تقرير فؤاد المقرعي
غادر الدكتور احمد الحيدري ركن الخدمات الطبية للواء الثامن عمالق في البرح الى التحيتا نتيجة تعينة مدير مستشفى التحيتاء بالحديدة وكان الدكتور/الحيدري الوحيد الذي قدم خدمات طبية وعلاجية الى اهالى البرح وكان بلسما لجراحهم واوجاعهم وامراضهم في زمن الحرب والظروف القاسية والصعبة التي حلت بالأهالي والوطن .
وكان مغادرته البرح ترك اهالي البرح في حزن مرير على رحيل طبيبهم الخاص الذي اعيد لهم الحياة السعيدة نتيجة تواجده بينهم. .
إذن فمن الم الفراق تنسج منطقة البرح دموع الوداع ؛وتفيض المشاعر بأنين الوجع ،وذلك لفراق اعز انسان وارحم قلبا عرفته الطبيعة في زمن الحرب .
حيث استطاع استاذ الاخلاق ،وطبيب الفقراء أن يساوم بحياته تحت ظلال الحرب ،يشاطر اهالي البرح كل امراضهم واوجاعهم ،يقدم الخدمات الطبية في اول صفوف الحرب ،يجوب بسيارته الاسعاف بين ارتال الاطقم والمدرعات لأنتشال الجرحى ومعالجة المرضى .
يذود بنفسة بين كل الجبهات ،شاردا بحبه واخلاقه وبعمله الانساني النبيل لأنقاذ اخوانه وتقديم مايمكن تقديمه،
الدكتور احمد الحيدري خاطر بنفسه في احلك ظروف ومهمات الصعبة في خدمة الانسانية ,منذو أن دقت ساعة الحرب على ابواب العاصمة عدن ،وهو يجر عربته الطبية في معالجة الجرحى حتى لاح تحريرها .لم تقف عربته العلاجية الطبية داخل عدن ولكن واصل مشواره الانساني الرائد النبيل في الخوض غمار تضميد جراح الانسان وتخفيف من اوجاعهم من عدن حتى تعز ووصولا الى الساحل الغربي التحيتا .
بعد تحرير عدن تحرك الدكتور احمد الحيدري الى باب المندب ذباب مع اللواء الثامن عمالقة ،حتى كانت اخر محطته الاخلاقية والطبية في ربى البرح التى سقاها ادبا يمزج الاحياء ،وبشر اهلها صفاء روحه الطيبة الممتلئة بالإبتسامة التي تروق بين محياه وعرفهم الرحمة التى تجول في قلبه.
ولم يبرح البرح إلا وترك له بصمات خيريه وانسانية وعظيمة وخالدة على مر التاريخ .
هكذا استطاع دكتور الانسانية ،ان يساهم في توفير كافة حواسة ووظيفته لخدمة مجتمع تربع بين تربته وقيعانه ،فعاشرهم بأدب وإحسان وأطيب معاشرة ،فكان الطبيب الذي يعالج مرضهم بحالات لاتنسى ،وصافحهم بعبق الالفة والاحترام ،وتلمس معاناتهم على مسافة احوالهم واغراضهم ،ناشدا فيهم السلام والحب ،ينذرهم ببقاء العافية ،ينشدهم الوقار والطمأنينة ،ويعاين الاوجاع للفقراء والمساكين الذين ذماهم الزمن الجائر ،
حمل نصب عينيه خير لمحطة رحالة البرح التي اثابها نعيم خدماته الطبية المجانية التي يمدها على مواقع اهاليها ،يشاركهم الوجع والالم والدموع ويحاول ان يخفف مابهم من معانات ,وينطق الاجلال لحياتهم المتواضعة.
فمنذو أن اعرفت البرح دكتور الانسانية لم تلقاهم متوسلين لغيره ،كونه الدكتور الأنسانية المواضب في عمله ليزرع روح أمل الحياة السعيدة عند الفقراء والضعفاء ,ويغامر لتستقر الحياة ويعيد الابتسامه التي افتقدوه لاهالي في زمن صوت البندقية التي تدوى ارض الوطن،
صوته ندى يغمر وجه الطبيعة الخلابة ،محله التواضع والاعتزاز بالنفس ،لم يساوم لاجل مال او شهره ،بل كانت الانسانية والضمير الحي موجد في قلبه هذا من جانب والجانب الاخر هو الولاء والانتماء للوطن الغالي
وبهذه النشوة الحميمة اصبح ذلك الدكتور في منطقة البرح ،ملقب بدكتور الفقراء والمساكين ،لانه امتزج الرقة والوقار ،اهتدى لثوابت الحق الذي كان وراء حقيقته الوضاءة
وعلى تلك المعالم الناصعة ارادت الاقدار ان يكون هناك انتقال مفاجىء لمعسكر الثامن عمالقة الى مديرية التحيتا ،وعند داع الرحيل وعزفت اوتار الفراق ،كانت مفاجاءة تهاوت على سكان البرح ،حيث كانت اخر لحظات فراق دكتور الانسانية ،ممزوجة بالالم والحسرة على فراق اعز انسان تولد من فطرة الحب والوفاء والاخاء وكان لهم بلسما يعالج جراحهم واوجاعهم وامراضهم.
ومن تلك اللحظات الخجولة ،استقوى الندم على ابواب الفراق ،وشاهد اهالي البرح بصمات تحاورهم على مشارف الرحيل ....
نعم رحلت يادكتور احمد وتركت نهلا من دموع من كنت لهم بلسما لجراحهم واوجاعهم على فراقك
ما اصعب فراق خير انسان عرفته البرح واهلها ،
كان الطيب منك ياخير طبيب
محى البين ربى البرح
وهاجر الطهر والنقاء والرحمة والانسانية من بلدة كانت تحتضن رجل المهمات الصعبة
رحلت ياكتور من البرح وتركت نظما من البكاء والدموع المبحوحة بالانين فقراء ومساكين البرح الذي كتب عليهم الاقدار ان يعيشوا في الآلام الجحيم بعد رحيلك .
رحلت يادكتور احمد فقالت البرح سنبكي فراقك على مسافات من الزمن وسنتذكرك مادامت روح الحياة تنبض في قلوبنا
لمتابعة أخبار
يمان نيوز عبر التليجرام اضغط
هنـــــــــــــا