:: ناطق اعتصام المهرة: رحيل الشيخ الزنداني خسارة كبيرة للأمتين العربية والإسلامية      :: بريطانيا: ملتزمون بدعم الجهود الأممية الرامية لإحراز تقدم تجاه إحلال السلام باليمن      :: مجلس الوزراء يوافق على مشروع خطة الإنفاق للموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2024      :: اليمن: غلاء قياسي وتدهور الأمن الغذائي     

كتابات

ماذا نقول عنك يا مايو العظيم؟

       فكري ناشر 2023-05-23 02:18:36


نحن الجيل الذي تفتح وعيه الوطني والسياسي مع ميلاد الوحدة اليمنية العظيمة في 22 مايو 1990م، كنا شباب مقبلون على الحياة بعزيمة قوية سقفها السماء مزهوين بوطن حر ديمقراطي، وشهدنا اول عرس ديمقراطي وأول تجربة ديمقراطية حقيقية في الوطن العربي.

كنا نفتخر أننا من وطن حر وديمقراطي اسمه الجمهورية اليمنية، ولم يكد يمضي أشهر على عرسنا الديمقراطي الأول في 27 أبريل 1993م، حتى بدأت صراعات الإخوة الأعداء ومع تطاير شرر القذائف وصدام الدبابات في حرف سفيان وتصاعد أدخنة البارود في باصهيب وتحرك آليات الحرب في إتجاه الجنوب من كرش وسماع أزيز الميج 29 ووصول الاسكود من العند إلى صنعاء.

عندها انخفض سقف أحلامنا وادركنا أننا كنا نعيش حلم جميل لم يكتمل ايقضتنا منه اصوات المدافع وإستباحة الجميلة عدن بقوة السلاح، وككل مشاريعنا الوطنية الكبيرة التي عادة تبقى منقوصة ولم تكتمل ولم تكن كما تشتهيها إرادة الجماهير اليمنية والسر يعود إلى مخاوف الجوار من نهوض هذا البلد العريق بماضية والطامح إلى إستعادة دوره الحضاري وايضاً المطامع الإستعمارية لهذا البلد وموقعه الإستراتيجي وما يحويه من ثروات.

لذلك في كل محاولة نهوض دائماً يسارع الخارج إلى كبحها وقتل كل أمل لليمنيين بالتحرر وبناء دولتهم الوطنية التي تحقق إرادتهم وأحلامهم بالعيش الكريم، ولا أمل لليمنيين بالبقاء في وسط هذا الإستهداف الدائم لوجودهم كشعب وكجغرافيا إلا بوطن كبير موحد يشعر الجميع فيه بالعدالة والإنصاف.

وفي تصوري الحل الأمثل لذلك يكمن في  تظافر الجهود من أجل إنهاء إنقلاب مليشيا الحوثي، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي حدد قيام دولة اتحادية من عدة أقاليم تمكن الجميع من العيش بحرية لا يشعر فيها أحد بأنه مضطهد من الآخر أو أنه تم الإستقواء عليه.

أما المشاريع المتعددة التي ترسمها المطامع الخاصة والممولة من الخارج، فنتائجها الحتمية ستكون كارثية على كافة الاصعدة، ومصيرنا كشعب وهوية وجغرافيا ذاهب إلى المجهول وإلى الضياع.. وسيبقى نبض قلبي يمنيا.