وزير الخارجية العماني: الشعب الفلسطيني يعاني كارثة إنسانية وعلى العالم القيام بدوره

قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، إن الشعب الفلسطيني يعاني من كارثة إنسانية شاملة. فقد قتل ما يزيد عن 30 ألفًا منذ أكتوبر الماضي.نجد قصصا مأساوية عن حديثي الولادة يموتون جوعا. قطاع غزة بأكمله يعاني من المجاعة وهذا أمر فوق الوصف.

 

وأضاف البوسعيدي، في مقابلة مع سي إن إن:  لم يحدث هذا بسبب كارثة طبيعية أو مرض.بل هو من صنيع القوات الإسرائيلية.وهذا ناتج عن حرمان الجانب الإسرائيلي لشعب غزة من ضروريات الحياة الأساسية.

 

وتابع: هذا من فعل دولة إسرائيل في انتهاك كامل للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. لا يسعنا إلا تسليط الضوء على مثل هذه الحقائق - نستنكر إسرائيل باعتبارها المعتدي والمحتل. 

 

وأكد البوسعيدي ضرورة أن يقدم العالم تعويضات عن أرواح الأبرياء التي فقدت والدمار الذي لحق بها. وقد دعا الرئيس بايدن الإسرائيليين إلى عدم التوجه إلى رفح.

 

وقال: العالم كله يطالب إسرائيل بعدم اجتياح رفح. أعتقد أن ما حصل لحد الان يكفى.وسأوافق على دعوة نائبة الرئيس هاريس لوقف إطلاق النار الآن. 

 

واعتبر وزير الخارجية العماني أن هذا الوقف سيسمح هذا بتدفق المساعدات برا،كما سيسمح أيضًا بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الباقين بسلام،وليس عن طريق الحرب. ثم يمكن أن تبدأ عملية السلام وإعادة بناء الحياة التي احيلت الى دمار. بعد وقف إطلاق النار،يتعين على المجتمع الدولي العمل بسرعة وشجاعة من أجل سلام دائم.

 

ورداً على سؤال حول قدرة أمريكا على الضغط على الإسرائيليين في هذه المرحلة، قال الوزير العماني: في التسعينيات،وبفضل شجاعة وحكمة وزير الخارجية آنذاك،جيمس بيكر،عقدت الولايات المتحدة مؤتمرا دوليا أدى في النهاية إلى اتفاقية تاريخية بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

وأضاف: أعتقد أن الولايات المتحدة لديها القدرة على فعل الشيء نفسه تمامًا في الوقت الحاضر. كان من المفترض أن يؤدي ذلك إلى إنشاء دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب في سلام مع إسرائيل،فيما نسميه بحل الدولتين.

 

وتابع: لم نحقق هذا الهدف أبدًا لأن الزعيم الإسرائيلي الذي تحلى بالشجاعة للاستجابة لمبادرة الوزير بيكر ،رئيس الوزراء إسحاق رابين،اغتيل على يد متطرف إسرائيلي معارض للسلام. ثم تم عرقلة التقدم نحو الحل الشامل من قبل حكومات متعاقبة يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي.

 

وحول دخول المساعدات لقطاع غزة قال البوسعيدي: الطريقة الوحيدة للحصول على تدفق المساعدات بأسرع ما يمكن هي من خلال إقامة وقف إطلاق النار. أعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة،خاصة عن طريق البر ،لأن سكان غزة يحتاجون إلى المياه والغذاء والدواء والوقود،ولا يمكن توفير ذلك إلا بكميات كافية عبر الطرق البرية،من خلال المنافذ المختلفة المتاحة.

 

وتابع: ليس فقط من خلال رفح،ولكن من خلال المنافذ الأخرى المختلفة في كل مكان. لذلك أعتقد أن هذا ما يجب أن نطالب به جميعًا من الإسرائيليين ونمارس الضغط لتحقيقه على وجه التحديد. 

 

وأكد وزير الخارجية العماني أن الاحتلال يقوم باستخدام التجويع كسلاح، وقال: أعتقد هذا ما يحدث.ليس أنا فقط من يقول ذلك،بل إن المجتمع الدولي بأكمله ووكالات الأمم المتحدة تشهد على سياسة متعمدة التجويع والحصار على سكان غزة.

 

وحول إمكانية عقد مؤتمر سلام دعا له الوزير العماني سابقاً قال: عتقد أنه إذا استطعنا أولاً إعلان وقف إطلاق نار فوري والمضي قدمًا بسرعة،ولهذا السبب دعونا إلى عقد مؤتمر سلام دولي جديد لإكمال المهمة التي لم تكتمل في التسعينيات،المهمة التي بدأها الوزير بيكر ورئيس الوزراء رابين وزعماء الفلسطينيين في التسعينيات.

 

وأضاف ان المؤتمر يهدف إلى ترجمة إرادة المجتمع الدولي لحل الدولتين إلى أفعال،من خلال الاتفاق على الترتيبات اللازمة والاتفاق على الضمانات المطلوبة لاستدامته ، واتفاقية سلام دولي،سواء اليوم أو غدا.

 

وقال العالم كله يردد مرارًا وتكرارًا،لا توجد طريقة أخرى لتحقيق سلام دائم على المدى الطويل إلا من خلال إقامة حل الدولتين.سواء كانت هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية أم حكومة إسرائيلية مستقبلية،أعتقد أنه لوقف دائرة العنف ووقف الإرهاب ووقف القتل وإنقاذ الأرواح ،نحتاج إلى وضع هذا الهدف نصب أعيننا وتحويله إلى أفعال.