يمان نيوز- متابعات
قالت مجموعة الأزمات الدولية إن فورات العنف الممثلة في الصراع داخل معسكر القوى التي تقاتل تحت يافطة التحالف، الذي تجسد في تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي على الحكومة اليمنية، إلى جانب الاستهداف الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، والذي استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو النفطية؛ إن فورات العنف هذه فتحت مساراً نحو السلام.
وأشار تقرير للأزمات الدولية، إلى أن تفاقم العنف داخل معسكر الشرعية من جهة، واستهداف الحوثيين لمنشآت سعودية من جهة ثانية؛ أفرزت فرصاً للسلام، منها اتفاق الرياض بين الحكومة والانتقالي، إلى جانب شروع السعودية في تخفيف حدة العنف مع الحوثيين عبر حدودها.
وأوضح التقرير أن الرياض وسّعت دائرة الحوار مع المتمردين الحوثيين، عبر تقليص ضرباتها الجوية في اليمن، فيما أوقف الحوثيون جميع هجماتهم على السعودية، فيما ذكرت وكالات أنباء عالمية أن هناك مبادرة أوسع لخفض التصعيد بين السعودية والحوثيين يجري نقاشها الآن.
وقال التقرير إن تسوية سياسية وطنية باتت في إطار الممكن، في حال تمكن اتفاق الرياض والمبادرة السعودية – الحوثية من الصمود، وتمكن وسطاء الأمم المتحدة من إدماج هذه التطورات في مسار تفاوضي واحد.
وأشار التقرير إلى وجود صعوبات في طريق التوصل إلى تسوية سياسية وطنية في اليمن، لافتاً إلى أن ذلك سيتطلب إنهاء التدخل العسكري الذي تقوده السعودية وجسر الانقسامات الكبيرة بين العديد من المجموعات المسلحة والفصائل السياسية في البلاد.
ولفت إلى أنه من الممكن أن تنهار المفاوضات بين السعودية والحوثيين من جهة، ويفشل اتفاق الرياض بين الحكومة والانتقالي من جهة، مؤكداً أن الصراع سيتعمق في حال حدوث ذلك، إذ ستكثف السعودية وإيران صراعهما على النفوذ، وسيتفكك اليمن أكثر فأكثر ويتحول إلى دويلات متحاربة لكل منها داعمها الدولي.
وفي حال نجاح اتفاق الرياض يقول التقرير، فإنه لن يؤدي فقط إلى منع المزيد من الاقتتال بين الفصائل المعادية للحوثيين، بل إنه سيفضي إلى حكومة يمنية أكثر تمثيلاً يمكن للسعوديين أن يدفعوها باتجاه اتفاق سلام على المستوى الوطني.
وذكر التقرير أن العلاقات بين الحوثيين والسعودية تحسنّت بعد الهجوم على منشآت أرامكو، ذلك أن البرجماتين داخل التيار الحوثي تخوفوا من الانجرار إلى حرب إقليمية يقفون فيها إلى جانب طهران.
وقال إن الحوثيين وجدوا فرصة مع حدوث هزة في الرياض تمثلت في الهجوم على منشآت أرامكو؛ لتغيير مسارهم، حين أعلنوا في منتصف سبتمبر عن تعليقهم من جانب واحد للضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية، وطلبوا من السعوديين تعليق ضرباتهم وتخفيف القيود المفروضة على الواردات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، والتي عانت من نقص في الغذاء والوقود بسبب الحصار الذي تفرضه السعودية.
وأضاف التقرير بأن الرياض ردت بشكل إيجابي، فقلّصت هجماتها عبر الحدود على مناطق معينة، وسهلت دخول الواردات من الوقود، وأعادت فتح قناة خلفية للحوار ذُكر أنها تطورت إلى محادثات مباشرة.
وأوضح التقرير أن الذي دفع السعودية لمحادثات مع الحوثيين، هو صدمتها من الرد الأمريكي على الهجمات على منشآت أرامكو في السعودية، الذي كشف عدم إمكانية الاعتماد على المظلة الأمنية الأميركية، إلى جانب إدراكها الأثمان المحتملة لصراع مفتوح مع إيران.
ولهذا السبب تحاول الرياض ضمان ألا يصبح اليمن بؤرة أكثر قابلية للانفجار على حدودها الجنوبية، ومع إدارك السعوديين أنهم حتى لو لم يكن باستطاعتهم إلحاق الهزيمة العسكرية بالحوثيين، فإنهم ينبغي على الأقل أن يدقوا إسفيناً بين المتمردين وداعميهم الإيرانيين من خلال تقديم حوافز مالية وسياسية لهم، وفق تقرير مجموعة الأزمات.
وأشار التقرير إلى أن قرار الإمارات بالانسحاب من اليمن دفع السعودية إلى إنعاش المحادثات مع الحوثيين، ذلك أن الرياض وجدت الحاجة أكثر من أي وقت مضى لإنها الحرب في اليمن.
وأوضح أن هذه التطورات مجتمعة تشكل مساراً نحو تسوية سياسية في اليمن، وفي أفضل السيناريوهات المحتملة، سيلتزم المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي باتفاق الرياض. وفي الوقت نفسه، سيحول السعوديون والحوثيون عملية خفض التصعيد بينهما إلى مسار رسمي ويتفقان على كيفية الحد من نفوذ طهران، وكلا الخطوتان ستعززان من موقع الحوثيين البراغماتيين وتطمئن السعودية بأنها تستطيع دعم عملية سلام في اليمن دون تعريض مصالحها للخطر.
وقال التقرير إن هذه المعطيات ستمكن الأمم المتحدة بدعم من القوى الإقليمية، وخصوصاً السعوديين، أن تتوسط في محادثات بين حكومة هادي التي باتت أكثر تمثيلاً من جهة وبين الحوثيين من جهة أخرى، وسيكون الهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار ومن ثم إلى تسوية سياسية على المستوى الوطني.
لكن تقرير الأزمات الدولية يرى أن هناك الكثير مما قد يفُشل كل هذا، فصاروخ حوثي ي