و ما أدراك ما عدن..!؟
أكثر من ست سنوات مضت منذ أن تخلصت عدن و طردت مليشيا الهمج و الكهنوت الحوثية الإيرانية.
حين تحقق لعدن ذلك، أعلن عنها أن تكون العاصمة المؤقتة للدولة . و بهذا كانت عدن موعودة بمستقبل أزهر، يعيد مجدها الزاهر، فكونها ميناء ؛ كان ذات يوم ثاني أشهر ميناء في العالم، و أنها أصبحت عاصمة،و معنى ذلك أن تصير محل العقل من الجسد، وعدن بهذا ستكون عقل الجمهورية، فإليها ستنتقل القيادة العليا للدولة، و في ربوعها ستستقر الحكومة ، و من عدن ستدير أمورها، و ستقوم بكل شؤونها المدنية و العسكرية، الداخلبة و الخارجية، و في قلب عدن و ضواحيها ستأخذ المؤسسات و المرافق العامة و الخاصة مواقعها، و تقوم بنشاطها، وتنهض بأنشطتها . وستستعيد عدن ألقها، و تستأنف تألقها ؛ لتنطلق تجدد تاريخها الاقتصادي ، و التجاري ، و الثقافي و المدني، و تستأنف مسيرتها في البناء و التعمير و التنمية ؛ لا حصرا عليها، و لكن تمددا إلى كل المحافظات.
فمن الذي حال بين عدن، و بين تمكينها من أخذ زمام المبادرة، و استئناف الدور الوطني؟
و من الذي قيد فاعليتها من أن تقوم بدورها كعاصمة ؟
من الذي سلبها ميزاتها، و مميزاتها؟ فما عادت مدنيتها مدنية، و لا أمنها أمنا، و لا ميناؤها ميناء، و لا مطارها مطارا، و لا دورها الريادي رائدا، و لا الإعلان الذي أقر بأن تكون عاصمة أصبحت به عاصمة!؟
من حال، و منع مدينة عدن، أن تكون عدن التي يعرفها الإنسان و التاريخ، و الحاضر و الماضي!؟
من عمل على أن يسرق منها كل ذلك، فنشر فيها الفوضى، و أخاف أمنها، و سلب مدنيتها، و جعل منها مسرحا ممنهجا لاغتيالات كوادرها، و بث الرعب فيها!؟
من وراء هذه الاغتيالات؟ و ماذا يريد من يقف وراءها بتركيزه في جرائم الاغتيال على كوادر نوعية و متخصصة؟
ألا ترون أن من يقف وراء هذه الاغتيالات الوحشية، أنه يغتال عدن بجرائم اغتيال مزدوجة، و ذلك باغتيال وتدمير مؤسساتها و مدنيتها و بنيتها الإدارية و الحضارية كما يغتال أبناءها و يمعن في استهداف كوادرها !؟
الأحزاب السياسية، إلا من رحم الله صمتت صمتا غريبا أمام كل تلك الجرائم، و كأن بعضها تقايض الصمت بوهم تأمله في الحصول على رضا جهات هنااااك..!
لكن مايزال الأمل قائما بأن تعي و تستيقظ، و إلا فمن يتبنى قضايا الجماهير، إذا غابت عند أهم قضايا الجماهير ..!؟
عدن لن تموت ؛ و سيموت كل من أراد لها الموت، إنها تقاوم بروح يمتلك نفسا طويلا، و إرادة صلبة، و ستستعيد كل ما سرق منها أو سلب، كما استعادت استقلالها من أعتى مستعمر عرفته البشرية. و كما ستستعيد اليمن؛ كل اليمن حريتها و كرامتها و ثورتها بإسقاط مشروع إيران وأداتها الحوثية المرتهنة
التعليقات