:: القوات الأمريكية تؤكد إصابة سفينة نفط بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون في البحر الأحمر      :: الأرصاد يصدر توقعاته خلال الساعات القادمة ويحدد محافظات ستشهد هطول أمطارا رعدية      :: انهيار كبير للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية في ظل لا مبالاة الرئاسي والحكومة      :: إصابة ثلاثة من قوات الانتقالي إثر هجوم بطائرة مسيرة في أبين     

محليات

يمان نيوز- متابعات

ما الذي يحاول فعله خالد بن سلمان في حرب اليمن؟

       26/11/2019 13:11:50


ما الذي يحاول فعله خالد بن سلمان في حرب اليمن؟


سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الضوء على الدور الذي يلعبه خالد بن سلمان في إخراج السعودية من الصراع باليمن، والذي ورطها فيه شقيقه ولي العهد محمد بن سلمان. وتساءلت المجلة عما إذا كان بإمكان هذا الأمير الصغير في السن تحقيق هذا الإنجاز.

وبحسب تقرير المجلة، فإن خالد بن سلمان سافر الأسبوع الماضي إلى العاصمة العمانية مسقط، من أجل لقاء السلطان قابوس بن سعيد للتحضير لمباحثات رفيعة المستوى مع الحوثيين المدعومين من إيران، الذين سيطروا على القصر الرئاسي في صنعاء في يناير/كانون الثاني 2015، وأجبروا الرئيس المدعوم من السعودية، عبدربه منصور هادي على الهرب.

تفويض لإنهاء الحرب
وتابع: "يمثل هذا الاجتماع تتويجا لمباحثات سرية مباشرة مستمرة منذ 3 سنوات بين السعودية والحوثيين". ونوه إلى أن مهمة الأمير الدبلوماسية في اليمن تبعث بإشارة قوية على تغير سياسة الحرب التي انتهجتها المملكة، وتمثل انعكاسا على التزام بسلام شامل نهائي، وإدراك بأنه لا يوجد حل عسكري للصراع، بحسب ما قال أبوبكر القربي، وزير الخارجية اليمني السابق.

ومضت "فورين بوليسي" تقول: "جرى تفويض الأمير الأصغر من شقيقه بالتفاوض لإنهاء الحرب، التي بدأت منذ 5 سنوات مضت، في وقت أصبح لا يمكن فيه تحمل التكلفة السياسية والعسكرية والإنسانية للصراع ، مع زيادة التعاون العسكري الإيراني مع الحوثيين، وفي الوقت الذي أصيبت فيه السعودية بالإجهاد من صراعها الإقليمي على النفوذ مع طهران".

ولفتت المجلة إلى أن "مساعي إنهاء حرب اليمن حظيت بالزخم في أعقاب سلسلة من الهجمات على منشآت نفطية سعودية، آخرها هجوم جريء في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي باستخدام صواريخ وطائرات بدون طيار على اثنتين من المنشآت النفطية تسبب في تعطل نصف الإنتاج النفطي وكشف مدى هشاشة المملكة الغنية بالنفط".

وتابع التقرير: "هوت الحرب باليمن، أفقر بلد في الشرق الأوسط، إلى الجحيم، مع تعرض أكثر من 10 ملايين نسمة إلى خطر المجاعة، كما أن أكثر من 80 بالمئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية ماسة".

وأشارت إلى أن الصراع، إلى جانب إعدام السعودية لجمال خاشقجي، كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية العام الماضي، مزقا علاقة الرياض بالكونغرس الأمريكي وقوضا مساعي ولي العهد لإظهار المملكة في صورة بلد حديث متمدن قادر على تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية والثقافية والدينية التي صورها في رؤية 2030.

وبحسب المجلة، فإن "المبادرة الدبلوماسية تشكل اختبارا لخالد بن سلمان، صانع السلام الشاب الذي يفتقر إلى الخبرة، وتم تعيينه سفيرا للسعودية لدى الولايات المتحدة في أبريل/نيسان 2017، عندما كان لا يزال في أواخر العشرينيات من عمره، لكن فترة خدمته في واشنطن طغى عليها إدارته للرد السعودي على مقتل خاشقجي".

وبحسب التقرير، فقد وصفت "واشنطن بوست" نفيه المتكرر والكاذب في نهاية المطاف لمسؤولية السعودية عن قتل الصحفي السعودي بأنها "حملة ملحمية من الأكاذيب".

وأردفت المجلة تقول: "في فبراير/شباط، تم تعيينه نائبا لوزير الدفاع (خالد بن سلمان)، حيث تولى مسؤولية إدارة الأولوية الأمنية الأولى للسعودية: الحرب في اليمن".

واستطرد التقرير: "كان يجب عليه التوصل إلى صفقة لإخراج السعودية من حرب مدمرة، مع تأطير أي اتفاق على أنه انتصار سياسي لأخيه الأكبر، وفق ما ذكره أكثر من 10 مراقبين دبلوماسيين ومسؤولين أمريكيين وأجانب وخبراء تحدثوا إلى المجلة".

ونوه إلى أنه "في وقت سابق من هذا الشهر، حقق خالد بن سلمان أول إنجاز دبلوماسي رئيسي له حينما أشرف على ترتيب لتقاسم السلطة في اليمن يهدف إلى إنهاء القتال بين حكومة هادي المدعومة من المملكة والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات".

وأشار التقرير إلى أن "السعوديين يراهنون على أن الصفقة يمكن أن تقوي علاقات السعودية مع الإمارات، حتى يتمكنوا من تركيز اهتمامهم على مواجهة الحوثيين".

وزاد: "يُنظر إلى خالد بن سلمان، الذي تدرب كطيار مقاتل في الولايات المتحدة، بين بعض المسؤولين الأمريكيين، باعتباره رجل سياسي يدرك تماما المعايير الغربية".

ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي بارز، قوله عن خالد بن سلمان: "إنه يستمع بالفعل ويبدو أنه يأخذ بما يتم اقتراحه من أجل تعديل أفكاره أو حتى استخدام تلك المقترحات في بعض الأحيان". بينما يرى آخرون أنه "جزء من الشخصيات السياسية التي تستمد تأثيرها بشكل أساسي من عضويتها في العائلة المالكة السعودية".

تهيئته للعب للقيادة
وبحسب المجلة الأمريكية، فإنه "رغم سمعة خالد بن سلمان في واشنطن تضررت بسبب اتصالاته المزعومة مع خاشقجي في الفترة التي سبقت اغتياله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، إلا أنها لم تؤثر على سمعته داخل المملكة". وأضافت: "مع ذلك، فقد واصل مسؤولون بارزون في إدارة ترامب، بما فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو، مقابلة خالد بن سلمان في هذا العام".

ومضى التقرير يقول: "منذ تصعيد شقيقه، تم تهيئة خالد بن سلمان من أجل لعب دور قيادي. وبعد إنهاء عمله بالطيران، تم تعيينه مستشارا مدنيا بارزا في وزارة الدفاع السعودية. وفي 2016، انتقل إلى واشنطن للعمل في السفارة والدراسة في جامعة جورج تاون. وبعدها تم تعيينه سفيرا للسعودية لدى الولايات المتحدة، وهو أحد أهم المناصب الدبلوماسية للمملكة".

وأردف: "بصفته سفيرا، كان خالد بن سلمان مسؤولا عن العلاقات الأمريكية - السعودية، لكنه كان يركز بشكل خاص على سياسة الرياض في اليمن. وعندما حصل على منصب نائب وزير الدفاع بداية هذا العام، أصبحت الحرب أولوية القصوى".

ونقل التقرير عن مسؤول بارز في إدارة ترامب، قوله: "خلال مناقشة مع مسؤولين أمريكيين حول الحرب المثيرة للجدل، كان خالد بن سلمان مستجيبا للمخاوف التي أثارها المشرعون الأمريكيون حول التورط الأمريكي". وأضاف: قليلا من الاهتمام يعتري خالد بن سلمان بشأن التأثير الفعلي لتصويت الكونغرس على سحب الدعم الأمريكي، والذي سيكون ضئيلا، مقارنة بالرسالة السياسية التي يعنيها.

وبحسب قول المسؤول للمجلة، فإنه "طالما أوضح خالد بن سلمان للمسؤولين الأمريكيين أنه حتى إذا سحبت واشنطن دعمها لحرب اليمن، لن توقف الرياض حملتها بسبب الخطر الكبير عليها".

ومضى التقرير يقول: "منذ أن بدأت الحرب، كانت السعودية مترددة في الانخراط بمباحثات مباشرة مع الحوثيين، معتمدة على سلسلة من وسطاء الأمم المتحدة الذين يسعون لمباحثات بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والحوثيين".

وتابع: "مع مرور الوقت، أصبح واضحا، ليس للسعوديين فقط، بل وحتى للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، أن القرار 2216 ، الذي يعترف بالرئيس هادي كزعيم شرعي ويطالب الحوثيين بتسليم الأراضي والأسلحة التي استولوا عليها في صنعاء، غير واقعي وغير قابل للتنفيذ".

وزاد يقول: "في الوقت نفسه، أوجد السعوديون في سرية قناة خلفية للتواصل مباشرة مع الحوثيين عند الحاجة". وأشار إلى أن محمد الجابر سفير المملكة لدى اليمن كان قد بدأ مناقشات مع كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام، على هامش محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في الكويت في 2016".

ونوه إلى أن "هذه المحادثات أسفرت عن اتفاق لوقف الأعمال العدائية وإنشاء لجنة للتخفيف من حدة التصعيد والتنسيق في مدينة الظهران الجنوبية بجنوب المملكة السعودية، حيث كان على المسؤولين الحوثيين واليمنيين مراقبة الالتزام بوقف الأعمال القتالية. لكن هذا الترتيب سرعان ما تلاشى بعد أن شنت قوات الحوثيين هجوما صاروخيا على المنشآت في يناير/كانون الأول 2017".

وواصلت الولايات المتحدة وبريطانيا الضغط على السعوديين والحوثيين لإعادة فتح المحادثات مع استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية. وحسب ثلاثة مصادر دبلوماسية مطلعة، مرر السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، رسائل بين السعوديين والحوثيين، بحسب المجلة.

وأكدت أن "خالد بن علي الحميدان، المدير العام للمديرية العامة للمخابرات السعودية، استمر في تبادل رسائل (واتساب) مع عبد السلام". وفي سبتمبر/أيلول، سافر حسين العزي، (الذي نصبه الحوثيون نائب وزير الخارجية لهم)، برا إلى العاصمة العمانية مسقط، والتي كانت بمثابة قاعدة دبلوماسية غير رسمية للحوثيين"، بحسب مصدر دبلوماسي.

المجلة الأمريكية أشارت إلى أنه في تلك الأثناء، ساعدت الحكومة البريطانية في ترتيب رحلة إلى عمان الأردنية، حيث التقى العزي بنائب الحميدان. وبعد وقت قصير من اجتماع عمان، في 20 سبتمبر/أيلول، أعلن الحوثيون وقف جميع الهجمات العابرة للحدود ضد المملكة وتعهدوا بإدامة هذا الوقف إذا وعد السعوديون بوقف الضربات الجوية.

وذكرت أن السعوديين لم يوافقوا على وقف الضربات الجوية، لكنهم قللوا من عدد الهجمات الجوية على أهداف الحوثيين. من جانبهم، استمر الحوثيون في شن هجمات ضد المصالح السعودية. حيث استولت قوات الحوثي مؤخرا على سفينة سعودية، إلى جانب سفينتين أخريين، في البحر الأحمر.

سئموا من الحرب
وكان تقرير لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، قد أكد أن الحوثيين والسعوديين على اتصال دائم عبر الفيديو خلال الشهرين الماضيين. وقال التقرير إن الجانبين يناقشان إمكانية إعادة فتح مطار اليمن الرئيسي في صنعاء وإنشاء مناطق عازلة بين الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن والحدود السعودية والسعي لدفع الحوثيين لإعلان انفصالهم عن إيران.

ونقل التقرير عن مصدرين دبلوماسيين قولهما: إن مسؤولين سعوديين وحوثيين كبار عقدوا محادثات مباشرة في مسقط، على هامش اجتماع خالد بن سلمان مع السلطان العماني. وحظي التواصل السعودي بترحيب من الحلفاء، الذين سئموا من خوض حرب بلا نهاية ويشعرون أن الوقت قد حان لإبرام صفقة مع الحوثيين.

ونقلت "فورين بوليسي" عن فيليب ناصيف، من منظمة العفو الدولية، قوله: "لقد وصلوا إلى هذه المرحلة لأن السعوديين والإماراتيين يواجهون سلسلة من العقبات غير المتوقعة في اليمن بما في ذلك حقيقة بسيطة مفادها غياب أي تقدم عسكري لتغيير الوضع الراهن لصالحهم".

وبحسب التقرير، فإن مباحثات القناة الخلفية صدمت بعض المسؤولين في الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية، والذين وجدوا أنفسهم خارج إطار المباحثات. كما قام السعوديون بتهميش وسيط الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، رغم دعم الأخير الكبير للعملية كان يمكن أن يساهم في إعطاء زخم لجهود الوساطة التي يبذلها.

ونقلت المجلة الأمريكية عن مصدر يمني رفيع، قوله: "لقد تم إخراج الحكومة اليمنية من الصورة، وفي اعتقادي أن هذا أمر خطير للغاية. كان من الأهمية بمكان الحفاظ على دور الأمم المتحدة كوسيط رئيسي. أي محاولة لعرقلة عملية الأمم المتحدة ستنتهي بنا جميعا إلى القفز إلى الهاوية".

ووفقا للتقرير، يظل المسؤولون الأمريكيون أكثر تفاؤلا بشأن احتمالات السلام، لكنهم غير مستعدين للتنبؤ بانتصار دبلوماسي. كما نقل عن مسؤول بارز بإدارة ترامب "لا نريد أن نكون متفائلين للغاية، لكن كل شخص أعرفه يقول: إن الأمر يسير في الاتجاه الصحيح".

المصدر :صحيفة الإستقلال

 




متعلقات