:: وزير الداخلية يرفع برقية تهنئة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي بمناسبة الذكرى ال61 لثورة الـ14 أكتوبر      :: دائرة المرأة بإصلاح المهرة تقيم حفلا فنيا وخطابيا بمناسبة ذكرى التاسيس واعياد الثورة اليمنية      :: الضالع: الملاريا والكوليرا تجتاح منطقة حورة غنية بالازارق وسط نداءات استغاثة      :: وفد هولندي يزور أنشطة برنامج تعزيز العدالة في عدن     

كتابات

"بين المقاومة والدمار: هل فشلت حركات التحرر في تحقيق أهدافها؟"

       أحمد النهام 2024-09-28 04:21:13

موت أو إستشهاد "حسن نصر الله" ليس تشفي، فيكفي أنه مات على يد أعداء الأمة: أمريكا وإسرائيل. التاريخ لا يرحم أحداً، بل سوف يسجل مواقف الجميع. سوف يسجل التاريخ أنه استشهد في سبيل محاولة محاربة الكيان، دعماً لقضية الأمة الكبرى، بينما كان الشامتون يزعجوننا بعويلهم من أجل السلطة، وبث الفرقة في صفوف الأمة بحجة الحفاظ على السنة.

لكن، وبغض النظر عن مثل هذه الأحداث، لو كانت هناك مقاومة حقيقية للعدو الإسرائيلي، لما جاءت بأسلوب الهدم والتدمير لكل بلد تحل فيه بحجة مواجهة الأعداء. المقاومة لا تعني أن تأتي بالفقر والجوع والتخلف، بل تعني النهضة، الحرية، الاستقلال، التعليم المتقدم، والاقتصاد المزدهر.

عندما حل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، تحولت مباشرة من يثرب إلى المدينة المنورة، مصدر لكل شيء جميل. مدينة يمكن أن نصفها بالديمقراطية، إذ حبّبت فكرة المواطنة ودمجت طبقات المجتمع من خلال نبذ التمييز والعنصرية. لذلك، لم تصمد قريش بجَبَروتها أكثر من عشرة أعوام. 

لكن، انظر إلى حركات المقاومة اليوم، فقد فقدت تأييدها الشعبي بسبب فشلها. بل إني أشك أن الأعداء هم من يصنعونها لحاجة في أنفسهم. بدءاً من منظمة التحرير التي قادها ياسر عرفات، إلى حركة حماس وما شابهها؛ فإن هذه الحركات ما حلّت في مكان إلا وحلّ الدمار.

وهذا ينافي قول الله عز وجل: 
((وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً))  
(الإسراء: 81)

فأي حركة دينية لا تزهق الباطل هي كاذبة، مهما ادعت أنها تمثل الحق.

ولكن تبقى التساؤلات الأهم:

- لماذا الآن تحديداً؟
- ماذا قدم الحزب للبنان؟
- وماذا بعد؟
هل ستعي الشعوب أن حركات التحرر كاذبة إن لم تبنِ الأوطان؟ وهل ستعي حركات التحرر أن بناء الإنسان هو الهدف الأول والأخير للتحرر، وليس جره إلى الهاوية ودفن مستقبله وحاضره بحجة المقاومة والتحريض؟
 
أسامة بن لادن دمر السودان وأفغانستان.  
تنظيم الدولة الإسلامية دمّر سوريا والعراق، وتمدد إلى اليمن.  
حركات المقاومة التي انطلقت ضد الاتحاد السوفيتي استهلكت جهود الأمة لعقود، ولصالح من؟ لصالح أمريكا.  
الشعبية في العراق دمرت ما تبقى من العراق لصالح أمريكا. 

والقائمة تطول، ولكن هل من مُدَّكر؟

وهذا لا يعني طبعاً أن طريق التطبيع على نهج السعودية والإمارات هو الطريق المثلى، لا، أبداً. هي طريقة ضلال من نوع آخر، ومصيرها هو مصير حركات المقاومة، حتى وإن شمتت بحركات المقاومة.

لن يصبح الضبع صديقك لأنه افترس عدوك، وكذلك إسرائيل لن تصبح صديقة السعودية لأنها افترست غزة ولبنان. 

لكن ما يهمني هو وعي الشعوب. لا تصدقوا كلام الإعلام؛ الإعلام وجد فقط ليصنع الكذب ويبيع الوهم. كم مرة رأينا محللين يقولون إن إسرائيل لن تصمد لشهر، واليوم نرى أنها أكملت السيطرة على غزة؟ لذلك، اتجهت إلى لبنان. 

وإن لم تكن قد أكملت غزة، فلماذا لا تهاجم حماس وفتح وحزب الله إسرائيل في آن واحد؟ لماذا تترك لإسرائيل تحديد نطاق المعركة؟ هل هو اتفاق مسبق، أم محض صدفة تكررت لأكثر من مئة مرة؟

نحن نريد بلاداً قابلة للعيش، وليس لبيع الوهم. نريد العيش فقط.  
لن يثوروا حتى يعوا، وهؤلاء لن يعوا حتى لو ثاروا.  
لا مقاومة إلا في صنعاء، صنعاء فقط هي فصل الخطاب.