم التضحيات من اجل الوطن، وبينما يوجهون سيل من الاتهامات له يمتدحون شريك تحالف الميليشيات الانقلابية في الأمس الذي رفض اعلانه العمل تحت يافطة الشرعية، وحينما تتبدل التهمة بمتمرد على الشرعية سوف يحاولون القاءها على الإصلاح الذي يتمسك بالشرعية خيارا وحيدا في استرداد الجمهورية والقضاء على الانقلاب والامامية الكهنوتية.
يتهمون الاصلاح بتوسيع دائرة الأعداء، وهو الذي كان شريكهم ونفخ في روحهم الخاوية بنبض الحياة حينما كانوا يتعرضون للوأد، بينما يعادون الإصلاح اليوم وهو شريكهم في الهم الوطني.
الاصلاح اليوم يعمل كلياً وليس مجزء، شريكا مع حزب المؤتمر الموالي للشرعية، والحزب الناصري الموالي للشرعية، وكذا الاشتراكي ووووو الخ.
بينما لا يوجد فرع للاصلاح يعمل مع الحوثيين، و إلا كانت النائحات شكلن في كل نوادي العالم منتجع للرقص على سيمفونية لا تصلح حتى للتمايل.
ماذا لو انهم ساندوا أنفسهم وأعلنوا من قلوبهم مساندة هذا الحزب الذي يواجههم فقط بميدان السياسية في معركتهم المصيرية لينتقلوا لمعركة ديمقراطية يرتفع فيها صوت الشعارات الوطنية، وليس الرصاص، ويسيل مداد الحبر وليس الدم.
مهلا... توقف قليلا... ماذا قلت انا؟
أوردت مصطلح ديمقراطية هنا، اذاً وحتما سأضع حد لمقالي لينكشف المستور عن هذه الاحزاب التي اصبحت تؤمن بالميليشيات للتقليل من أصوات يخشونها لتجعل المعركة الديمقراطية هي المشكلة التي سيعانون منها اذا ما آلت المعارك بعيدة عن الدماء حتى وان كان الضحية الوطن.
بكل اختصار إنهم يخشون الديمقراطية خشيتهم من الموت في سبيل وطن تغنوا به وأصبحوا دمويين للغاية. نشر في الموقع بوست