:: السفير طريق يسلم الخارجية الأذربيجانية نسخة من أوراق اعتماده.      :: مأرب: تصاعد المطالب بتصحيح أوضاع الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين      :: بدعم كويتي ...أمين محلي المهرة يدشن المخيم الطبي لجراحة العيون بالغيضة      :: جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً في المهرة تحتفي باليوم العالمي للمعاقين تحت شعار "قدرتي تفوق إعاقتي"     

كتابات

علي محسن الأحمر وجه الجمهورية الذي رفض وجه السيد ... شهادة للتاريخ

       علي البخيتي 24/05/2018 15:02:50

قبل حوالي أسبوع من اقتحام الحوثيين لمقر الفرقة الأولى مدرع في 21 سبتمبر 2014م أرسل عبدالملك الحوثي شقيقي محمد البخيتي –عضو المجلس السياسي للحوثيين- للتفاوض مع اللواء علي محسن الأحمر، وكانت الصفقة المعروضة من قِبلِنا –كنت لا أزال وقتها عضو في مجلسهم السياسي كذلك- تتلخص في منح "وجه السيد" وهو الأمان لعلي محسن ولأبنائه وممتلكاته ومن يريد من خاصته، ونسيان الماضي تماماً وفتح صفحة جديدة، مقابل أن لا يتصدى للحوثيين عند دخولهم صنعاء وأن يتوقف عن أي أنشطة تعارض حركتهم وتقدمهم العسكري وبالأخص أنه لم يعد وقتها قائداً للفرقة.
تحدثت مع شقيقي محمد قبل أن يتوجه للقاء اللواء علي محسن ولم يكن يدري أحد حينها عن ذلك اللقاء الا عبدالملك الحوثي وشقيقي وأنا، وقلت لمحمد اطرح له الموضوع بشكل لين وأسلوب لا يجرح كرامته على أمل أن يوافق على الصفقة.
ذهب شقيقي وعاد، والتقيت به، وبسؤالي له عن التفاصيل صُدِمت من رد الجنرال علي محسن، الذي كان مختلف تماماً عن ردود كل القيادات السياسية والعسكرية والمشايخ والوجهاء الذين وافقوا على الصفقة المتمثلة في "وجه السيد" وهذا هو الاسم الحركي للتسويات التي عُقدت مع كثيرين وأولهم الرئيس هادي والرئيس السابق صالح ومحمد اليدومي وصادق وحمير الأحمر وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال هنا للحديث عنهم.
***
الرئيس هادي مثلاً قبل صفقة "وجه السيد" قبل دخول صنعاء، ونقل له العرض حسن الحمران والعقيد زكريا الشامي في منزله بالستين وشمله هو ووزير دفاعه اللواء محمد ناصر أحمد وابنه جلال وطاقمه ومن يريد من الآخرين، ولي عودة في مقال لاحق لشرح تفاصيل صفقة الحوثيين مع هادي ووزير دفاعه وملابساتها وصولاً للانقلاب عليه والإهانة التي تلقاها من مهدي المشاط والتي كانت الشرارة لكل ما لحق من أحداث.
***
ولاحقاً كان أهم من قبل بالصفقة بعد دخول الحوثيين صنعاء بأشهر هو الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي مُنح كذلك "وجه السيد"، وكان صالح يؤمن أنه اذا ما غادر صنعاء سيُمكن الحوثيين من التغلغل أكثر داخل المجتمع ومؤسسات الدولة، ورأى أن الشراكة معهم بعد العاصفة وان كانت بشكل غير ندي أفضل من خيار المغادرة وترك الساحة لهم، وبالأخص أن تاريخه كرئيس جمهورية سابق لأكثر من 33 عام إضافة لكونه رئيس أهم وأكبر الأحزاب يفرض عليه الكثير من المحاذير ويلزمه بالكثير من المتطلبات أمام تاريخه وجمهوره ومحبيه وكوادر الحزب ومقراته ووجوده داخل جهاز الدولة المدني والعسكري، وفي الأخير قُتل صالح واقفاً وهو يدافع عن خيارته ووعوده لجماهيره بأن لا يخذلهم أو يغادر الوطن وصاغ بأحرف من ذهب ودم ملحمة من ملاحم الجمهورية ضد مشروع التخلف والكهنوت الإمامي ستشكل أسطورة ونموذج يُحتذى به.
***
قال لي شقيقي محمد: رفض علي محسن العرض وكان يحدثه وهو مبتسم، بسمة الواثق من خياراته، الحاسم في قراره، والذي لم يفكر لبرهة واحدة في العرض ولم يقبل حتى أن يُمنح فرصة للتفكير وموعد لاحق ليرد، بل إنه بدا مستغرباً –وبقليل من التلميح كذلك- أن من ينقل له ذلك العرض أحد أبناء القبائل وسليل أسرة مشيَخية –يفترض أن تكون ضد الإمامة انسجاماً مع تاريخها ومكانتها الاجتماعية- وليس أحد القادة "الهاشميين" الحوثيين المعنيين أصلاً والمستفيدين حصراً من الحرب انتصاراً لمشروع أحقية البطنين بالحكم و"ولاية والأمر" وتوزيع صكوك الغفران باسم "وجه السيد".
قال علي محسن لشقيقي: يا ولدي حاربنا الإمامة لعقود طويلة وسأحاربها حتى آخر نفس في حياتي، فرد شقيقي: تعرف يا فندم أن المعركة محسومة ولا أمل لك بالانتصار فيها فالكل ضدك، أجابه علي محسن: لا تهمني النتيجة بقدر همي ألا أخون الجمهورية في آخر أيام حياتي، وإذا هُزمت في هذه المعركة فالحرب جولات كثيرة وهذه ليست آخرها.
***
انتهى اللقاء عند ذلك الحد وقال الجنرال لشقيقي: أبلغ علي أخوك تحياتي، وأضاف جملة أخرى لم يبلغني بها شقيقي محمد وقتها لخشيته من تأثيرها علي، لكني سمعتها من الفريق علي محسن نفسه عندما زرته في العاصمة السعودية الرياض، وبعد عناق حار سألني حينها هل أبلغك محمد أخوك برسالتي لك، قلت له نعم: ابلغني تحياتك لي، سألني وماذا غير التحية؟، أجبته لا شيء، ابتسم وقال: لقد قلت لشقيقك محمد أن يقول لك أني متيقن أنك لن تبقى مع هذه الجماعة السلالية وقريباً ستنقلب عليهم عندما تعرفهم على حقيقتهم فمثلك لا يمكن أن يستمر معهم وها أنا اتابع مقالاتك منذ أشهر وأنت تقوم بدور مهم في تعريتهم، وعدد لي بعضاً من كتاباتي عنهم وصداماتي معهم ومنها قضية "البطانية" وموقعة "المقلى" يوم احتجاجنا على إخفاء محمد قحطان، ودفاعي عن منازل قادة حزب الإصلاح مثل حميد الأحمر وتوكل كرمان وغيرهم، ليؤكد